سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«لطيفة رأفت «مدللة» الحسن الثاني في حوار مع «الاتحاد الاشتراكي» .. الحسن الثاني نصحني بأداء «آش داني» وحركات «مغيارة» وقال لي: «بغيت نبقى انشوفك باللباس المغربي»
ألقاب عديدة، لقبت بها الفنانة المغربية لطيفة رأفت، فقد لقبت بشحرورة المغرب العربي وأفريقيا وأيضا الوطن العربي، كل هذه الألقاب لم تهز قناعة لطيفة المغربية التي أعطت الشيء الكثير للأغنية المغربية وسافرت بها خارج الحدود، وفضلت، رغم كل الاغراءات المالية وغيرها، التي تضمنها الهجرة بحثا عن الأضواء والمال، أن تبقى وفية للوطن ولهويتها.. حتى الزي المغربي تحرص على ارتدائه، وهي تغني لجماهيرها الواسعة، كما تقول بتوصية ونصيحة من الراحل الملك الحسن الثاني، تكشف في هذا الحوار، علاقتها بالراحل الحسن الثاني و بجلالة الملك محمد السادس، والسي عبد الرحمان اليوسفي، ولم تفتها الفرصة في هذا الحوار الفني أن توجه انتقاداتها لحكومة عبد الإله بنكيران التي أقدمت على التشهير بالفنانين والرياضيين من خلال نشر لائحة المستفيدين من المأذونيات، كما تؤكد أنها كمواطنة تكتوي، كباقي المغاربة، بنار ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية.. في هذا الحوار تسلط الفنانة المغربيةبامتياز لطيفة رأفتالضوء على العديد من الجوانب الخفية من مسارها الفني... } لنبدأ الحوار بجديد الفنانة لطيفة رأفت؟ بعد أغنية سأكتبها، منشغلة الآن على عمل من كلمات الراحل أحمد طيب لعلج ومن ألحان الفنان المتألق بدر الدين الوهابي } هل حققت أغنيتك الأخيرة التي صنفت في خانة الأغاني الوطنية النجاح المطلوب؟ أولا، لا يمكن تصنيف أو اعتبار هذه الأغنية وطنية، بل هي أغنية تتغنى بحب الوطن، كما يحدث مع العديد من الفنانين الذين يتغنون بأوطانهم، سواء في مصر أو لبنان أو غيرهما، وهذا أقل ما أقدمه في حق وطني وبلادي. } لكن نلاحظ أن أسلوبا جديدا تبنته لطيفة رأفت في هذه الأغنية؟ الجديد أولا ينطلق من كون الأغنية من ألحاني لأول مرة في حياتي الفنية. حيث ألهمت بذلك إذ كنت في البداية أدندن، فكان اللحن، وتم تشجيعي من طرف الموسيقيين، وقد لاقت الأغنية نجاحا ، كما كانت هناك انتقادات التي أعتبرها إيجابية.. فأي عمل لا تصاحبه انتقادات، ليس عملا جيدا وناجحا، المهم بالنسبة إلي أني استطعت إيصال أغنيتي التي تتغنى بحب الوطن إلى خارج المغرب، والدليل أن العديد من الصحف العربية تحدثت عن هذه الأغنية، سواء الأهرام المصرية أو الشرق الأوسط أو غيرهما. وهذا كل ما كنت أتمناه. } بمعنى أن الفنانة لطيفة رأفت أصبحت بالإضافة إلى مطربة أيضا ملحنة؟ لا، لا ضاحكة، أنا لست ملحنة أبدا، أنا ملحنة فقط في هذه الأغنية التي تتغنى بوطني الذي أحبه، ولم أنساق وراء المغريات التي وجهت إلي، ولم أقبل الهجرة خارج الوطن، منذ أكثر من 25 سنة، وبالتالي لماذا لايقال إنني مبالغة في حب الوطن، عوض أن يقال هذا بالنسبة لأغنية سأكتبها } سجلت أول أغنية سنة 1982 كانت بعنوان «موال الحب» وأنت مازلت مراهقة، وهل تتذكرين هذا التاريخ؟ طبعا، سجلت هذه الأغنية وأنا مازلت مراهقة دون علم الوالدة والوالد، وهي مرحلة أعتز بها. } لماذا «موال الحب»، هل لطيفة المراهقة كانت فعلا تحب؟ لا. أبدا، كانت هذه الأغنية بكل بساطة لأنه كان لابد لي أن أغني، وكان أحمد الكورتي من بلدتي وزان، وأحمد الكواش كان من الأسماء التي تأتي إلى المعهد والمدارس بالقنيطرة، حيث كان يشرف على الأغاني التي نقدمها بمناسبة عيد العرش، إذ حرصا على أداء مثل هذه الأغاني، وأعترف أنه لم أكن أستوعب كلام هذه الأغنية رغم أدائي لها. } لكن سنتان بعد أدائك لأغنية «موال الحب» تزوجت وأنت صغيرة بمحمد حميد العلوي الذي ساندك لتفوزي بالأغنية المغربية سنة 1985 عن طريق أغنية «خويي خويي»، هل هذا الزواج كان فنيا أو ماذا؟ أفضل ألا أتحدث عن حياتي الشخصية، لأنها مليئة بالقيل والقال، فكثيرا ما زوجتني الشائعات وطلقتني.. أما أغنية «خيي» فكانت مرحلة انتقالية، أما الأغنية التي عرفني بها الجمهور هي أغنية «أنا فعارك يا يما» لفتح الله لمغاري. أما «خيي» فجاءت من بعد. } لماذا لطيفة رأفت مصرة ووفية للغناء باللهجة المغربية؟ هل هذا حب للمغرب أم أن اللهجة المغربية بها أشياء مغرية؟ طبعا- تقول ضاحكة- لذاغنيت «سأكتبها» وأقولها مرة أخرى «اللي ما يموت على بلادو وولادو ماشي بنادم». أنا لا يمكن لي أن أتنصل من هويتي ومن جمهوري المغربي،كما أن الأغنية المغربية لها جمهور واسع خارج أرض الوطن، والدليل على ذلك أن أغنية «سأكتبها» لها جمهور ومعجبون من الدول العربية، الذين أحبوا لطيفة لأنهم فعلا يحبون المغرب. ولا ننسى أن الأغنية المغربية أعطتني جمهورا ومكانة. ولن أكون مثل باقي الفنانين الآخرين. أنا مدينة للأغنية المغربية وللجمهور المغربي والمغاربي، وأرفض أن أؤدي أغنية على الخشبة غير الأغنية المغربية لكي يصفق علي الجمهور. } لماذا رفضت الهجرة إلى المشرق العربي، وما تضمنه من انتشار وشهرة واسعتين؟ هذا مبدأ لن أحيد عنه، وكان منذ البداية. كان حلمي أن أخدم الأغنية المغربية لتكون في الأوج، والحمد لله هي كذلك اليوم، وهناك فنانون عرب يطمحون إلى أداء الأغنية المغربية، كما أن الحفلات التي تتم خارج أرض الوطن أصر فيها على أداء الأغنية المغربية. } سبق لك أن اتخذت قرار الاعتزال سنة 2008. الاعتزال بالنسبة إلي وارد في أية لحظة. } لماذا؟ أولا لأن شكلي لن يبقى كما هو، وصوتي كذلك لن يبقي كما هو، فمثلا حينما اتصلت بي أول مرة، وجدتني مريضة. فالفنان هو إنسان في آخر المطاف، ويمكن أن يتعرض لظروف قاهرة تحول دون أن يلبي الطلب، فالاعتزال وارد إذن. وكم مرة كنت أنوي الاعتزال، لكن حب الجمهور يثنيني في آخر المطاف. } وفقا لتصريحك لجريدة «لشروق» الجزائرية أكدت أن الملك محمد السادس اتصل بك بعد وفاة أخيك جواد ،رحمة الله عليه، حيث أشاد بمكانة لطيفة رأفت ما مدى صحة ذلك؟ طبعا، اتصل بي، وقرار الاعتزال هو من ضمن حريتي الشخصية. فجلالته لا يفرض أي شيء علينا، سواء جلالة الملك محمد السادس أو المرحوم الملك الحسن الثاني، لكن كنصيحة من جلالته، قال لي إنني مازالت قادرة على إعطاء الكثير للمغرب وللأغنية المغربية. } هذا يجرنا إلى سؤال آخر، وهو علاقتك بالملك الراحل الحسن الثاني؟ تقول ضاحكة، كما يقول الجميع، فإن لطيفة مدللة الحسن الثاني.. فالراحل الحسن الثاني كان فنانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو من جعلني أعتز بمغربيتي، إذ كنت مبهورة بالقصر الملكي، وبالطقوس هناك، سواء من حيث الشكل أو البروتوكول، الذي هو مثار إعجاب حتى خارج المغرب، ومنذ صغري وأنا أعيش هذه الطقوس، سواء في الاحتفالات أو الأعراس أو الأعياد، فالطقوس المغربية هناك على «حقها وطريقها» وتعبر عن التفرد المغربي في هذا المجال. «هاذ التمغربيت كبرت في من الصغر وكنت مقدرة لدى جلالته، بحكم حبي لبلادي وأي مواطن هو كذلك». } هل سبق للراحل الحسن الثاني أن تدخل في عملك الفني؟ طبعا، فأول ما غنيت، «اش دانيّ» فهو من نصحني بأدائها، وكذلك أغنية «مغيارة» التي قال لي أنه ضروري أن أتعلم الحركات الإسبانية، وكذلك الأمر بالنسبة للإيقاعات، وكذلك نصيحته بالارتداء اللباس المغربي، حيث قال لي : «بغيت نبقى نشوفك باللباس المغربي». وسأبقى وفية لذلك. } بالنسبة لعلاقتك مع الملك محمد السادس؟ جلالة الملك محمد السادس لا يقل خبرة فنية عن والده، ووفي أيضاً للفنانين والرياضيين، وحنون جداً. أهم شيء أقدره هو اتصاله بي وأنا مريضة للإطمئنان علي. } ما هي علاقتك بالجمهور الجزائري. إذ أن لك جمهورا واسعا بالشقيقة الجزائر؟ هناك علاقة وطيدة، وهذا يتجلى كثيراً في الحفلات التي أحييها خارج أرض الوطن. إذ هناك إقبال كبير، سواء من طرف الجالية المغربية بالدول الأوربية أو الجزائرية. إذ نرى الراية المغربية جنباً إلى جنب الراية الجزائرية، أما داخل الجزائر، فإن أشقاءنا يحبون المغرب كثيراً، كما هو الأمر بالنسبة للمغاربة. ففي الحفلات المقامة هناك، نجد الجمهور الجزائري يردد معي الأغاني التي أقدمها، ويحفظونها عن ظهر قلب. وشخصياً لا أحس بأني في بلد آخر، كأني في بلدي الأم. } لكن نجد بالإضافة إلى لطيفة رأفت، هناك الفنان عبد الوهاب الدكالي، عبد الهادي بلخياط، جيل جيلالة، لمشاهب، ناس الغيوان، لكم جمهور واسع بالجزائر؟ هذا، تقول ضاحكة، يعود إلى الجمهور، ولكن حتى حينما أغني الأغاني القديمة مثل «سولت عليك العود والناي» للمرحوم أحمد اسماعيل، أحس بمدى حب الجمهور لمثل هذه الأغاني القديمة، إنها نوستالجيا.. حتى الجيل الجديد يتابع بإمعان مثل هذه القطع الغنائية. } كيف تقيمين العلاقات المغربية الجزائرية؟ المطبخ السياسي في هذا المجال لا أعرف عنه شيئاً، وأنا كفنانة أريد أن تكون العلاقة بين البلدين الجارين وطيدة، والجزائر الآن لديها مشاكل داخلية «الله يدوزها على خير»، والمطبخ الداخلي لأي بلد لا يعرفه جيداً إلا أصحابه، وأذكر أن إحدى الإذاعات الجزائرية اتصلت بي لاستطلاع رأيي حول المباراة التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره الجزائري، فصرحت أن المنتخب المغربي سينتصر بأربعة أهداف دون مقابل. وهذا ما حدث فعلا. لكن الجمهور الجزائري تقبل تصريحي، لكن لا ننسى أيضاً أن المنتخب الجزائري حينما ينتصر على منتخب آخر، فالمغاربة يحتفلون به، بل نجد المغاربة يخرجون إلى الشوارع فرحاً بانتصار الشقيقة الجزائر. هناك حب متبادل بين الطرفين، وأتمنى الاستقرار للإخوة الجزائريين، ومهما كان، فالاتحاد قوة، وإن اتحد هذان البلدان، فسيكون لصالح الشعبين والمنطقة والمغرب العربي، خاصة في ظل ما يحدث الآن في العديد من الدول العربية الشقيقة، مصر، تونس، ليبيا. وأتمنى الاستقرار لبلدنا. } جمهور لطيفة رأفت، سيكتشف من خلال هذا الحوار، أنها ملحنة ومحللة رياضية أيضاً؟ لا، أبداً، تجيب ضاحكة. فبالنسبة لأغنية «سأكتبها» معروف أنني «كندندن» دائماً. وأداء المواويل. قبل أداء أية أغنية. وهذا معروف في مساري الفني، والأغنية الأخيرة جاءت في هذا الإطار، إلى درجة أن الموسيقيين أكدوا لي أن هذا لحن جميل، وقبل تسجيل الأغنية، أديتها كتجربة في العديد من الحفلات. أنا فنانة مطربة «وصافي». } الكل يعرف أن لطيفة رأفت ذات صوت جميل ووجه جميل أيضاً. ومحافظة على جمالها ونضارتها، هل أجريت عملية تجميل؟ هذه الإشاعة دائماً يتم إطلاقها ضدي، بكوني أجريت عملية تجميل، وحينما أفكر في إجراء عملية تجميل سأعتزل عالم الفن بشكل نهائي. أقولها بصراحة وبصدق، لأن مثل هذه العمليات لن تعوض «ما خلقه الله». وأتساءل مع الجمهور والعالم كله، خاصة أن الكل يعرفني جيداً، أنا لم أصل إلى مرحلة «التجاعيد» التي لا أعاني منها، ربما لأن ذلك وراثي، فوالدتي وجهها نضر، كما أنني لا أعاني من تشويه خلقي. فلماذا، إذن، إجراء عملية تجميل. وأؤكد أنه لم يسبق لي إجراء ذلك. وإذا «أعطاك الله النور من عنده، ما غديش يحيدو شي واحد». } هل تفكرين في الزواج؟ تقول ضاحكة، الزواج قسمة ونصيب، وإلكان عندكم شي خطيب مرحبا. } ستأتيك الطلبات بوفرة. ضاحكة.. هادشي اللي كاين. } هل عشت حروب الفن؟ لم أعشها أبداً، فأنا أومن في هذا المجال بالمقولة التي تقول: احترم نفسك يحترمك الآخرون. فأنا أشتغل، وأعود إلى منزلي، حتى في تسجيل الأغاني، كلما انتهى عملي، أعود إلى منزلي، حتى أترك للآخر تقويم أعمالي بدون ضغط، ولا أدخل في أي جدال. بصراحة، الحروب فنياً لم أعشها. } من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟ ليس لدي أصدقاء بمعنى الكلمة، الذين نتبادل معهم الأسرار وما إلى ذلك. أما اللقاءات الاجتماعية، سواء تعلق بالأفراح أو المآثم، فهذا طبيعي نقوم به. لكن لا يرقى ذلك إلى مستوى الصداقة بمعناها الشامل. علاقتي كانت وطيدة بالفقيدتين ماجدة عبد الوهاب ورجاء بلمليح، وهي ألفة انبنت على الاشتغال المشترك بيننا، إذ كنا نلتقي في العديد من المرات في الشهر لمدة 5 سنوات تقريباً. إذ كانتا تقطنان في الدارالبيضاء وأنا في الرباط. وكنا نلتقي في منزلي. هناك زمالة وليست صداقة. } ما علاقتك بالفنانة نعيمة سميح؟ أنا شخصياً أناديها ب «لميمة»، وهي مدرسة وقدوة بالنسبة إلي، ومثلي الأعلى، وكذلك الأمر بالنسبة لسميرة سعيد، وعلاقتي طيبة مع الفنانين الحقيقيين. } وعلاقتك مع الوجوه المغربية الجديدة؟ «والله العظيم، كاين اللي مكنعرفهومش»، ففي العديد من اللقاءات. أفاجأ بالبعض يقول لي هذه هي «المغنية الفلانية». فالذين تقمصوا شخصيات وهويات أخرى، بصراحة لا علاقة لي بهم. } ما طبيعة علاقتك بالوسط السياسي؟ بصدق، فكل رؤساء الأحزاب السياسية علاقتي بهم طيبة. وهناك احترام متبادل وليس هناك أي حزب مغربي لم يدعوني، كما التقينا في مناسبات بالقصر الملكي. ودائماً يشجعونني، وهذا يجعلني أحس بنفسي أنني مغربية مليون في المائة، سياسياً وفنياً. } هل سبق لك أن التقيت بالسي عبد الرحمان اليوسفي؟ طبعاً، التقيت به وسلمت عليه في إحدى المناسبات بالقصر الملكي، وخاطبني «تبارك الله على للا لطيفة»، وأكن كل الاحترام له ولباقي رؤساء الأحزاب. } هل لطيفة رأفت، المواطنة اكتوت بنار ارتفاع أسعار المواد الأساسية؟ طبعاً، وإن لم أكن أقوم بالتبضع بشكل مباشر، ولو أنني أريد ذلك خاصة في شهر رمضان، لكن أنا متتبعة لذلك. فوالدتي مواطنة وإخوتي كذلك، لا تنسى أنني أنفق «كنصرف». «فالدقة كتجي غير ف المواطن»، أنا أحس بارتفاع هذه الأسعار. سواء ف «البوطا» قنينة الغاز و«الخضرا»، ورغم أنني فنانة، «فكنخلص مصروف الشهر». لدي والدتي، إخوتي وعائلتي. «وجالسة في الدار ناكل ونشرب كباقي المغاربة نخلص الضو، نخلص الماء» هناك أزمات لا يمكن إنكارها. } إذن لاحظت أنه من خلال الإنفاق، هناك زيادات في أسعار مجموعة من المواد؟ طبعاً، هناك زيادات واضحة جداً. } ماذا تقولين للسي عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة؟ لن ألومه بالضبط، لكن لا أعرف لماذا هذه الزيادات، هل هذا لصالح البلد، إذا كان كذلك، فعلينا أن نرى أين يكمن. لكن الأمر الذي سأتحدث عنه، هو عندما أصبح عبد الإله بنكيران رئيساً للحكومة، اتخذت الحكومة الحالية قراراً بنشر أسماء المستفيدين من رخص المأذونيات، في الوقت أن هناك مشاكل كبيرة يعاني منها المغاربة. وأتساءل: هل إذا ما تم نشر هذه الرخص، سيتم التخفيض من أسعار «البطاطا وخيزو والبوطا». فالمستفيدون من هذه الرخص، هم أناس عاديون، ليس لديهم موارد مالية، وهناك من لم يسع إليها، بل المشكل في كيفية محاربة البطالة وتوظيف الشباب. «فلا السي بنكيران أو حكومته أو غيرها عطات لگريمات لهاد الناس»، وكنت أتمنى أن تباشر الحكومة الحالية الملفات الأخرى، وكان من المفروض حينما طرحت حكومة بنكيران هذا الملف، أن تعمل على تعويض المعنيين، خاصة وأن الفنانين والرياضيين ليس لديهم دخل شهري، زيادة على ذلك، فإن هذه الرخص هي هبة ملكية، وأقول لهم: لو كانت «گريمة ديالي وديال الآخر» تحل المشكل ونضع حداً للبطالة وارتفاع الأسعار مرحباً. لكن كما نعلم، فلن تغني ولن تسمن من جوع. } لنعد إلى واقع الأغنية المغربية. كيف تقيمينها؟ أعتبرها في أحسن الأحوال. فالآن العديد من المطربين العرب يتصلون بي، ويفصحون عن رغبتهم في المشاركة في مهرجان «موازين»، وأداء أغاني مغربية، ويطلبون أيضاً مني أن أمنحهم كلمات لأغاني مغربية لأدائها، وهذا مؤشر واضح. وحينما زرت لبنان لتصوير أغنيتي «سأكتبها» هناك رغبة في تصوير قطع أخرى مغربية، كما أن القنوات الأولى التي عرضت هذه الأغنية ليست القنوات المغربية، بل الخليجية والمصرية من بينها روتانا وغيرها. لكن على الأصوات الجميلة المغربية المقيمة في مصر وغيرها أن تهتم بالأغنية المغربية؟ } لكن نجد أن الأغنية المغربية لم تستطع منافسة نظيرتها المصرية والخليجية واللبنانية؟ هنا يأتي دور الاعلام الذي يجب أن يلعب دوراً مهماً في هذا الإطار. إذ نجد مثلا أغنية «سأكتبها» تم تصويرها خارج الوطن واطلع عليها المغاربة، أي إذا أردت أن تضمن الانتشار لها، يجب أن يتم تسويقها من خارج المغرب. لدينا بصدق عقدة الأجانب. } هل تتابعين ما يجري في العالم العربي وفي مصر بالتحديد من حراك؟ ما يجري في الوطن العربي محزن جداً. وبالنسبة لمصر على الأخص تعز في نفسي، لأنها بلد الفن والتاريخ. لكن ما حدث في مصر عادٍ بالنسبة لما يحدث في سوريا من إراقة للدماء. } ما هي كلمتك لجمهورك؟ أتمنى أن أكون مشرفة لبلدي من خلال عطاءاتي. وأقول لجمهوري، لأول مرة، بعد خروج أغنيتي «سأكتبها» عبر جريدة «الاتحاد الاشتراكي» التي أحترمها وأقدرها كثيراً، لأنها شجعتني في الثمانينيات، وحضرت للعديد من المناسبات التي دعتني إليها الجريدة، من خلالها أقول، الحمد لله أن المغرب بخير. وعلينا أن نحافظ عليه. رغم هذه الزيادات في أسعار المواد الأساسية وغيرها. فاستقرار بلادنا، نحسد عليه.