العدد:106 مقالات في كلمات *المعروف زكاة النعم والشفاعة زكاة الجاه، والعلل زكاة الأبدان، والعفو زكاة الظفر وما أديت ذكاته فهو مأمون السلب. الإمام علي *قيل للإمام علي بن أبي طالب: صف لنا الدنيا قال: ما أصف من دار أولها عناء، وآخرها فناء في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب. من استغنى بها فتن، ومن افتقر فيها حزن. *أصحاب الشجاعة والشخصية القوية دائما ما يبدون أشرارا للآخرين. هرمان هسه *امتلاك الحظ أفضل من النهوض باكرا. مثل ايرلندي *لكي تخترع انت بحاجة الى مخيلة جيدة وكومة خردة. اديسون
*عن ابن القيم الجوزية أنه قال:"قد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يُدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لا هَمَّ له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له.
*النجاح يأتي بالعادة إلى أولئك المشغولين بالبحث عنه. هنري ديفيد ثورو
*لو عمل المسلمون بآداب قرآنهم للفتوا الأنظار إلى روعته أكثر من ألف جمعية وألف خطاب وألف كتاب. مصطفى السباعي
*لا تحقد على أحد، فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من خصومك، ويكشف من مساوئك ما كان مستورا. مصطفى السباعي
*ذلك الذي رأيه إن المال يفعل كل شيء من المرجح انه سيفعل أي شيء من أجل المال. بنجامين فرانكلين *الهموم في الصبا مثل الورود وفي الشيخوخة مثل الجراح في الظهر. مثل ألماني
*من يكذب مرة لا يدرك قدر الورطة التي وقع فيها: فعليه أن يخترع عشرين كذبة أخرى للحفاظ على هذه الكذبة. ألكسندر بوب
*ما يؤلم الإنسان أن يموت على يد من يقاتل من أجلهم. تشي جيفارا
*كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا لكنني لم أكن أتصور أن الحزن يمكن أن يكون وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته. تشي جيفارا
*لا يمكن أن ترتكب خطأ كبيرا في الحياة أكثر من عزوفك عن العمل وذلك لأنك لم تضف شيئا جديدا الى حياتك او حياة غيرك. ادموند بيرك
*إن أردت أن تحافظ على ثبات أقدام أطفالك على الأرض فضع فوق أكتافهم ثقل بعض المسؤوليات. بولين فيليبس
*لا تغضب عندما لا تستطيع أن تغير الآخرين كما تريدهم أن يكونوا لأنك في الواقع تجد صعوبة في أن تغير نفسك كما تريد أنت. كونفوشيوس
*الرجل الناجح سيستفيد من أخطائه ويحاول مرة أخرى بشكل مختلف. ديل كارنيجي
*مملة الوحدة لكنها أكثر إنصافا من ضجيج يمتلئ نفاقا. جبران خليل جبران *لا يكف المرء عن الحلم حين يصبح عجوزا، بل يصبح عجوزا حين يكف عن الحلم. غابرييل غارسيا ماركيز
*انسحاب جيد خير من مقاومة سيئة. مثل ايرلندي *قال رجل للأعمش: كيف بت البارحة: قال: دخلت وجئت بحصير ووسادة، ثم استلقيت هكذا بت. *يحكى أن رجلا ذهب لسوق النخاسة لشراء عبد فوجد عبدا قويا مفتول العضلات فقال للنخاس:"بالله عليك أن تقول لي ما عيوب هذا العبد". فقال النخاس:"أُشهد الله أن هذا العبد من أكثر العبيد قوة وأمانة وشجاعة ولكن فيه نقيصة واحدة". تهلل وجه الرجل بشرا وقال: وما هي: قال أن هذا العبد تنتابه نوبة نذالة وخسة في كل عام مرة واحدة". فقال الرجل: أما المرة فمقبولة فلكل جواد كبوة ولكل عالم غفوة وسأتغافل عن نوبة نذالته وخسته ما دامت في العام مرة واحدة. فرح الرجل بالعبد وأصبح أقرب العبيد إليه وقربه منه وأصبح العبد رفيقه في كل طريق. في إحدى المرات صحب الرجل عبده في سفره وأثناء عبور النهر أخذ العبد يجدف بالمركب الصغير. وفي وسط النهر جاءت موجة وانقلب القارب وكان السيد لا يجيد العوم على عوردة العبد الذي أخذ يعوم برشاقة في طريقه للشط دون أن يحاول إنقاذ سيده فنادى عليه سيده:"أتتركني في المهالك أواجه الموت." فقال العبد: "سامحني سيدي فقد انتابتني نوبة النذالة الآن." *قيل لأعرابي: مالك لا تجاهد: قال والله اني لأبغض الموت على فراشي فكيف أسعى إليه راكضا.
*جاء في حكم وقصص الصّين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له:"امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا على قدميك ففرح الرجل وشرع يمشي في الأرض مسرعا ومهرولا في جنون وسار مسافة طويلة فتعب وفكر في أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها ولكنه غيّر رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد وسار مسافات أطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه لكنه تردّد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد والمزيد. ظل الرّجل يسير ويسير ولم يعد أبدا فقد ضل طريقه وضاع في الحياة ويقال أنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد ولم يمتلك شيئا ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية أو القناعة. *خرج عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – مع جماعة من أصحابه إلى البادية للصيد والقنص.. فلقيهم أحد الأعراب ممتطيا جوادا أشهب فأوقفه عمر وقال له: ما اسمك؟.. قال: شهاب.. قال: أبو من؟.. قال: أبو جمرة.. فقال: ممن أنت؟.. قال من بني حرقة ثم من بني ضرام.. قال: أين مسكنك؟.. قال: في ذات لظى.. قال: ما اسم جوادك؟.. قال: سعير.. قال عمر: أدرك أهلك قبل أن يحترقوا!! *دخل عجل مزرعة جحا وأخذ يعبث بالمزرعة ويأكل البرسيم، وفي هذه اللحظة دخل جحا المزرعة وقام بضربه. ولكن العجل فر منه وحينئذ فكر جحا ثم قال: لابد انه عائد إلى أمه ذهب جحا إلى حيث تقيم الام فوجد العجل واقفاً تحت رجليها وهو في حالة ذعر وخوف أخذ جحا العصا وأخذ يضرب الأم. حينئذ صاح صاحب البقرة محتجا على جحا وقال: وماذا فعلت البقرة حتى تضربها فقال جحا: حينما لا تحسن الأم تربية أبنها فأنها تستحق الضرب.
