هدى سعد، فنانة اهتدت إلى لغة القلب والإحساس وهي طفلة، عانقت عالم الموسيقى والغناء في زمن مبكر، عشقها للأغنية المغربية، جعلها سفيرة فوق العادة، فلم تغرها أضواء الشهرة لتبقى وفية للغة أبناء الوطن، في بيروت، والقاهرة وغيرها من عواصم الفن، تصدح بصوتها فتنساب الكلمات والألحان معا في تناغم، لها القدرة على التغني بكل اللهجات، إلا أن اللهجة المغربية لها وقع وسحر خاصان، لذا لم تستقطبها الموجة الاغترابية، فظلت وفية للأغنية المغربية، فبها ومن خلالها استطاعت أن تجد لها مكانا محترما في أكبر المهرجانات العربية والاستوديوهات الفنية.. يعود لها الفضل، بعد المغامرة التي خاضتها لإعادة الاعتبار إلى الأغنية المغربية، كي يحذو فنانون آخرون حذوها.. هدى سعد لها هدف واضح، أفكارها تتجاوز ألفاظها، عن قناعة وإيمان آلت على نفسها خدمة الأغنية المغربية ومصممة على ألا تخون قضيتها... لذلك استحقت عن جدارة واستحقاق لقب سفيرة فوق العادة للأغنية المغربية. هدى سعد، ترى هل هذا هو اسمك الحقيقي أم اسم فني؟ ضاحكة. أسأل أمي وأبي إنه اسم حقيقي. هل هذا يعود إلى والدك الذي ينتمي إلى عالم الفن بحكم أنه شاعر غنائي؟ هو اسم عائلي وفني معا، لم يأت صدفة ليكون اسمي خفيفا على السمع. وبالتالي لم تجدي أي مشكل مع المنتجين وغيرهم وتضطري إلى تغيير اسمك كما غير العديد من الفنانين أسماءهم؟ طبعا، وهناك العديد من الفنانين الذين حافظوا على أسمائهم، رغم أن أسماءهم غير فنية، كان ذلك أيام زمان. كما نجد أن العديد غيروا أسماءهم لظروف عائلية، حتى لا نعرف أنهم يغنون. أما الآن فالأمر عادي. نجد أن الفنانة هدى سعد بدأت دراسة الموسيقى وهي طفلة، أي في عمر 12 سنة، هل هذا كان اختيارك أم اختيار العائلة؟ موهبتي ورغبتي في الفن، هي التي جعلتني أتوجه إلى الدراسة في هذا المجال، لكن حين كبرت بدأت الرغبة لدى واضحة لأمتهن الفن. هل كان لوالدك دور في توجيهك؟ طبعا، كان له دور كبير، ومازال لحد الآن، فهو أستاذي، ومن خلاله فتحت عيني على هذا الميدان فيما يخص الذوق الفني، إذ كان له الفضل بخصوص اختيار ما أسمعه وما لا أسمعه، كما أنه كان يرشدني ويساعدني لفهم الكلمات والأصوات الفنية، ومن هنا يتجلى دوره في حياتي الفنية، وهو ما ساعدني في حياتي ومساري المهني. كما يقال بالمصرية: ابن البط عوام؟ تجيب ضاحكة. جميل أن يكون والدك له دراية بالمجال الذي تشتغل فيه ويساعدك ويتفهمك. هل سبق أن تعاملت مع والدك الشاعر الغنائي أحمد سعد؟ في البدايات تعاملت مع والدي حينما كنت في سن 14 سنة .غنيت ألبوما كاملا من كلمات وألحان والدي منها أغنية »صدق بالله حبيتك« لكن هذا الألبوم لم يتعرف عليه الجمهور. لماذا لم يتم إطلاع الجمهور على هذا العمل الفني؟ لأن والدي كان همه فقط تلبية رغبتي، ولم يكن همه الاتجار وكسب المال من وراء ذلك أو بحثا عن الشهرة ويقال عني مثلا إني الطفلة المعجزة أو غير ذلك من الأوصاف. كما أن، والدي كان يصر على أن أتابع دراستي. إلى جانب هدى سعد نجد شقيقك عمر سعد المغني والملحن ووالدك الشاعر الغنائي، ألم تتخوفوا من أن يتم وصفكم بأن عائلة سعد تريد احتكار الفن؟ لا أبداً، وبالعودة إلى التاريخ الفني، نجد أن العديد من العائلات تشتغل في المجال الفني، مثل ليلى مراد ووالدها الذي كان ملحناً كبيراً، وكذلك شقيقها الذي كان مطرباً كبيراً، وأيضاً فريد الأطرش واسمهان إلى غير ذلك من النماذج. وياليت، تكون لدينا أسر تنتمي إلى عالم الفن، لأنها تشكل إضافة إيجابية إلى هذا المجال، إذ سيكون هناك تعاون وبحث، يفضي إلى إعطاء عمل فني جميل وراق، وبالنسبة لأخي عمر سعد، إلى جانب كونه مغنياً فهو ملحن، وتعامل مع العديد من الأسماء. ومن ثمة، فإننا محظوظون كأسرة فنية. سنة 1998، شاركت في برنامج «نجوم الغد» بالقناة الثانية. إذ احتليت المرتبة الثالثة. هل هذه المرتبة كانت موضوعية، مقارنة مع الصوت التي تتمتعين به، والدليل على ذلك، أن مسيرتك الفنية بعد ذلك عرفت نجاحاً كبيراً؟ جميل أنني احتليت المرتبة الثالثة في هذا البرنامج ضمن العديد من المشاركين والمشاركات على مستوى المغرب كله، وأنا حينها في سن 17 سنة، في حين كان المشاركون معي في هذا البرنامج أكبر سناً مني، ولهم خبرة في الموسيقى وفي مواجهة الجمهور، من خلال قناة يتابعها الملايين، هذه المرتبة بالنسبة لي مشرفة جداً بحكم، كما قلت، سني وخبرتي في الميدان آنذاك. إذ لأول مرة أواجه الكاميرا والميكروفون. وأمام فرقة موسيقية لها صيت وتاريخ وتراكمات، لذلك، فإن هذه المرتبة، كما قلت، كانت بالنسبة إلي مشرفة جداً. بالعودة إلى هذه البرامج، سواء في المغرب أو على المستوى العربي، نجد الأسماء التي تتوج في هذه المسابقات، سرعان ما يخبو بريقها، ولا تكتب لها الاستمرارية في هذا الميدان. لماذا هذا التناقض من وجهة نظرك؟ هنا يبرز بشكل جلي قدرة الفنان الشاب على تحقيق الهدف الذي يرسمه، كما أن الأمر مرتبط بالاجتهاد الخاص بكل شخص، والطريقة التي يشتغل بها من أجل فرض ذاته في الساحة الفنية. أما إذا كان الأمر مرتبطا بالمشاركة في هذه المسابقات من أجل هذه الغاية فقط، فعادي ألا تكون هناك استمرارية. وكما نقول: لا يصح إلا الصحيح. وإذا كان هذا الفنان فعلا فناناً حقيقياً يؤمن برسالته، فإنه يتحول إلى ربان يقود نفسه بدل الآخرين. لماذا سافرت هدى سعد إلى جنيف للانضمام إلى معهد موسيقي هناك؟ هل هذه موضة، حتى يقال، إن الفنان المعني تابع دراسته بالغرب، أم لتطوير مهاراتك الفنية؟ سافرت إلى جنيف لدراسة الموسيقى، ولتحقيق الذات والانتشار الفني. ففي المغرب، لا يمكن للفنان أن يضمن الانتشار المطلوب لعدة اعتبارات. بل هناك استحالة داخل الوطن لتحقيق هذه الغاية، إذ العمل يبقى مناسباتيا، وهذاما جعلني أفكر في السفر خارج أرض الوطن، كما أ ن سفري إلى سويسرا كان أيضا من أجل العمل، وتابعت أيضا دراستي، على اعتبار أن الدراسة شيء مهم بالنسبة إلي، وقد أتيحت لي الفرصة لدراسة الموسيقى على أيدي أساتذة مرموقين، كما أنه بالمقابل اشتغلت لتطوير ذاتي، وأحترف في المجال الفني، ومن سويسرا انطلقت في البحث للاشتغال كمحترفة، وربطت الاتصالات سواء في لبنان أو مصر وغيرهما، إلى حين أبرمت عقدا مع شركة روتانا. من يتبع المسار الفني لهدى سعد، يحترم فيها أنها تحتفي بالأغنية المغربية، وتتغنى باللهجة المغربية لماذا، هذا الاهتمام في ظل الصعوبة التي تعترض اللهجة المغربية في الانتشار؟ أنا لا أؤمن بهذا المنطق سواء كان الأمر يتعلق بالأغنية المغربية أو المصرية أو اللبنانية أو الخليجية، أنا أؤمن بشيء أسميه التميز في هذا المجال، كما أنني أؤمن بالاختصاص، فالطب مثلا هو مجال كبير وواسع، لكن الاختصاص ضروري، كذلك هو الفن، ومن هذا المنطلق لا يمكن لي أن أغني بلهجة معينة «ماتجيش معي». كما أنني كنت دائما أردد ومقتنعة بأنه حرام ألا ننفض الغبار عن لهجتنا المغربية، رغم أنني كعربية ليست لدي أية صعوبة مع اللهجات الأخرى، لكن أن أطل على الجمهور العربي الواسع بأغنية بلهجة مغربية، كان يشكل لدي تحديا كبيرا. ومعروف لدى الوسط العائلي أو غيره، أني دائما مصرة على أن أكون مميزة ليس في الغناء فقط، بل في كل شيء. لكن بالمقابل نجد هناك فنانات وفنانين مغاربة يتبنون اللهجة المصرية أو الخليجية أو اللبنانية، بدعوى أن اللهجة المغربية لا تضمن الانتشار،إلى مدى هذه المقاربة أو الرؤية صحيحة من خلال تجربتك الفنية؟ الانتشار شيء جميل ومرغوب فيه، ويبتغيه أي فنان، لكن الانتشار من أجل الانتشار هذا شيء آخر، وأنا أحب اللهجة المغربية دخلت بها لفلوس مدخلتش ماشي مشكل عندي - وعلى أي، كل له وجهة نظره وقناعته في هذا الباب. المهم في كل ذلك بالنسبة إلي هو أي فنان يجب أن يتقن العمل الذي يؤديه بغض النظر عن اللهجة التي يتبناها، وليس الغناء من أجل الغناء. فمثلا حينما أقدمت على الغناء باللهجة المغربية أعرف مسبقا أن سوق الانتشار محدود، بحكم صعوبة اللهجة أحيانا. هنا يحضر الذكاء، إذ هناك كلمات مغربية قريبة لكل الجمهور العربي الذي يمكن أن يفهمها مثل «متفكرنيش باللي كان بينك وبيني» إلى غير ذلك، إنها قريبة إلى اللغة العربية . بمعنى أن هدى سعد يمكن أن نطلق عليها سفيرة الأغنية المغربية؟ ضاحكة أنا ما سفيرة ما والو، أنا فنانة مغربية رغم أن هذا اللقب تم وصفي به. ولم ولن أسعى إلى لقب بقدر ما أسعى إلى تقديم الفن بصورة جميلة وراقية، وإذا ما أعجبت بأية كلمات مصرية أو خليجية، أو لبانية فليتأكد الجمهور أنني سأغنيها بدون تردد وبكل فرح. و أنا قادرة على الغناء بجميع اللهجات كما أنني أكتب الكلمات وألحن أيضا وأشتغل على الأغنية المغربية بشكل أساسي. هل التغني باللهجة المغربية من خلالك مثلا ساهم في تسويقها عربياو عزز التراث الموسيقي المغربي؟ شيء طبيعي أن أكون عاملا أساسيا في انتشار الأغنية المغربية في الوقت الذي لم تكن موجودة في شركة روتانا و القنوات العربية، والدليل على ذلك أنه بمجرد أن خرج ألبومي إلى الوجود، بدأ الإلحاح على الفنانين لكي يكون ضمن ألبوماتهم أيضا الأغنية المغربية. وهم فنانون كبار، اتجهوا إلى هذا الباب. وطبيعة الحال مثل هذه الاختيارات والمشاريع إن كتب لها النجاح كما كتب لي، سنجد الفنانين الآخرين يتجهون نفس الاتجاه. لكن التاريخ لا يمكن محوه في هذا الباب، وستبقى البصمة واضحة والفضل راجع إلى من بدأ هذا المشروع. شاركت سنة 2008 في أحد البرامج العربية، حيث سجل مغادرتك لهذه المسابقة مبكرا، هل هذا الخروج كان منطقيا بالنسبة إليك؟ لكن في السنة الموالية أنتجت روتانا ألبومك الأول .. كيف تقرئين هذا الأمر؟ هذه المسألة عادية جدا، والمشاركة في هذه البرامج هي مسألة حظ، إذ هناك معايير أخرى هي المتحكمة في المسابقات، ربما لم أكن جاهزة آنذاك، ربما ماشي أنا اللي كانوا يقلبوا عليا.أما التشكيك في موهبتي الصوتية فلا حق لهم في ذلك، وهذه مسألة يعرفها الأساتذة الكبار. والدليل على ذلك تتويجي حاليا،و هذا لا ينطبق علي لوحدي، فهناك فنانون كبار جوبهوا في البدايات بالرفض، لكن المؤمن بموهبته والمتشبث بهدفه يحقق غايته، أنا عارفة راسي فنانة، ولا أسعى إلى الشهرة واللي بغا يتشهر راه معروف آش يغني. أما أن يؤدي الفنان الأغنية المغربية ويكتب له الشهرة فهذا شيء جميل، ويثبت ما مدى مكانة وموقع هذا الفنان هل عشت حروب الفن؟ أويلي.. تجيب ضاحكة.. من منا لم يعش هذه الحروب، فحينما يكتب لك النجاح، فانتظر هذه الحروب ما طبيعة هذه الحروب؟ هذا شيء جاري به العمل، مثلا الإشاعات المغرضة ،التي لا علاقة لها بالواقع والحقيقة» شي حد محاملكش داير ليك شي بلان او يطير لك شي حفلة من قدامك؟ ...هذه العقليات لدينا في العالم العربي فقط. ما حكاية الصراع مع الفنانة أسماء لمنور؟ لا أريد الحديث في هذا الموضوع، وإن سمحت لنتجاوز هذا السؤال من هم أصدقاء هدى سعد في الوسط الفني بالمغرب والعالم العربي؟ هم كثر، هناك رامي عياش، الدوزي، إيكو وغيرهم الذين أعتبرهم إخوتي، وبينا احترام كبير لمن تستمعين وتستمتعين للأصوات الفنانين المغاربة والعرب؟ على حساب الظروف، هناك مرات أستمع إلى الفنانين المصريين، ومرات إلى المغاربة، أنا وهوايا.. ليس هناك فنان معين بشكل احتكاري، بل أنا منفتحة على كل الأصوات الجميلة. لنعد إلى أعمالك، ما جديدك؟ وهل ترين أنك في هذه الفترة القصيرة استطعت مراكمة أعمال فنية كما تطمحين؟ أنا شخصيا، أعتبر نفسي في بداية مساري الفني رغم كل هذه الأعمال التي قدمتها، ومازال في جعبتي الكثير، وهناك أعمال كثيرة سترى النور في المستقبل، وأتمنى من الله أن يعينني على ذلك، على اعتبار أن المجال الفني هو عمل شاق ويتطلب المجهود المتواصل والصبر بلا حدود والدعم الكبير.. فسهل كثيرا أن ينجح الفنان في محطة أو محطات معينة، لكن الأصعب هو الحفاظ على هذه الاستمرارية والنجاح بنفس الوتيرة أو أحسن، وهو ما يفرض التأني والحذر ومواصفات معينة يجب أن يتوفر عليها الفنان «خاص الفنان يكون على بال» كما نقول نحن المغاربة ويطور نفسه ويؤقلم نفسه مع الموجة، ولا أعني بها الموجة الفاشلة، ويكون له حضور يميزه عن الآخرين. وأتمنى أن أكون قد قدمت أعمالا مميزة لا يمل منها الجمهور، أنا أحرص أن يكون العمل الذي أقدمه له حضور واستمرارية، وليس عملا لا يطول كثيرا، لذلك أحرص على أن تكون الأغنية «مخدومة»، والأغنية المغربية بالنسبة إلي لا تقل أهمية عن الأغنيات الآخريات الخليجية أو المصرية أو اللبنانية، لذلك أسجلها بمواصفات عالمية واستعمل الآلات الحديثة.. والأغنية المغربية تحتوي على إيقاعات جميلة جدا. فلدي العديد من الأفكار التي أتمنى أن ترى النور وتخرج إلى حيز الوجود لأنها أفكار تعبر عن رؤية شبابنا ومعاناتنا. ما الجديد لديك؟ كانت أغنية «لاهادي لا ديك» التي طرحتها في الأسواق منذ شهر تقريبا، ولاقت نجاحا كبيرا، إذ تم تسويقها بشكل لائق، ولاقت صدى لدى الناس، وهي من كلماتي وألحاني في انتظار أعمالي الجديدة الذي تعاقدت بصددها مع شركة روتانا التي ستنتج ثلاثة ألبومات جديدة. وفي نهاية أبريل، إن شاء الله، سأسافر إلى دبي لاختيار الأغاني التي ستكون متنوعة، فيها المغربي والخليجي واللبناني والظهور بشكل أجمل وأكبر في الساحة الفنية العربية؟ أكيد كمواطنة تتابعين الحياة السياسية في المغرب والعالم العربي؟ فمثلا كيف ترىن الوضع في مصر والعالم العربي وتأثيره على الفن بشكل عام؟ طبعا، كفنانة ما يحصل في العالم العربي له تأثير سلبي على الفن بشكل خاص وعلى المواطن العربي بشكل عام. الذي يعاني من الحرمان وهضم لحقوقه، واللاأمن والمشاكل الاقتصادية، كيف له أن يفرح ويقبل على الحفلات، ويتابع فنانيه. نتمنى أن يتغير هذا الوضع بشكل عام من أجل مصلحة المواطن العربي. كيف تنظرين إلى حكومة عبد الإله بنكيران، ارتباطاً بالجانب الفني، على اعتبار أن الأغنية اليوم هي صناعة، ولابد من سياسة للدولة واضحة في هذا المجال لخدمة الأغنية المغربية؟ تجيب ضاحكة... أنا كنتحرم الجميع، وكنبغي ملكنا وسياسته، وبالنسبة لرئيس الحكومة أو الوزراء، فإنهم يتغيرون، وعلى كل مسؤول الذي يتولى مهام الشأن العام أن يخدم المجتمع والانتخابات راها كاينة، وأتمنى من المواطنين أن يصوتوا دائماً على الأصلح. هذا السؤال مرتبط بالتصريحات التي أدلت بها الفنانة لطيفة رأفت لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، حيث عابت على حكومة بنكيران التشهير بالفنانين الذين استفادوا من المأذونيات؟ والله العظيم ما عارفة هادشي... ضاحكة.. هادشي مكنفهموش ومكنعرفوش أصلا... ولا أزور المغرب إلا قليلا. هداكشي ديال لكريمات والتخربيق معنديش معاه... تقول ضاحكة... واش فهمتي. لكن الوضع المادي للفنان المغربي كارثي، فكيف نطلب منه الارتقاء بالأغنية المغربية في ظل هذا الوضع؟ طبعاً وهذا ما تحدثنا عنه. فأنا شخصياً يحركني حبي للمغرب، وكذلك تحركني غيرتي على بلدي، أما من ناحية الاستفادة المادية، فلست مستفيدة أي شيء من هذا الباب، لكني حريصة على إرضاء حبي لوطني، خاصة في ظل الاحترام الذي يقابل به الفنانون الأجانب من طرف المغرب على حساب الفنان المغربي، لكن الفنان الأجنبي حينما يأتي للمغرب نجده «مدلع ومبرع ومقدر» ماشي غير تكره الأغنية المغربية، لكن مع ذلك، لم أتأثر بذلك، لأنني أحب بلدي، ولدينا عقدة الأجنبي، وهذا هو خطأنا الكبير. إننا لا نحترم بعضنا البعض ليس في المجال الفني لوحده، بل في كل المجالات، والمغاربة أذكياء «بزاف» يحبون وطنهم ويخدمونه أكثر من أي أحد، والأمر يتطلب وقتاً لتغيير هذه العقلية. ما هي نقاط ضعف ونقاط قوة هدى سعد من الناحية الفنية والشخصية؟ كنخسر من جيبي ونعطي الأغنية المغربية، ومع ذلك، أعتبرها نقطة قوة في نجاحي، وهي معادلة ناجحة جداً. أما نقطة القوة، فإنني إنسانة لها هدف، «ماشي غير فايقة ومدرمة» لدي نظام في حياتي حتى في النوم، هذا تعلمته في سويسرا. هذا البلد المنظم الذي له قواعد لا يمكن تكسيرها والانزياح عنها، وإلا ستكون شاذاً عن الآخرين، كما أنني حريصة على أن أستيقظ مبكراً مع السابعة صباحاً، وهو ما يثير استغراب الكثيرين. فالاستيقاظ مبكراً فيه استفادة للإنسان، على الأقل، نستنشق هواء نقياً، أما في المساء فلن تجد إلا أوكسيد الكربون . ،والوقت ثمين، وكما يقول المغاربة لفياق بكري بالذهب المشري أنت الآن في لندن، هل أنت مقيمة هناك أم الأمر له علاقة بالعمل الفني؟ لست مقيمة، أنا هنا في زيارة عائلية في نفس الوقت أعمل على تخفيف وزني» باغية نضعاف شوية»، و أدرس خطواتي المستقبلية، كما سأشتغل هنا من خلال وضع إيقاعات لإحدى أغنياتي مع موسيقى مغربي، حيث سأدخل بعض الآلات الموسيقية على هذه الأغنية. لكن بالدرجة الأولى أنا هنا من أجل الراحة والاستجمام. هدى سعد الفنانة الجميلة والمثقفة هل أجريت عملية تجميلية؟ لا أبدا، معمرني مادرت التجميل، إذ ا كان هناك طبيب مختص في تجميل اللسان فمرحبا، لأن اللي فقلبي كنقولو - لكن هذا لا يعني أن هدرتي ماشي مزيانة تقول ضاحكة. أعني بذلك أن عفويتي سلاح ذو حدين، فهناك من يقبل ويتقبل هذه العفوية، وهناك من يقول إن الفنان عليه ألا يكون عفويا. وأنا مقتنعة بعفوتي، هذا ما يميزني عن الآخرين. ولا يجعل لغتي خشبية خاصة ونحن في عصر كل شيء فيه واضح وباين. علينا أن نكون كما نحن. ولا أحبذ علميات التجميل. والكل يرى أولئك الذين أجروا هذه العمليات، كيف ولاو، إذ له تداعيات على الإنسان مارأيك في الفنانة نعمية سميح؟ إنها هرم حقيقي، وهي أعلى قمة في المغرب، نعيمة سميح هي قمة جبل توبقال سميرة سعيد فنانة ذات أعمال رائعة، حققت الانتشار العربي بشكل كبير. عبد الهادي بلخياط مدرسة كبيرة، أغنى الخزانة المغربية، فنان رائع. لطيفة رأفت، عبد الوهاب الدكالي؟ هم أساتذتنا، أحترمهم، ونحن امتداد لهم، أعطوا الكثير، و هو ما ساعدنا في مشوارنا الفني الله يطول اعمارهم ما هي رسالتك الأخيرة لجمهورك المغربي والعربي؟ أشكر جريدة الاتحاد الاشتراكي على تواصلها معي، ومن خلالها أتواصل مع الجمهور المغربي والعربي. من خلال هذا الحوار الشيق، وأتمنى أن أكون قد نجحت وتوفقت في تقريب المسافة ما بين المغرب والعالم العربي فنيا. رغم أن المشوار لم يكن سهلا وهو صعب بطبيعة الحال، و أنا في بداية مشواري الفني وأطمح إلى نتائج أكبر، كما أتمنى من الفنانين الأجانب أن يخدموا الأغنية المغربية من خلال أدائها بشكل أكثر، وليس في المهرجانات الوطنية فقط، بل في الساحة الفنية العربية، ورسالتي للفنانين الشباب حاليا الذين يؤدون الأغنية المغربية هديك ماشي هي الاغنية المغربية - سواء من ناحية الكلمات أو الإيقاع، وأدعوهم إلى صرف الأموال على هذه الأعمال، حتى تكون الأغنية المغربية في المستوى المطلوب وحتى لا يندم هؤلاء في المستقبل، لأنهم لم يتركوا أغاني في المستوى المطلوب للأجيال المقبلة، وعلى الفنان أن يفكر مليا قبل أن يخرج أغنية هابطة والجمهور المغربي جمهور فنان وعريق ولاينسى هؤلاء ان الست ام كلثوم كوكب الشرق غنت في المغرب والفنان الكبير محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفريد الاطرش وغيرهم فالمغرب مثله مثله مثل مصركان قبلة للفنانين الكبار والجمهور المغربي عايق وفايق والايقاعات المغربية غنية كما كما هو الفلكلور الذي به تنوع كبير من الامازيغية وكناوى والطرب الاندلسي الى غير ذلك.