وهو أيضا من أوائل السفراء في عهد السلطان محمد بن عبد الله الذي أرسله إلى تركيا حوالي عام 1190 ه 1777م – صحبة القائد مبارك بن همادي إلى السلطان التركي عبد الحميد مصحوبين بمبلغ ستمائة الف ريال من باب المساعدة إلى الدولة العثمانية. وهذا ظهير تعيينهما: ويغلب عليه الخطاب بالدارجة أكثر منه بالعربية نظرا لجهالة بعض الكتاب الذين كانوا يستخدمون في كتابة الرسائل السلطانية، ويظهر أنهم كانوا من العبيد ذوي الثقافة المحدودة، والبعيدين كل البعد عن كتابة الرسائل الدبلوماسية، ولكن سيظهر فيما بعد الأسلوب المغاير تماما في الخطابات الملكية بفعل تشغيل مجموعة من الكتاب الملمين بالكتابة الرسمية والخط الجميل. الحمد لله وحده .. وصلى الله على سيدنا محمد وآله و صحبه خديمنا القائد مبارك هماد وخديمنا الحاج عبد الله الشربي. سلام عليكما ورحمة الله وبركاته. فالله يلاقي لكما خيرا وها براوات السلطان العثماني نصره الله يصلكم، فادفعوا للوزير براءته، وادفعوا لقبطان باش براءته، وادفعوا للسلطان عبد الحميد براءته وهي المغلفة بالكمخة الخضرا، وانتما اركبوا في السفينة التي فيها المال وتوجهوا بالسلامة. وإذا بلغتم المال والبراوات للسلطان العثماني نصره الله، ارجعوا إلى أزمير واتسناو السيد عمر حتى يخلط عليكم والسلام . ومن هنا يكون توجهكم لزيارة قبر المصطفى صلى الله عليه و سلم وحج بيت الله الحرام. وإياكم والخفة والطيش وكثرة الكلام ، لأن الأتراك لا ينبغي لهم إلا المروءة التامة والنفس العالية، وكونوا متفقين بينكم في كل شيء، وإياكم أن نسمع عنكم ما يغير خاطر وعليكم في تلك الناحية، فان الشربي يعرف المشارقة ويخالطهم، وان الموضع الذي أنزلوكم فيه أبقو فيه حتى تسافرون وقولوا للوزير و للقائد باش كل ما كتب به السلطان عبد الحميد نصره الله سيدى كله يقضى على الفور ، وعلى الرأس والعين حبا وكرامة. ومن بين سطور هذه الرسالة ما خاطب به السلطان محمد بن عبد الله السفير الشربي من كونه يعرف المشارقة ويخالطهم، مما يدل على أنه سافر في مهمات أخرى إلى الشرق العربي قد تكون تجارية وقد تكون دبلوماسية، وأمام قلة المصادر التاريخية عن هذا السفير الشربي لم نتمكن من معرفة المزيد عنه. الكتاب: سفراء تطوان على عهد الدولة العلوية للمؤلف: محمد الحبيب الخراز (بريس تطوان) يتبع...