*البشاشة والكلمة الطيبة والقلب الصافي هم الجمال الحقيقي لأي إنسان.
*البياض لا يعني الجمال. والسواد لا يعني القباحة فالكفن أبيض ومخيف. والكعبة سوداء وجميلة. والإنسان بأخلاقه ليس بمظهره. ولو كانت الرجولة بالصوت العالي. لكان الكلب سيد الرجال.
*يستحيل أن تعيش الحياة دون ثقة فهذا يكون بمثابة حبس في أسوأ زنزانة على الإطلاق ألا وهي النفس.
*الذين يشتكون قلة الرزق وقلة الحظ وسوء الحياة خزائنهم مليئة وغنية ولكنهم فقدوا مفاتيح كنوزهم وهي التفاؤل والصبر والإيمان.
*عندما تموت سيحزنون عليك كثيرا لكن لفترة، وينسونك كما كنت منسي عندما كنت حي.
*هناك فرق بين النقد والحقد. وبين النصيحة والفضيحة. وبين التوجيه والوصاية. حياة الناس لم تدوّن باسمك لتخبرهم كيف يعيشون.
*المال يجلب لك أصدقاء المصلحة، والجمال يجلب لك أصدقاء الشهوة. أما الأخلاق تجلب لك أصدقاء العمر. *السؤال الحقيقي ليس ما إذا كان هناك حياة أخرى بعد الموت. السؤال الحقيقي هو هل كنت على قيد الحياة قبل الموت؟
*الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك فإذا كان لك فلا تبطر وإذا كان عليك فاصبر.
*أن تحب أنثى فتلك فطرة. أن تُسعدها فذلك فن. أن تحافظ عليها فتلك رجولة.
*تاريخ تطوان: الفصل السادس من الباب العاشر في ولاة تطوان وبعض حوادثها في عهد الحماية الإسبانية عندما شرعت في تأليف هذا الكتاب "تاريخ تطوان"، كانت هذه المدينة واقعة تحت الحماية الإسبانية مثل بقية شمال المغرب، وعندما انتهيت إلى تاريخ بسط هذه الحماية واحتلال القوات الإسبانية لتطوان، وهو عام 1331ه 1913م، رأيت أن أوقف الكتابة عند ذلك الحد، غير مفرق في ذلك بين الحوادث السياسية الشائكة، وغيرها من الأخبار العادية عن تطوان وسكانها. أولا، لأن تطوان انتقلت في هذا العهد من طورها العادي الذي عاشت عليه طول حياتها الماضية، وهو أنها إحدى المدن الثانوية من بين مدن المغرب، إلى طور آخر قضت فيه فترة مرت كحلم من الأحلام، وهو أنها صارت عاصمة لمنطقة، ومركزا لقوات احتلالية، ومقرا لحكومة لها رئيس يتمتع تحت الحماية الإسبانية بمثل ما يتمتع به سلطان المغرب نفسه تحت الحماية الفرنسية، حكومة لها وزراء وإدارات، وأنظمة وقرارات، وألقاب وسيمات. وثانيا، لأن القبائل الجبلية والريفية تصدرت لمقاومة الاحتلال الإسباني بالسلاح، فكانت حرب دموية طالت بضع عشرة سنة، وضاعت فيها آلاف من الرجال، وملايين من الدراهم، وكان على من يريد أن يؤرخ حوادث ذلك العهد، أن لا يخرج عن أحد موقفين، إما تأييد الشعور الوطني الحر الاستقلالي، وهو ما يحتمه الواجب الوطني على الوطنيين الأحرار، وإما مجاملة السلطة الحاكمة، وهي لا ترضى بغير تأييد مواقفها الاستعمارية، وذلك ما لا يرضى به أو يقوم به إلا الخونة وأذناب الاستعمار. وكان من الطبيعي بالنسبة لي ولرفقائي من جنود الوطنية الأحرار، أن لا نكتب شيئا من تاريخ بلادنا، إلا بالروح الوطنية الحرة التي عشنا بها طول حياتنا، وبناء على ذلك، خرجت من باب واسع، فأعلنت بالكلمات السابقة – في الظاهر – أنني أوقفت الكتابة عند ذلك الحد. وصرت عمليا أقتصر على كتابة مذكراتي الخاصة، وأجمع من المعلومات عن فترة الحماية وحوادثها ما يتيسر جمعه على سبيل الاحتياط، ومساعدة من يمكن أن يستفيد من كتابتنا من الأجيال التي تأتي بعدنا، إذ لم نكن في الحقيقة كبيري الأمل في أننا سنعيش إلى أن يتحقق في حياتنا استقلال المغرب وتوحيد ترابه. ولكن الله القوي القادر سبحانه، أحيانا حتى تحقق في عهدنا ما كنا نتمناه ونعمل لأجله، ونهيئ له أبناءنا وتلاميذنا وسائر قومنا، وهو استقلال وطننا استقلالا كاملا، وتوحيد مناطقه التي كانت فرنسية في الجنوب، وإسبانية في الشمال، ودولية في طنجة، ولم يبق علينا إلا أن نسترجع مليلية وسبتة وأراضي الصحراء في الجنوب، وذلك ما سيتحقق طال الزمن أو قصر بحول الله. وقع هذا بتوفيق الله وعونه، وزالت الموانع بزوال السلطات الاستعمارية الفتاكة، ولله الحمد والمنة والشكر. فرأيت – ما دمت أستطيع الحركة والعمل – أن أواصل كتابة تاريخ هذه المدينة وما له علاقة بها، إلى أن أنتقل إلى جوار ربنا الكريم الحليم سبحانه. وعندئذ فكرت في طريقة العمل، ففرقت بين ما كان من الشؤون الخاصة بمدينة تطوان من تاريخ ولاتها