أولا : السفير محمد عبد الرحمن بريشة بلغ الى علم المولى عبد الرحمان بن هشام أن مرسى الصويرة قلت مداخيلها وانتابتها فوضى عارمة، وسلكت مسلك الإختلال في نظامها، وطوقتها حالة سيئة في التسيير والتدبير، وذلك منذ تخلى عن أمانتهاالأمين أشعاش عم القائد محمد أشعاش عامل تطوان، فكتب السلطان الى أشعاش هذا الكتاب : الحمد الله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم . عبد الرحمن بن هشام الله وليه. خديمنا الأنصح القائد محمد أشعاش، وفقك الله وسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، وبعد: فان مرسى الصويرة منذ توجه منها عمك، جبره الله، اختل نظامها وفسدت قوانينها التي كان العمل بها فيها من عهد جدنا سيدي محمد قدسه الله . فبوصول كتابنا هذا إليك، اختر من خدامنا أهل تطوان، رجلا عارفا، حازما، أمينا حق أمين، ووجهه بقصد الخدمة فيها، وإجراء أمورها على مقتضاها، والله يصلحك، والسلام . في 12 شعبان المبارك عام 1255ه ( 1839م). واختار القائد محمد أشعاش الأمين محمد عبد الرحمان بريشة، ووجهه الى مرسى الصويرة ثم كتب بذلك الى السلطان الذي أجابه بهذا الكتاب . الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم. عبد الرحمن بن هشام الله وليه خديمنا الأنجد القائد محمد بن عبد الرحمان أشعاش. وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته. وبعد: فقد وصل لحضرتنا العلية بالله الأمين الحاج محمد بريشة، وأخبرت وأنك تخيرته لاجتماع الخصال التي أردناها فيه، مع زيادة تقدمك له بالوصية والتثبت، والتيقظ، ثبته الله ووفقه، والسلام، في 8 شوال المبارك عام 1255 (1839). ثم استخدم أمينا على مرسى الدارالبيضاء وطنجة وغيرها. وقد عين من طرف السلطان مولاي الحسن الأول في مهمة الى البرتغال بمقتضى الأمر المولوي الاتي: الحمد الله وحده وصلى الله على مولانا محمد وآله وصحبه محبنا الأعز النائب الأجل السيد الحاج محمد بن العربي الطريس رعاك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله وبعد: فإن الأمين السيد محمد بن عبد الرحمان بريشة هو المعين للتوجه لبلاد البردقيز، وها الكتاب الشريف له بذلك يصلك صحبة هذا فادفعه له ولا بد . بارك الله فيك وعلى المحبة والسلام . في 23 ربيع الثاني عام 1301. محمد المفضل بن محمد غريط لطف الله به . ورافق السفارة التي ترأسها القائد محمد بن أحمد المؤذن السرغيني إلى سلطان دولة البرتغال كارلوس عام 1307 – 1889م حاملين خطابا من العاهل المغربي مؤرخ في 22 ربيع الثاني عام 1307 – 16 دجنبر 1889م بمناسبة توليته الملك وتعزيته في وا لده . وكانت السفارة تتكون إضافة إلى القائد المذكوركاتب السلطان الخاص العربي المنيعي والأمين محمد بن عبد الرحمن بريشة وهذا نص الرسالة التي حملها الوفد المذكور إلى سلطان البرتغال: إلى المحب الملحوظ بملامح التوفير والاحترام، والأثرة والإعتبار والإكرام، سلطان دولة البرطقال،المنعوت بحميد الخصال، المعظم في الأنفس، السلطان کرلس . أما بعد حمد الله الكريم، الذي لا إله إلا هو العلي العظيم، فقد بلغ لشريف علمنا ما دعا إلى الهنا، وشيد في القلوب ما بنا، وجدد للسرور أسبابا، وأزال عن النفوس ارتيابا، من حيازتكم لمكانة والدكم ورتبته، وجلوسكم على منصة مملكته، وتشييدكم