في واخر سنة 1780م تلقى ممثلو وسفراء الدول الأوروبية في مدينة طنجة اشعارا من السلطات المغربية، يطالبهم بالرحيل عن طنجة قبل 1 يناير من سنة 1881، وسيقتصر الوجود الاجنبي بطنجة على الاسبان فقط، وذلك بموجب اتفاقية أبرمت بين المغرب واسبانيا. وجاء في الصفحتين 10 و 11 من كتاب غراهام ستيورات "طنجةالمدينة الدولية" (The international city of tangier)) أن القناصل تلقوا ذلك الاشعار ومعه اخبار يفيد بأن السلطان المغربي – المولى محمد بن عبد الله – "باع" طنجة للاسبان مقابل 100 ألف دولار واطلاق سراح 100 مسلم من السجون الاسبانية كل سنة. ويعود أصل هذه الاتفاقية، إلى السفارة التي كان قد أرسلها السلطان المغربي محمد بن عبد الله إلى ملك اسبانيا، كارلوس الثالث، في أكتوبر من سنة 1779، وكان على رأسها السفير ابن عثمان المكناسي الذي وقع اتفاقية باسم السلطان بين المغرب واسبانيا في 30 ماي 1780 م سميت بمعادة "أرانخويث". نصت هذه المعاهدة على السلم بين البلدين وانهاء المشاكل القائمة بينهما، إضافة إلى التعاون في المجال الديبلوماسي، والتبادل التجاري بين الضفتين، وكان السفير المغربي قد تمكن خلال هذه الزيارة من اطلاق أكثر من 100 أسير مسلم من السجون الاسبانية، جلهم من أصول جزائرية. وكانت الاتفاقية قد أعطت للأسبان حق الاحتكار التجاري بمدينة طنجة، فكانت جميع المنتوجات المغربية تتجه إلى اسبانيا عبر طنجة، خاصة القمح. وكان من مزاياها أيضا حرية التجارة بالنسبة للاسبان والاستيطان في طنجة، وكانت هذه هي البداية والفترة الحقيقية للهجرة الاسبانية إلى هذه المدينة. لكن هذه الاتفاقية لم تدم طويلا، ولم يستمر احتكار الاسبان لمدينة طنجة في المجال التجاري، إذ سرعان ما عادت الخلافات من جديد، وكما قال غراهام ستيورات في كتابه المذكور في الصفحة 11 " يبدو أن (الاسبان) لم يقدروا هذه الصفقة، إذ بعد 9 سنوات عادوا للحرب مع المغرب". فمنذ سنة 1789 م توترت العلاقات من جديد، خاصة بعد وفاة السلطان المولى محمد بن عبد الله وجلوس المولى اليزيد على عرش الدولة المغربية، الذي تبنى سياسة عدوانية مع الاسبان منذ البداية، وكان من تأثيراتها قيام الاسبان بقصف طنجة سنة 1791م.