وحوادثها وتراجم رجالها وأعمالهم، فألحقت ذلك بالفصول العادية التي عقدتها لتلك الموضوعات، وبين ما كان راجعا لتطوان بصفتها عاصمة لمنطقة، ومركزا لحكومة، وما إلى ذلك من الحوادث العامة، فعقدت له بابا خاصا هو الباب العاشر من أبواب هذا الكتاب، وجعلت عنوانه: "تطوان في عهد الحماية الإسبانية"، وهو باب يحتوي على خمسة فصول(1)، وبذلك يصير تاريخ تطوان – بحول الله – محتويا على عشرة أبواب في نحو عشر مجلدات(2)، تشتمل على نحو خمسة آلاف من الصفحات، حقق الله الآمال، والله سبحانه المستعان. *ولاية الحاج أحمد الطريس لباشوية تطوان عام 1331ه 1913م: عندما أسست الحكومة الخليفية بتطوان لأول مرة في التاريخ عام1331ه 1913م، قام الخليفة السلطاني الأول مولاي المهدي بن إسماعيل، بتعيين باشا تطوان السيد مصطفى بن يعيش قائدا لمشوره، وفي نفس التاريخ، أسند وظيف باشوية تطوان إلى الوجيه الحاج أحمد ابن النائب السلطاني بطنجة الحاج محمد الطريس، وصدر بذلك ظهير هذا نصه بعد الحمدلة والتصلية والطابع: "خدامنا الأرضين، كافة اهل تطوان، وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد فقد اقتضى نظرنا الشريف أن نولي عليكم خديمنا الأرضى القائد الحاج أحمد الطريس، لثبوت أولويته وكفاءته عند جنابنا الشريف، وأن نسند إليه النظر في مصالحكم وشؤونكم تحت رعاية نظرنا المنيف، فنأمركم أن تسمعوا وتطيعوا فيما أوليناه من أوامرنا الشريفة، وتنتظموا بذلك في سلك من شملتهم ظلال أنظار جلالتنا الوريفة، أسعدكم الله به وأسعده بكم، وألهمكم الرشد والصواب، ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه. صدر به أمرنا المعتز بالله في 4 جمدى الثانية عام 1331". وهذا التاريخ يوافقه 11 مايو سنة 1913م. وربما كان هذا هو أول ظهير أصدره الخليفة مولاي المهدي، إذ لم نقف على ظهير آخر مؤرخ بما قبل التاريخ المذكور، الذي ليس بينه وبين تاريخ وصول الخليفة المذكور إلى تطوان سوى نحو أسبوعين. فالحاج أحمد الطريس هو أول شخص عين باشا بتطوان، بعد بسط الحماية الإسبانية على شمال المغرب وجعل تطوان عاصمة له. وقد كان الحاج أحمد الطريس رحمه الله، هادئ الطبع لين العريكة، مثالا للنزاهة والعدل والحلم وعلو الهمة، وقد اختار خليفة له يقوم مقامه في مباشرة الأحكام العادية، وهو رفيقه الأمين الوجيه الحاج العربي ابن الأمين الحاج محمد راغون، فقام هذا الخليفة بوظيفه أحسن قيام، وإن كان شديدا في أحكامه، إلا أن شدته كانت لازمة لتعديل ليونة الباشا الطريس. وبذلك التعادل سارت الأمور بوجودهما على احسن حال. وفي سنة 1334ه 1916م، صدر ظهير خليفي يحدد المرتب الرسمي للباشا الطريس، وهذا نصه بعد الحمدلة: "يعلم من هذا الكتاب الجليل، والأمر المسفر عن الرعاية والمعاملة بالجميل، أننا بحول الله وقوته، وتأييده ومنته، عينا لخديمنا الأرضى عامل تطوان القائد الحاج أحمد الطريس، أربعة عشر ألف بسيطة سكة إسبنيولية، راتبا سنويا عن ذلك الوظيف القائم به، تدفع له من القسم الثاني والباب الثاني والفصل الرابع من ميزانية المخزن. فنأمر الواقف عليه من ولاة الأمور، وأرباب الصدور، أن يعلمه ويعمل به، ولا يحيد عن شريف مذهبه، والسلام. صدر به أمرنا العالي بالله في 25 صفر الخير عام 1334 موافق فاتح يناير سنة 1916". وفي نفس التاريخ صدر ظهير آخر حدد فيه المرتب الرسمي لخليفته الحاج العربي راغون، وهذا نصه كذلك: "يعلم من كتابنا هذا رفع الله قدره، وأناط باليمن والسعادة أمره، أننا بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته، عينا لخليفة عامل تطوان الحاج العربي راغون، ثلاثة آلاف وأربعمائة وثمانين بسيطة سكة إسبنيولية، راتبا سنويا عن وظيفه المنوط به، تدفع له من القسم الثاني والباب الثاني والفصل الرابع من ميزانية المخزن. فالواقف عليه من ولاة الأمور، وأرباب الصدور، يجب أن يعلمه ويعمل به، ولا يحيد عن شريف مذهبه، والسلام. صدر به أمرنا الشريف في 25 صفر الخير عام 1334 موافق فاتح يناير سنة 1916". وبقي الحاج العربي راغون قائما بوظيفه، إلى أن توفي بتطوان في 12 ربيع الأول عام(3) 1337، فاختار الباشا الطريس لوظيف الخلافة عنه، صهره الوجيه السيد محمد بن أحمد السلاوي، وهذا نص إسناد الوظيف المذكور إليه وبيان