لأركان فخاره وتعميركم لداره، وحلول الملك في أهله، ولم يخرج عن فرعه وأصله لأن الأشجار لا تثمر إلا في مواطنها، وأصناف الأحجار لا تنبت إلا في معادنها، والعين لا يبصر فيها إلا سوادها، والأحياء لا تقومها إلا أرواحها، وحيث كانت عهود المحبة بين الجانبين ملحوظة وحقوقها مصونة محفوظة، اقتضى ذلك أن وجهنا خديمنا الأرضى الأنصح، الأنجد الأصلح، القائد محمد بن أحمدالمؤذن السرغيني سفيرا إليكم بقصد تهنئتكم بهذه المسرة، لأنكم أحباؤنا نحب لكم دوام الهناء وخيره، بعد أن انتخبناه من خدام أعتابنا الشريفة الراسخين في القدم في الخدمة خلفا عن سلف، ومن بيوتات النجدة التي ليس فيها مختلف، وحملناه ما يؤديه إليكم مما يكون سببا بحول الله لتأكيد المحبة وزيادة المودة، وعززناه بكاتبنا الأرضى الأ نجد الأنصح الأرشد، الطالب العربي المنيعي، وخديمنا الأرضى الأنجد الأمين الطالب محمد بن عبد الرحمن بريشة، ونحن على يقين من أنكم تقابلون السفير المذكور ومن معه بمزيد المبرة والقبول، وتبلغونهم من الإعتناء غاية المأمول، وتصدقون السفير المذكور فيما حملناه، وفي كل ما يذكر لكم عن جانبنا العالي بالله من جميل الإعتقاد وكامل الود، ومما يزيد محبة الدولتين تجديدا ورسوخا وتأكيدا، ونحن معكم على ما كنا عليه مع والدكم وأكثر من المحبة والصداقة التي لا تتبدل ولا تتغير، وأنتم رافلون في حلل التهاني، ممتعين بما يليق بكم من الأماني .. وختم في 22 ربيع الثاني عام 1307 (1889) وحظي السفير الأمين محمد بريشة من طرف السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام بما قل به غيره من الإحترام والتقدير والعناية الفائقة والتنويه بخدماته الجليلة التي قدمها لوطنه، وأعتقد أن هذه الرسالة السلطانية الأتية تعتبر أيضا في العرف الدبلوماسي وساما شرفيا كبيراً منح لهذه الشخصية الفذة، لأنها إعتراف من طرف السلطان بأعمال هذا الرجل. حيث إنه في تلك الفترة لم تكن تمنح أوسمة تقديرية لرجال المخزن إلا من خلال التنويه بأعمالهم وخدماتهم، وقد سار العرف المخزني المغربي عملا بالرسائل أو الظهائر الشريفة التي تمنح لبعض رجالاته، ومنها هذه الرسالة الإنعامية والتقديرية الموجهة إلى قائد تطوان الحاج محمد أشعاش في حق الأمين محمد بريشة . الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه عبد الرحمان بن هشام الله وليه خديمنا الأرضى القائد محمد أشعاش. وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته . وبعد : فيرد عليك خديمنا الأمين الأرضى الحاج محمد بريشة لصلة رحمه، وتفقد أهله، فقد خدم، ووقف، وصبر، وما قصر، أصلحه الله ورضي عنه، وقد أنعمنا عليه بألف ريال واحد، يأخذه في صاكة، ما أراد إخراجه من الموسوقات، إعانة له على حاله، وليس ذلك بأجرته، ولا على قدر خدمته، وانما هذه بركة وزيادة خير، وما عند الله خير وأبقى، وادفع له أربعة أطراف ملف جيد، وأربع شقق رهيف، وشقتين من مركان المقصور كسوته وكسوة عياله، والله يصلحك، والسلام. في 22 محرم الحرام عام 1260(1844) وتقلب بعد ذلك في مهمات أخرى دبلوماسية ومخزنية . وتوفي بتطوان عام 1317 ه (1899م). وقد عمر طويلا وعاصر عدة ملوك.
الكتاب: سفراء تطوان على عهد الدولة العلوية للمؤلف: محمد الحبيب الخراز (بريس تطوان) يتبع...