قالت صحيفة "الأخبار" إن محمد إدعمار، رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، يعد لبناء قواعد جديدة لحزب العدالة و التنمية بالمدينة، من خلال الاعتماد على وجوه جديدة و صاعدة مقابل أفول إشعاع "الكوادر" التقليدية التي تعارض توجهاته، و تكشف استفراده بالعديد من القرارات التي تخص التدبير و التسيير داخل الجماعة. و أضافت الصحيفة نقلا عن مصادر وصفتها ب"الخاصة" أن السياسة التي يسير على خطاها إدعمار تروم توسيع قاعدة الأشخاص الجدد من المساندين، "بغية تنحية الأصوات المنتقدة أو بالأحرى الأصوات المزعجة التي تحاول الحد من نزعته الاستفرادية و التحكمية داخل المؤسسات المحلية للحزب"، و المجلس الجماعي الذي يسيره بواسطة تحالف هش تحكمه الصراعات و تصفية الحسابات الشخصية، وفق تعبير الصحيفة.
و أوضحت الصحيفة أن معالم سياسة إدعمار اتضحت من خلال الزيارة التي قام بها على رأس وفد من أعضاء الحزب إلى المقر المركزي بالرباط ، فضلا عن زيارة لبيت رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، و لقاء آخر بنبيل بنعبد الله، الحليف الدائم و الأمين العام لحزب التقدم و الاشتراكية.
و نقل المنبر الورقي ذاته عن أحد مصادره قوله إن "تقرب إدعمار من القيادات في الأمانة العامة، و استقطابه لوجوه جديدة هدفه تقطير الشمع على الأصوات المنتقدة و المعارضة، في أفق السيطرة الكاملة على التنظيم محليا و تجاوز المفاجآت غير السارة بالنسبة للمحطة المقبلة الخاصة بانتخاب الهياكل المشكلة للحزب".
و ذكرت الجريدة نقلا عن مصادرها أن من أسباب الصراعات والتطاحنات الداخلية بحزب العدالة والتنمية بالشمال تكريس لما وصفته ب"منطق الولاءات الشخصية للقيادات من أجل التقرب والاستفادة من كعكة المناصب" سواء على مستوى الجماعات التي يسيرها الحزب أو على مستوى الوزارات .
و لفتت "الأخبار" إلى أن بعض الأصوات المنتقدة حذرت من فقدان البوصلة والخروج عن منهجية الديمقراطية الداخلية باللجوء إلى تصفية السياسية للمعارضين باستعمال أساليب ماكرة فضلا عن تغلغل منطق التيارات المتطاحنة في ما بينها على المناصب والمكاسب ومحاولة التقرب إلى القيادات المركزية باعتماد سياسة الدعم اللا مشروط لقرارات الأمانة العامة والدفاع عن تصريحات بنكيران والاجتهاد في تبرير الأخطاء مهما كانت نوعيتها ودرجة خطرها على السياسات العامة ومستقبل البلاد.
و ذكَّرَت الصحيفة بما أعلن عنه الأمين بوخبزة القيادي وأحد مؤسسي "البيجيدي" في التصريحات التي انفردت "بريس تطوان" بنشرها من استمراره بمحاربة سياسة ادعمار حتى "إفشال كل المناورات" التي يقوم بها من أجل السيطرة على التنظيم فضلا عن تكريس "منطق الكولسة والحصول على الامتيازات والمناصب مقابل الالتزام بالولاءات الشخصية" وعدم انتقاد القرارات الصادرة عن القياديين في الأمانة العامة.