مرتبه: "... يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره، وأجرى على مهيع الرشاد سيره، أننا بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته، عينا لخليفة باشا تطوان الطالب محمد السلاوي راتبا سنويا قدره ثلاثة آلاف بسيطة وأربعمائة وثمانون بسيطة سكة إسبنيولية، تؤخذ من القسم الخامس والباب الثاني والفصل الرابع من ميزانية المخزن الجاري بها العمل الآن. فنأمر الواقف عليه من خدامنا وكافة ولاة أمرنا، أن يعلمه ويعمل بمقتضاه، ويلزم حده ولا يتعداه، والسلام. صدر به أمرنا الشريف في 26 ربيع الأول عام 1338 موافق 20 دجنبر سنة 1919". وكان الخليفة السلاوي حازما نشيطا يقظا جريئا. وقد استمر الباشا الطريس متقلدا لوظيفه، إلى أن توفي ودفن بتطوان(4) في 21 ربيع الأول عام 1339ه موافق 3 دجنبر سنة 1920م فتولى مكانه السيد محمد الحاج. *ولاية السيد محمد الحاج لباشوية تطوان عام 1339ه 1921م: بعد وفاة الباشا الحاج أحمد الطريس، عين الخليفة مولاي المهدي مكانه الباشا السيد محمد بن محمد الحاج، حفيد السيد محمد الحاج الذي كان قائد تطوان إلى عام 1276. وصدر بذلك ظهير شريف هذا نصه: "الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله. ثم الطابع الخليفي الكبير ونقش وسطه: المهدي بن إسماعيل بن محمد الله وليه ومولاه خدامنا الأرضين كافة أهل تطوان، وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد فقد اقتضى نظرنا الشريف، أن نولي عليكم خديمنا الأرضى الطالب محمد الحاج، لثبوت أولويته وكفاءته عند جنابنا الشريف، وأن نسند إليه النظر في مصالحكم وشؤونكم تحت رعاية نظرنا المنيف، فنأمركم أن تسمعوا وتطيعوا فيما أوليناه من أوامرنا الشريفة، وتغتبطوا اغتباط من شملتهم ظلال أنظار جلالتنا الوريفة، أسعدكم الله به وأسعده بكم، وألهمكم الرشد والصواب، وأصلحكم ورضي عنكم، ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والسلام. صدر به أمرنا المعتز بالله في 28 ربيع الثاني عام 1339"(5). وفي ورقة أخرى مصحوبة بها، كتب باللغة الإسبانية ما تعريبه (اطلعت على الظهير الشريف الصادر بتاريخه من جانب سمو الأمير المعظم مولاي المهدي بن إسماعيل بن محمد، بتعيين الطالب محمد الحاج باشا لمدينة تطوان، وأذنت بنشره. تطوان 8 يناير 1921. داماسو برنكير (المقيم العام الإسباني بالمغرب). وقد قرئ هذا الظهير على منبر الجامع الكبير، يوم فاتح جمدى الأولى عام 1339
وعقب هذه التولية، استعفى خليفة الباشا السابق السيد محمد السلاوي، فسوعد على ما طلب، وعين بدله الوجيه السيد العربي بن أحمد الدليرو، وقد صدر ظهير بتعيين راتب له، وهذا نصه: "...يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره، وأجرى على مهيع الرشاد سيره، أننا بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته، عينا لخليفة عامل تطوان الطالب العربي بن أحمد الدليرو، راتبا سنويا قدره أربعة آلاف بسيطة ومائة واحدة وستة وسبعون بسيطة سكة إسبنيولية، تؤخذ من القسم الخامس والباب الثاني والفصل الأول من ميزانية المخزن الجاري بها العمل الآن. فنأمر الواقف عليه من كافة ولاة أمرنا، أن يعلمه ويعمل بمقتضاه، ويلزم حده ولا يتعداه، والسلام. صدر به أمرنا المعتز بالله في 12 جمدى الأولى عام 1339". وهذا التاريخ يوافق 22 يناير 1921. وكان السيد محمد الحاج مثل الحاج أحمد الطريس، لينا هادئا نزيها متواضعا، وكان خليفته الدليرو مجربا جريئا، فسارت أمور الباشوية سيرها الطبيعي. واستمر الباشا السيد محمد الحاج في وظيفه، إلى ن توفي الخليفة مولاي المهدي، فقام مقامه الباشا المذكور، بمقتضى الاتفاق المعقود بين إسبانيا وفرنسا، ومنح لقب نائب الخليفة، فاحتجب عن العموم، وتأخر عن أعمال الباشوية، فاستقل بها الخليفة الدليرو، واستمر كذلك إلى أن أعفي منها في حجة عام 1342. "(6) الحمد لله وحده، ولا يدوم إلا ملكه يعلم من هذا الكتاب الممضي باسمنا بصفة رياسة الوزارة، واعتماد رتبة الصدارة، أننا أذنا بإعفاء السيد العربي الدليرو من وظيف الخلافة عن باشا تطوان، وأرحناه من تحمل أعبائه، فليتخل عنه مشكورا، والسلام. في 6 حجة عام 1342 موافق 9 يليه سنة 1924. أحمد بن محمد الركينة. (ثم موافقة النائب العام سبيدرا)".
