س: بداية نرحب بالفنانة ليلا المغربية ونبدأ من الأخير ونسألك عن الجديد الفني؟ ج: الجديد هو الأغنية الوطنية حيث كان لازما أن تأتي المبادرة من كل المطربين بعد الأحداث الأخيرة التي يعرفها العالم العربي حيث يجب أن نعبر نحن أيضا عن حبنا لوطننا وتمسكنا بوطننا وملكيتنا واستقرار بلادنا، وقد أنجزت أغنية بعنوان "المغرب هي بلادي" أفتخر من خلالها بمغربيتي وهي من كلمات الأستاذ سعيد الامام وألحانه أيضا، ووزعتها بمصر مع الموزع المصري عادل عايش، وسجلتها في مصر، وكما رأيتم السينجل أنجزته في دبي مع شركة ميوزيك بوكس وأهديته لكل القنوات و الاذاعات والصحف المغربية خلال شهر رمضان حيث استقبلته كل وسائل الاعلام بحفاوة كبيرة. وما ألاحظه أنه لدينا نقص في الأغنية الوطنية بحيث أن المغاربة يحبون وطنهم ولكنهم يستحون في التعبير عن حبهم له, شخصيا أقول لهم أنه جاء الوقت لكي نعبر نحن أيضا عن وطنيتنا وحبنا لبلدنا. ففي إطار هذا الحراك العربي وأنا مغربية حتى النخاع استطعت حتى بالمشرق العربي أن أعبر عن مغربيتي في كل ألبوماتي، سواء ألبوم "ادلل" أو ألبوم" ليلا 2007 " أو ألبوم " رومانسي" س: بالنسبة لدراستك كانت ذات طبيعة تجارية فكيف كان التحول إلى المجال الفني؟ ج: لم يكن هناك تحول بصراحة فالدراسة شئ والفن شئ آخر، فالفن بالنسبة لي وراثي لأن والدي وقلتها عدة مرات هو فنان وعاشق للفن، لم يكن محترفا لكن أكيد أن جيناتي أخذوا منه حب الفن، وبقي الفن في دمي منذ الطفولة والحمد لله أن صوتي كان جميلا منذ صغري، وعندما توجهت إلى فرنسا لدراسة التجارة توفرت لدي الامكانيات والتقيت بشباب مغاربة آنذاك والذين كان لديهم جوق يغنون في الحفلات الوطنية والأعياد الدينية فشجعوني ودخلت للكونسيرفاتوار ودرست البيانو كلاسيكك والأصوات وذلك موازاة مع دراستي، وبعدما تخرجت من مدرسة التجارة توجهت إلى دبي واشتغلت مع ماركة عالمية وحينها توفر لدي بعض المال وبدأت إنتاج أعمالي الفنية وبدأ مشواري الفني. س: ما هي أهم الصعوابات التي واجهتك في البداية؟ ج: منذ سنة 1999 إلى أن ذهبت إلى مصر سنة 2004 كانت الصعوبات متمثلة في الانتاج، حيث كانت حينها الشركات المصرية هي المسيطرة على الوسط الفني وكانوا ينتجون لكبار النجوم مثل كاظم الساهر، لطيفة التونسية، سميرة سعيد، والحقيقة هو نفس المشكل الذي نصادفه دائما في البدايات، لكن والحمد لله في 2004 وكنت دائما أعتمد على الله وعلى نفسي حيث بعملي كنت أنتج، وأنتجت ألبومي الأول وأقمت حفلات في باريس، لندن، وفي الخليج حيث كنت أشتغل في التجارة ما أحققه من مردود المالي أنتج به أعمالي، لكن صبري لم يذهب سدى وعندما أنجزت ألبومي الذي يتضمن لهلا يزيد أكثر و أغنية جريت وجاريت سمعها المنتج الشيخ صباح الناصر فاتصلوا بي ولما أعجبهم الألبوم وقعوا معي العقد، والحمد لله أن ذلك كان بسبب الأغنية المغربية، ومنذ ذلك الوقت بدأت مع تلك الشركة الخليجية الكويتية حيث الامكانيات موجودة، وفي تلك الفترة أيضا بدأت تظهر للوجود شركات الانتاج العربية الخليجية مكسرة هيمنة الشركات المصرية، فكانت الصعوبات إذن هي مشاكل الانتاج ولكنني ولله الحمد تجاوزتها بمجهودي الخاص. س: كيف ترين غياب الأغنية المغربية في الشرق الأوسط بصفة عامة؟ ج: لم تعد الأغنية المغربية غائبة فالمطربون الخليجيون يتغنون بها الآن، حسين الجسمي غنى الأغنية المغربية ، نوال الكويتية غنت مغربي عبد الله الرويشد غنى مغربي واللبنانيون أيضا يغنون الأغاني المغربية، يعني أن الشرقيين والشاميين أصبحوا يهتمون بالأغنية المغربية لأنهم يرون فيها المستقبل. س: الشرقيون يؤدون الأغنية المغربية والمغاربة لا لماذا؟ ج: المغاربة أيضا يؤدون الأغنية المغربية غير أن المغاربة لا تتاح لهم الفرصة لنشرها على نطاق واسع كأن يغنوها في مصر أو الخليج، لا يتاح لهم ذلك، باستثناء مطربتين أو ثلاث المعروفتين في الشرق مثلي أنا أو حسنا مثلا وذلك لأننا مشهورتين في الشرق وإذا أدينا الأغنية المغربية يتم قبولها منا، أما الغير مشهورات في الشرق لن يتقبلوها منهن دعنا صريحين مع أنفسنا، فالمسؤولية تقع على عاتقنا نحن باعتبارنا سفراء الأغنية المغربية أنا وحسنا وسميرة سعيد وجنات أسماء لمنور وهدى سعد وكل مطربات الجيل الجديد يجب علينا أن نؤدي الأغنية المغربية وفعلا نتغنى بها فكلهن قدمن الأغنية المغربية ويمكن أن تكون جنات فقط المقصرة في فيها حيث ركزت على الأغنية المصرية أكثر لكن كل الفنانات المغربيات اللواتي أعرفهن أصبحن يهتمن بالأغنية المغربية ويتغنين بها. س: ألا ترين أن الأغنية المصرية استهلكت والأغنية اللبنانية والخليجية أيضا وأن المستقبل للأغنية المغربية؟ ج: الأغنية الخليجية يمكنها أن تستمر لأنها أغنية راقية ، أما الأغنية المصرية فنزل مستواها كثيرا، وهم غير مسؤولين عن ذلك لأن النظام هو الذي كان فاسدا وهو المسؤول عن تدهور الفن المصري غير أن المصريين أصحاب الذوق الراقي والأصوات الجميلة مثل أنغام مثلا وغيرها غير راضين عن مستوى الأغنية المصرية اليوم. لكن لا يمكن أن نصدر أحكاما على عامة الشعب بل على بعض المنتجين مثل السبكي والذين ينتجون أغاني هابطة لأنهم يحققون من ورائها إيرادات كبيرة سواء تعلق الأمر بالأفلام أو الغناء لكن عامة مع هذه الثورات التي وقعت في العالم العربي ستتغير الأمور لأن الناس يبحثون عن الرقي. س: كلمة أخير لقراء بريس تطوان ج: أقول لقراء الجريدة كل عام والمغرب بخير ملكا وشعبا وأن يحميه الله من كل ما يسيء إليه وأنني فخورة بمغربيتي وأتمنى الازدهار للجريدة. حاورها: محمد سعيد الادريسي مدير جريدة فسحة