مرت على طنجة العديد من الأعراق والأجناس البشرية، ثم رحلت لتخلفها أجناس وأعراق أخرى، والتاريخ شاهد على هذا التنوع الذي ميز طنجة من بداية ذكرها في التاريخ. هذا الموضوع يعد البحث الأهم للكاتب الأمريكي "ستيورات هنري غراهام" (Stuart H Graham) في كتابه "طنجةالمدينة الدولية" (The International City Of Tangier) الذي يأتي فيه على ذكر الحقب التاريخية البارزة في تاريخ المدينة والأجناس والقوى البشرية التي مرت عليها. كما يقف الكاتب في مؤلفه على العديد من المشاكل التي عانت منها المدينة انطلاقا من عودتها إلى حضن المغرب سنة 1684م، وحالة المدينة أثناء الحرب العالمية الأولى إلى يوم الاتفاق على تدويل المدينة سنة 1923. ويركز الكاتب بشكل كبير في الفترة الدولية لمدينة طنجة منذ تفعيل قرار التدويل والتغيرات التي طرأت على المدينة من ناحية القوانين والتعاملات التجارية وطريقة عمل الادارة الدولية في طنجة. ثم يعرج الكاتب على الفترة التي تعرضت في المدينة إلى الاحتلال الاسباني من سنة 1940 إلى سنة 1945 خلال جريان الحرب العالمية الثانية والتحكم الاسباني في المدينة قبل عودتها إلى النظام الدولي من جديد بموجب اتفاقية باريس. ويعتبر هذا الكتاب من الكتب القليلة البارزة التي تحدثت عن الفترة الدولية قبل زوالها بالتفصيل الدقيق، وكيفية عمل وسيرورة النظام الدولي بالمدينة والمشاكل التي كان تعاني منها منطقة طنجة خلال هذه الفترة كمشكل التزود بالماء على سبيل المثال. كما يتحدث الكاتب في الختام عن مستقبل المدينة في ظل النظام الدولي، الذي يعتبره النظام الانسب للمدينة وذلك بالنظر إلى تاريخ هذه المنطقة التي تعتبر منطقة "دولية" منذ بدء التاريخ. وستيورات غراهام هو كاتب أمريكي وقد صدر مؤلفه المذكور قبل نهاية النظام الدولي في بداية الخمسينات من القرن الماضي، وهو إضافة إلى عمله كمؤلف فهو خبير سياسي أمريكي من مواليد سنة 1887 وعمل مستشارا في العديد من المناصب وعمل بالمفوضية الأمريكية في طنجة سنة 1946 كمستشار سياسي.