وتولى في مكانه الباشا السيد عبد الكريم اللبادي: "يعلم من هذا الكتاب الممضي باسمنا بصفة رياسة الوزارة، واعتماد رتبة الصدارة، أننا أذنا بترشيح الحازم المحترم الوجيه، السيد عبد الكريم بن أحمد اللبادي، لوظيف الخلافة عن باشا تطوان، لما عهد من كفاءته ونباهته، واقتداره ونزاهته، فليقم بما طوقه قياما يسفر عما عهد به إليه من الثقة التامة، التي أوجبت الاعتماد فيما أنيط به عليه. والواقف عليه يجري على مقتضاه، ويقف عند الحد الذي أمضاه، والسلام. في 6 حجة عام 1342 موافق 9 يليه سنة 1924. أحمد بن محمد الركينة وفقه الله. اطلعت عليه بتاريخه وأذنت بنشره. الكاتب العام مدير الأمور الوطنية دييغو سبدرا"(7). وفي 18 محرم 1343ه 20 غشت 1924 صدر قرار وزيري بتعيين ولده محمد خليفة له. أما السيد محمد الحاج، فاستمر في وظيفه الذي هو النيابة عن الخليفة، إلى أن جلس على كرسي الخلافة الأمير مولاي الحسن ابن المهدي، فصدر بإعفاء الحاج ظهير خليفي هذا نصه:
"الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم (الحسن بن المهدي الله وليه) أعفينا خديمنا الأرضى الطالب محمد بن مَحمد الحاج التطاوني من وظيف باشا تطوان، وأرحناه من تحمل أعبائه، فلينصرف عنه لحال سبيله مأجورا، وعلى ما سلف من أعماله مشكورا، والسلام. صدر به أمرنا العالي بالله في 21 ربيع الثاني عام 1344 موافق 8 نونبر سنة 1925. وبعد ذك ما يلي: عاينت ظهير سمو الخليفة المعظم مولاي الحسن بن المهدي، المتضمن إعفاء محمد بن مَحمد الحاج التطواني من وظيف باشا تطوان، وعليه فإني أعلم به. تطوان 8 نوفمبر سنة 1925. خوسي سانخورخو" *ولاية السيد عبد الكريم اللبادي على تطوان مرة ثانية: وقد أسندت باشوية هذه المدينة إلى الأمين الوجيه السيد عبد الكريم بن أحمد اللبادي، فتولاها للمرة الثانية(8). وعين ولده الوجيه السيد محمد خليفة له، فكان هذا الخليفة هو الذي يتولى الفصل بين الخصوم(9): "يعلم من هذا الكتاب الممضي باسمنا بصفة رياسة الوزارة، واعتماد رتبة الصدارة، أنه نظرا لما هو عليه خليفة باشا هذه العاصمة التطوانية السيد عبد الكريم بن أحمد اللبادي، من قيامه بسائر شؤون وظيفة الباشا، وتحمله سائر ما يناط به من التكاليف، كان من الضروري تعيين خليفة له، يستعين به على ما هو مطوق به من لوازم هذا المنصب الخطير، فاقتضى نظرنا أن نرشح لذلك الوظيف، الطالب الأنجد السيد محمد ضما ابن السيد عبد الكريم اللبادي، لما توخيناه فيه من حسن القيام به، والاقتدار على تحمل اعبائه. فليقم بما طوقه قياما يؤذن بكفاءته واقتداره، ويبين عن حميد سيرته. فالواقف عليه يجري على مقتضاه، ولا يعتمد سواه، والسلام. في 18 محرم عام 1343 موافق 20 غشت سنة 1924. أحمد بن محمد الركينة وفقه الله. اطلعت عليه بتاريخه وأذنت بنشره. مدير المراقبة المدنية إميليو كلارا".
*الولاية الثانية (10)على تطوان للقائد عبد السلام بن الحسين عام 1344: وتسلم القائد عبد السلام بن الحسين البخاري حكم تطوان للمرة الثانية(11). (12)"خدامنا الأرضين كافة أهل تطوان، أخص منهم الشرفاء والعلماء والأعيان، وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد فقد ولينا عليكم وصيفنا الأرضى القائد عبد السلام بن الحسين البخاري، وأسندنا له النظر في مصالحكم، والقيام بسائر شئونكم، لما ثبت لدى جنابنا الشريف من خيرته وديانته، وحسن سيرته في سالف خدمته. فنأمركم أن تسمعوا له وتطيعوه في سائر ما يأمركم به من خدمتنا الشريفة، أسعدكم الله به وأسعده بكم، ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والسلام. صدر به أمرنا المعتز بالله في 21 ربيع الثاني عام 1344 موافق 8 نونبر 1925. (وتحت ذلك موافقة المقيم العام بما نص ترجمته) عاينت ظهير سمو الخليفة المعظم مولاي الحسن بن المهدي، المتضمن تولية القائد عبد السلام بن الحسين البخاري على عاصمة تطوان، وعليه فإني أعلم به. تطوان 8 نوفمبر سنة 1925. خوسي سان خورخو". واتخذ خليفة له في هذه المرة الشريف سيدي محمد البقالي، الذي كان معروفا ببقالي البوليس. أما كاتبه في هذه المرة فهو الفقيه العدل سيدي محمد اباعيسى، وهو الذي عين أيضا الفقيه العدل السيد الأمين بوخبزة كاتبا ثانيا، على أن يأخذ أجرته من مدخول السخاري. وقضى القائد عبد السلام في ولايته الثانية تسعة عشر شهرا، بمرتب شهري قدره مائتا ريال وسبعون ريالا، وقد ذكر لي رحمه الله أنه توسع بذلك المرتب كثيرا، وقضى منه ما كان عليه من ديون، وحمد الله على ذلك وشكره شكرا جزيلا. ثم وقع الخلاف بينه وبين المراقبة الإسبانية في شأن المومسات، فامتنع القائد عبد السلام من الموافقة على بطائق البغاء الرسمي، فأعفي من وظيفه بتاريخ 22 محرم عام 1346. وهذا نص القرار الوزيري بإعفائه: "الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله أعفينا بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته، الخديم الطالب عبد السلام بن الحسين البخاري، من وظيف عمالة تطوان، وأرحناه من تحمل أعبائه، فليتخل عنه ولينصرف لحال سبيله مأجورا، والسلام. في 22 محرم عام 1346 