تبادل اتهامات داخل " البيجدي" بالشمال في ملف تراجع الشعبية الفشل في التسيير يجهض الحوار ويعرقل عودة المؤسسين
أفادت المصادر أن مجموعة من الأعضاء داخل حزب العدالة و التنمية بالشمال، اتهموا رؤساء الجماعات و النواب الذين يتحملون المسؤولية داخل المجالس الجماعية بالتسبب في تراجع الشعبية و القاعدة الحزبية، وذلك نتيجة الفشل في تسيير الشأن العام المحلي وعدم الوفاء بالوعود والشعارات التي رفعت ضد الفساد ومحاربة اللوبيات المتحكمة التي تقف في وجه مشاريع الإصلاح و النزاهة و الشفافية. و استنادا إلى المصادر نفسها فإن تداعيات النتائج الكارثية للانتخابات البرلمانية الجزئية بإقليم المضيق- الفنيدق، دفعت ببعض المسؤولين الحزبيين إلى توجيه طلبات للأعضاء القدماء و المؤسسين الذين قدموا استقالتهم من أجل العودة للحزب والمشاركة في إعادة بناء الهيئات، لكن باءت المبادرة بالفشل لأن الأجواء الداخلية تنخرها الكولسة والصراعات الشخصية على المناصب و المكاسب، ناهيك عن الخروج عن سكة المرجعية الإسلامية الذي بلغ حد التجريح واتهام المتنافسين السياسيين في أعراضهم وشرفهم.
وحسب المصادر ذاتها فإن أعضاء حزب العدالة و التنمية بتطوان، يحسون بحرج كبير بسبب انكشاف كواليس وخبايا بناء ما سمي بتحالف " الوفاء" الهش، سيما النائب الذي يقدمه رئيس الجماعة الحضرية لإخوانه كمناضل وركيزة أساسية في محاربة الفساد، ناهيك عن اختلالات أخرى ارتكبت في تسيير الشأن العام المحلي، ومازالت لجان التفتيش التابعة لمصالح وزارة الداخلية تدقق فيها. و ذكر المصدر أن الحوار الذي أطلقه سعد الدين العثماني، الأمين العام للحزب الأول في المغرب، ظهر أنه فاشل بالشمال ويستحيل تنزيله من خلال مؤشرات أولية، أبرزها تراكم المشاكل الداخلية و ارتباطها بتصفية الحسابات الشخصية الضيقة، و التيارات المتطاحنة على التزكيات و المناصب و الكولسة بطرق ملتوية، يصعب ضبطها بواسطة القوانين الداخلية. وأضاف المصدر نفسه أن صراع المضيق- الفنيدق، يدور بين تيارات كل من محمد قروق و محمد السليماني وعبد الرحيم الناو، وبإقليم تطوان بين من يدعمون محمد إدعمار و القياديين المؤسسين الذين يتفقون مع ما كشفه القيادي الأمين بوخبزة. أما بإقليم شفشاون فمازالت الصراعات الخفية بين نبيل الشليح و آخرين مستمرة بطرق مختلفة. وأشار ذات المصدر إلى أن الصراعات تتعلق بالأشخاص بالدرجة الأولى، و أسبابها مرتبطة بشكل مباشر بالكولسة في التزكيات لخوض الانتخابات و الفوز بالمنصب والأجر الشهري و التعويضات، و هو ما تغفله العديد من محاولات الإصلاح الداخلي، حيث ينخرط الجميع في التذكير بالمرجعية الإسلامية فقط ودعوة الجميع إلى الالتزام بها.