بعد وفاة السلطان محمد بن عبد الله (محمد الثالث) سنة 1790، خلفه ابنه اليزيد سلطانا على المغرب، فطويت صفحة وبدأت صفحة أخرى، كتب لطنجة فيها قصفا مدويا من طرف الاسطول الاسباني. وتعود حادثة هذا القصف الذي سبق القصف الفرنسي الشهير بأزيد من خمسين سنة، إلى 24 غشت من سنة 1791، عندما وجهت الفرقاطة الاسبانية سانتا كطالينا المرفوقة بعدد من السفن الحربية مدافعها نحو المدينة لبدأ قصف مدوي. ويرجع سبب هذا التصعيد، إلى السياسة العدوانية التي اتخذها المولى اليزيد منذ توليه العرش تجاه الاسبان، بسبب رفض اسبانيا إعادة الأموال المغربية التي كان قد أودعها المولى محمد بن عبد الله في خزائنها، فانتهج نحوها سياسة عنيفة وأمر بحصار مدينة سبتة. وكان المولى علي بن احمد، وهو ابن عم السلطان المولى اليزيد من قاد حصار سبتةالمحتلة، فشن هجوما بريا على الحامية الاسبانية الموجودة هناك، فاضطر كرلوس الرابع ملك اسبانيا اعلان الحرب على المغرب في 19 غشت من سنة 1791. وللرد على حصار سبتة، توجه الاسطول الاسباني إلى ساحل طنجة في 23 غشت 1791 واستعد لقصف المدينة، وكان جميع أهل طنجة حسب "تاريخ الضعيف" لمحمد الضعيف الرباطي، قد خرجوا بنسائهم بعد وصول الاسطول الاسباني. قصفت طنجة، قصفا عنيفا حسب المصادر الاسبانية، وقد أمطرت المدافع الاسبانية مدينة طنجة بحوالي ألفين قذيفة تسببت في دمار كبير للعديد من الدور والمباني، وكان ذلك بالضبط في 24 غشت من سنة 1791. لكن العلاقات المتوترة بين المغرب واسبانيا لم تدم طويلا، إذ سرعان ما توفي المولى اليزيد في فبراير سنة 1792 في معركة ضد أخيه المولى هشام، الذي ثار عليه وأراد العرش لنفسه، وهو الصراع الذي كان لإسبانيا يد طولى في إذكاءه. وبعد وفاة السلطان اليزيد، عادت الصراعات على العرش مجددا بين أبناء المولى محمد بن عبد الله قبل أن تنتهي في الاخير لصالح المولى سليمان، الذي عادت في عهده العلاقات المغربية والإسبانية إلى مجراها الطبيعي.