موافق 22 يوليه سنة 1927. محمد بن عزوز وفقه الله". (وتلي ذلك موافقة السلطة الإسبانية على ذلك الإعفاء بتاريخ 23 يوليه 1927) وفي نفس التاريخ صدر قرار وزيري بإعفاء خليفته السيد محمد بن عبد السلام البقالي. *ولاية السيد محمد بن عبد السلام بريشة لباشوية تطوان عام 1346ه 1927م: وبعد إعفاء القائد عبد السلام ابن الحسين البخاري، عين الخليفة مولاي الحسن مكانه الأمين الوجيه السيد محمد بن محمد بن عبد السلام بريشة، بظهير هذا نصه: "الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما ثم الطابع الخليفي الحسني ونقش وسطه: الحسن بن المهدي بن إسماعيل بن محمد الله وليه ومولاه. وبدائرته: ومن تكن الخ، من يعتصم الخ. "خدامنا الأرضين كافة أهل تطوان، أخص شرفاءهم وعلماءهم وأعيانهم، وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد فقد ولينا عليكم خديمنا الأرضى الطالب محمد بن محمد بن عبد السلام برشية، وأسندنا إليه النظر في مصالحكم، والاهتمام بسائر أموركم، لما رأينا من أولويته لذلك وأرجحيته لما هنالك، تولية ارتأينا فيها إصابة السداد، وانتهجنا بها سبيل الرشاد. فنأمركم أن تسمعوا له وتطيعوه فيما يأمركم به من شريف خدمتنا، أسعدكم الله به وأسعده بكم، ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والسلام. صدر به شريف أمرنا في 23 محرم عام 1346 موافق 23 يليه سنة 1927". وقد قرئ هذا الظهير على منبر الجامع الكبير من تطوان في نفس اليوم. وقد عين الباشا بريشة خليفة له أولا، ولده السيد محمد بصفة موقتة، ثم أخره وولى بصفة نهائية صهره السيد أحمد الشربي. وكانت أيام الباشا بريشة وأحكامه عادية، وكان للمراقبة الإسبانية فيها نفوذ ظاهر. واستمر الباشا بريشة وخليفته الشربي في وظيفهما، إلى أن أعفيا معا في شوال عام 1349. وظهير إعفاء الباشا بريشة من عمالة تطوان هذا نصه: "الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وسلم ثم الطابع الصغير الذي نقشه: الحسن بن المهدي الله وليه يعلم من كتابنا هذا أعز الله امره، وجعل في المرضيات طيه ونشره، أننا أعفينا خديمنا الأرضى، الطالب محمد بن محمد بن عبد السلام بريشة من ولايته على تطوان، وأرحناه من تحمل أعبائها، ومعاناة القيام بتكاليفها، إسعافا لاستعفائه، ومراعاة لسنه وضعف اضطلاعه. فلينصرف عنها محفوفا بالعناية، مرموقا بعين الرضى والرعاية، والسلام. صدر به شريف أمرنا في 3 شوال الأبرك عام 1349 موافق 21 فبراير سنة 1931". وبعد ذلك انقطع بريشة المذكور في بستان له خارج باب الرموز، إلى أن توفي في 23 قعدة 1359. ثم تولى بعده السيد محمد بن محمد زوزيو. *ولاية السيد محمد زوزيو باشوية تطوان عام 1349ه 1931م: هو الوجيه الأمين السيد محمد بن محمد بن عبد الرحمن زوزيو، وقد ولاه الخليفة مولاي الحسن على تطوان، في 3 شوال عام 1349 موافق 21 فبراير سنة 1931، بعد إعفاء الباشا السيد محمد بن عبد السلام بريشة. والباشا زوزيو كان رجلا نزيها في أحكامه، متواضعا حليما في معاملاته، وقد عين خليفة له قريبه السيد عبد الخالق زوزيو. ولم تطل مدة ولايته على تطوان، لأن طبعه الهادئ لم يطق مقابلة الخصومات العنيفة، والقضايا التي تتطلب التعود على سماع الخصوم، والشدة في الأحكام، فأعفي من وظيفه بظهير هذا نص ما يهم منه: "يعلم... أننا أعفينا السيد محمد زوزيو من وظيف عمالة تطوان، فليتخل عنه ولينصرف لحال سبيله مشكورا... وفي 22 صفر عام 1350 موافق 9 يوليه سنة 1931". وبعده أسندت عمالة تطوان إلى السيد إدريس الريفي. *ولاية الباشا إدريس الريفي على تطوان عام 1350ه 1931م: هو الباشا الحاج إدريس بن عبد السلام الريفي، وأصله من فاس، وكان من قبل باشا بمدينة أصيلا، ثم ولاه الخليفة مولاي الحسن باشوية تطوان، بعد إعفاء السيد محمد زوزيو، وصدر بذلك ظهير هذا نصه: "...خدامنا الأرضين كافة أهل تطوان، أخص منهم العلماء والشرفاء، وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد فقد ولينا عليكم خديمنا الناصح الأرشد، القائد الحاج إدريس الريفي، لثبوت أولويته وكفاءته عند جنابنا الشريف. فنأمركم أن تسمعوا له وتطيعوا فيما يأمركم به من شريف خدمتنا الشريفة، أسعدكم الله به وأسعده بكم، ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والسلام. صدر به شريف أمرنا في ثالث وعشري صفر عام 1350 موافق 9 يليه سنة 1931". وقد عين الباشا الريفي أخاه السيد محمدا خليفة له، وكاتباه هما اللذان كانا عند سلفه، وهما الفقيهان اباعيسى والفقيه بوخبزة. وكان الباشا الحاج إدريس الريفي متدينا في حياته، لبيبا في مقابلته، سياسيا في أعماله، كثير المصروف على عياله، كريم المائدة شأن أمثاله، وكان يحاول المحافظة على أبهة الوظيف بكل ما يستطيع. وأخيرا صدر بإعفائه من وظيفه ظهير جاء فيه: "أعفينا بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته، السيد الحاج إدريس الريفي من وظيف باشا بتطوان، فليتخل عنه ولينصرف لحال سبيله، والسلام. في 11 جمدى الثانية عام 1353 موافق 22 شتمبر سنة 1934". *ولاية الباشا السيد محمد بن حْسَين بتطوان عام 1353ه 1934م: هو الوجيه السيد محمد بن أحمد بن حسيْن، من أغنياء تطوان وأعيانها وذوي الأملاك بها، وكان من قبل عضوا في مجلسها البلدي. وفي 12 جمدى الأخيرة عام 1353 موافق 23 شتمبر سنة 1934 ولاه الخليفة مولاي الحسن باشوية تطوان، وكتب لذلك لأهل تطوان ما نصه: "خدامنا الأرضين كافة آل تطوان، أخص شرفاءهم وعلماءهم وأعيانهم، وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد فقد ولينا عليكم الطالب محمد بن احسين، وأسندنا إليه النظر في أموركم، والقيام بكافة شؤونكم. فنأمركم أن تسمعوا له وتطيعوه فيما يأمركم به من شريف خدمتنا، أسعدكم الله به وأسعده بكم، ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والسلام. صدر به شريف أمرنا في 12 جمدى الثانية عام 1353 موافق 23 شتمبر سنة 1934". وانقطع السيد بن حسين لأعمال وظيفه، وكان في معاملاته متواضعا حليما متحملا للأذى. وكان خليفته هو.... (13)، أما كاتباه فهما كاتبا من قبله، وهما الفقيهان اباعيسى وبوخبزة. وقد بقي في وظيفه إلى أن توفي بتطوان ليلة 16 محرم 1356موافق 29 مارس1937، فولي مكانه السيد محمد أشعاش، وصدر ظهير جاء فيه: "يعلم... أننا أمرنا بإعفاء السيد محمد بن أحمد ابن حسين من وظيف باشا عاصمة تطوان، نظرا لوفاته، فليتخل عنه، والسلام. في 18 محرم عام 1356 موافق متم مارس سنة 1937". ثم ألا ترى أن من التقاليد البليدة في كتابة الظهائر، أن يؤمر الرجل بالتخلي عن الوظيف بعد أن ينتقل إلى جوار ربه؟؟ *ولاية الباشا السيد محمد أشعاش عام 1356ه1937م: وبعد وفاة الباشا محمد بن حسين بثلاثة أيام، أسند وظيف باشوية تطوان إلى السيد محمد بن محمد أشعاش، الذي كان محتسبا بها، وصدر بذلك ظهير خليفي هذا نصه بعد الحمدلة الخ: "خدامنا الأرضين كافة آل عاصمة تطوان، أخص منهم الشرفاء والعلماء والأعيان، وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد فقد ولينا عليكم خديمنا الطالب محمد بن محمد أشعاش، وأسندنا إليه النظر في أموركم، والقيام بكافة شؤونكم. فنأمركم أن تسمعوا له وتطيعوه فيما يأمركم به من شريف خدمتنا الشريفة، أسعدكم الله به وأسعده بكم، ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والسلام. صدر به شريف أمرنا في 19 محرم عام 1356 موافق فاتح أبريل سنة 1937". وقد اتخذ الباشا أشعاش لنفسه ثلاثة من الخلفاء، وهم الفقيه العدل السيد محمد اباعيسى الذي كان كاتبا للباشوية منذ مدة، والسيد محمد بن محمد القناوي، الذي كان كاتبا له في إدارة الحسبة، والسيد عبد الهادي بن عزوز، من قبيلة بني ورياغل الريفية. وبقي الفقيه سيدي الأمين بوخبزة قائما بوظيف الكتابة في الباشوية، وأضيف إليه كاتب آخر بحيث صارت لكل واحد منهم إدارة رسمية في حومته، وعين له عدة من المخازنية، مع العدد الكافي من الرجال القائمين بالحراسة العمومية والمحافظة على الآداب والمروءة، والإشراف على الأحوال العامة. وكان كل مقدم يفصل في الخصومات الطفيفة التي كانت تقع بين أهل حومته، فكانوا بذلك رحمة بين الضعاف ومتوسطي الحال، يفصلون نزاعاتهم، ويصلحون فيما بينهم، ويتوسطون بينهم وبين السلطات العليا، ويقضون أغراضهم دون كثرة التسويف والتكليف والإجراءات الرسمية المعقدة، التي ينتصر فيها القوي ويضيع معها حق الضعيف. وبقي الباشا محمد أشعاش في وظيفه، إلى أن أعفي منه بظهير خليفي هذا نصه: "يعلم من هذا الكتاب الشريف، والأمر العلي المنيف، أننا أعفيا بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته، السيد محمد بن محمد أشعاش، من وظيفة باشا عاصمة تطوان. فليتخل عنها ولينصرف لحال سبيله والسلام، والواقف عليه يعلمه ويعمل به، والسلام. صدر به أمرنا في 6 شوال عام 1370 موافق 11 يليه سنة 1951. (وقد كتب تحته ما نصه:) عاينت الظهير أعلاه الذي أصدره بتاريخه سمو الخليفة المعظم مولاي الحسن بن المهدي، فأعملته وأوجبت العمل به. المندوب السامي غرسيا بالينيو(14)". *ولاية الباشا السيد اليزيد بن صالح على تطوان عام 1370ه1951م: كان السيد اليزيد بن صالح الغماري باشا بمدينة شفشاون، وبعد إعفاء باشا تطوان السيد محمد أشعاش ببضعة أيام، أسندت باشوية هذه المدينة إلى السيد اليزيد المذكور، وصدر بذلك ظهير خليفي قرئ على منبر الجامع الكبير، وهذا نصه: "الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله ثم الطابع الكبير للخليفة الحسن بن المهدي خدامنا الأرضين كافة آل عاصمة تطوان، أخص منهم الشرفاء والعلماء والأعيان، وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد فقد ولينا عليكم خديمنا الأرضى، السيد الحاج اليزيد بن الطيب بن صالح، وأسندنا إليه النظر في أموركم، والقيام بكافة شئونكم. فنأمركم أن تسمعوا له وتطيعوه فيما يأمركم به من شريف خدمتنا، أسعدكم الله به وأسعده بكم، ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والسلام. صدر به شريف امرنا بقصر المشور بتطوان في 12 شوال عام 1370 موافق 17 يليه سنة 1951". وبقي السيد اليزيد بن صالح قائما بوظيف باشوية تطوان، إلى أن ألغيت الحمايتان الإسبانية والفرنسية، وانحلت الحكومة الخليفية، وأعفي جل باشوات وقواد مدن الشمال وقبائله، وكان باشا تطوان من بينهم، فصدر بإعفائه ظهير سلطاني هذا نصه: "الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله ثم الطابع السلطاني الصغير ونقشه: (محمد بن يوسف الله وليه) يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره، أننا أعفينا الحاج اليزيد بن الطيب من منصب باشا مدينة تطوان. فنأمره أن يتخلى عن المنصب المذكور لمن أسند إليه، والسلام. وحرر بالرباط في 22 حجة عام 1375 الموافق 31 يوليوز سنة 1956. وسجل بوزارة الداخلية في تاريخه". *انتهاء عهد الحكام من الباشوات والقياد: وانتهى عهد الحماية ونظمها، وأراد بعض الناس أن يتخلصوا من النظام القديم، وما كان يصحبه من مظالم بعض الباشوات والقواد المحميين بالاستعمار، من الذين كانوا يستغلون الفوضى والحكم المطلق الذي لا يقيده قانون. لقد أراد بعض المفكرين أن ينتهزوا هذه الفرصة للقضاء على مخلفات ذلك العهد، فكان لهم ما أرادوا. واستحسن بعض أرباب السلطة المادية أو الأدبية، مبدأ التفريق بين السلط، وتحمسوا له، فكان لهم أيضا ما أرادوا. وأسست في مختلف النواحي محاكم منظمة على الطريقة العصرية التي كانت خاصة بالأجانب، فكانت هناك محاكم للسدد، على رأسها حكام مسددون ينظرون في قضايا عادية بسيطة حددها لهم القانون، وكانت فوقها محاكم إقليمية تنظر في قضايا أخرى، وصدرت قوانين نظمت شؤون المحاكم، وحددت اختصاصات الحكام والقضاة والكل في نطاق التفريق بين السلط. وبذلك دخلت محاكم المغرب في تجربة تخضع فيها الأنظمة وإجراءات لها ما لها وعليها ما عليها من سيئات وحسنات، وقد مضت على ذلك عدة سنوات، دون أن ترجح كفة الحسنات على كفة السيئات. وبذلك صار وظيف الباشا قاصرا، محدود السلطة ضمن نطاق الأعمال الإدارية داخل المجلس البلدي. والذي تولى وظيف باشا تطوان في هذا العهد هو الوجيه السيد عبد السلام ابن باشا تطوان سابقا السيد محمد الحاج. ولعل وظيف الباشا من أصله سائر في طريق الانقراض، والدوام لله.
تاريخ تطوان "للفقيه العلامة المرحوم محمد داود"- المجلد الحادي عشر - مراجعة وتصحيح: حسناء داود، طبعة 2013 (من: ص393 إلى: ص 404) -------------------------------------------------------------------- (1)-[بل إن المؤلف بعد أن راجع تقسيم الفصول المتضمنة في هذا الباب العاشر، جعلها ستة كما سبق أن وضحنا في المقدمة، ثم ألحقنا بهذه الفصول الستة فصلين أخيرين هما الفصلان المكملان لأخبار تطوان في القرن الرابع عشر الهجري، المتعلقان بقضاة وعدول تطوان، وبتراجم كبار رجالاتها في القرن المذكور] ح. د. (2)-[هذا تقدير أولي من طرف المؤلف رحمه الله، ولقد أسفر إخراج الكتاب بعد مراجعته وتنسيقه، عن كونه سيتضمن بحول الله اثني عشر مجلدا] ح.د. (3)- [وهذا التاريخ يوافقه 16 دجنبر 1918م] ح.د. (4)- دفن رحمه الله بزاوية سيدي الحاج علي بركة رحمه الله. (5)- [وهذا التاريخ يوافقه8 يناير1921م] ح.د. (6)- [وقد صدر بإعفائه قرار وزيري هذا نصه] ح.د.
(7)- من الجريدة الرسمية السنة 8 عدد 15 ص 461. (8)- [سبق أن تولى القائد السيد عبد الكريم اللبادي على تطوان في المرة الأولى عام 1324، وذلك في عهد السلطان مولاي عبد العزيز، بعد أن لبث مدة خليفة بها عن القائد قدور ابن الغازي]. ح.د. (9)- [وهذا نص القرار الوزيري الذي يقضي بذلك] ح.د. (10)- [كان القائد عبد السلام بن الحسين البخاري قد تقلد باشوية تطوان للمرة الأولى في عهد المولى عبد الحفيظ الذي ولاه على هذه المدينة عام 1326ثم عزله عام 1330 ه] ح.د. (11)- [كان القائد عبد السلام بن الحسين البخاري قد تقلد ولاية تطوان للمرة الأولى في عهد السلطان المولى عبد الحفيظ عام 1326] ح.د. (12)- [وهذا نص الظهير المتضمن لولايته عليها للمرة الثانية، وقد حمل نفس تاريخ الظهير السابق الذي يتضمن إعفاء السيد محمد الحاج من هذا الوظيف] ح. د. (13)- [بياض بالأصل] ح.د. (14)- صدر ذلك في الجريدة الرسمية عدد 30 السنة 39 بتاريخ 22 شوال 1370 ه 27 يوليه 1951م.
*الأول: رأيت اليوم رجلا يضرب امرأة... الثاني: وماذا فعلت؟ هل تركته يمضي في ضربها؟ الأول: لا ذهبت إليه قائلا لا يقدم على ضرب المرأة من الرجال إلا من كان جبانا..! لِمَ لا تجرؤ على ضرب رجل مثلك! الثاني: وماذا حدث بعد ذلك؟ الأول: لا أذكر شيئا مما حدث بعد ذلك؟ *يبدو أن الطبيب الذي فحصني بخيل جدا. كيف عرفت ذلك؟ تصور أنه وصف لي قطرتين من الدواء فقط ولكنني غافلته وشربت الدواء كله. *القاضي: هل ارتكبت السرقة بمفردك؟ المتهم: أجل، يا سيدي، لأنه من الصعب أن تجد الإنسان في هذه الأيام شريكا أمينا. *أمر الملك بصلب سارق، فقال: أيها الملك، إنني قد سرقت وأنا كاره. فأجابه الملك: وكذلك تصلب وأنت كاره. *دخلت الزوجة على زوجها وكان الاثنان من أشد الناس بخلا وقالت: هل رحل الضيف؟ نعم وزودته بما يحتاج إليه.. فصرخت زوجته في دهشة: بماذا زودته ؟ لا تنزعجي هكذا.. فقد زودته بكثير من النصائح !.. *-*.*-*-*.*-* والله الموفق 2017-03-15 محمد الشودري