يعشق المغرب حتى النخاع، رغم أن في عروقه يجري الدم اللبناني، إنه الفنان اللبناني داني نور، الذي استقر في المغرب بعد زواجه وإنجابه طفله رامي، وأسس عالمه الخاص، الذي لا يخلو من الأصدقاء المغاربة. أبى داني نور، إلا أن يترجم حبه للمغرب، إلى نغمات، فأهدى في البداية، أغنية "أهل المغرب"، لجمهوره في هذا البلد الذي أكد أنه يفتخر بشعور الانتماء إليه، وهاهو يستعد لإطلاق أغنية جديدة بعنوان "مغربية"، من كلماته وألحانه، والتي تشاركه في أدائها مغنية مغربية رفض الكشف عن اسمها، تاركا إياها مفاجأة للجمهور. عن الأغنية، وعن علاقة هذا الفنان ببلده الثاني المغرب، وعن مشاريعه المقبلة، كان ل"المغربية"، مع داني نور هذا الحوار. تحضر لأغنية جديدة باللهجة المغربية، بعد أغنية "أهل المغرب"، ما اسم هذه الأغنية، ومتى سترى النور؟ نضع اللمسات الأخيرة على أغنية "مغربية"، التي سترى النور خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما انكببت على كتابة وصياغة الأغنية بلهجة مغربية ولبنانية، حرصت أن أغني فيها الجزء المغربي، بينما ستؤدي مغنية مغربية الجزء اللبناني، وهي سابقة حسب ما أعتقد في العالم العربي، أو بالأحرى في المغرب، باعتبار أن المغني عادة ما يؤدي الأغنية بلهجة بلده حين يرافقه مغني ثاني. (تصاحب تصريحاته ابتسامات متفائلة)، أعتقد أن هذا الأداء للأغنية، هو فكرة جديدة سيكون لها صدى طيبا عند الجمهور، الذي أتفاءل خيرا في تجاوبه مع هذا الاختيار. من جهة أخرى، أراني محبا لهذه الفكرة الجديدة في الأغنية، بحكم اهتمامي الكبير بكاتبة الكلمات وتلحينها أيضا، (يصمت للحظة)، أكتفي بهذه المعلومات البسيطة، مادامت الأغنية في طور التحضير. من هي المغنية المغربية التي ترافقك في هذا الديو الغنائي؟ (يضحك في محاولة التحفظ عن ذكر الاسم)، أنا أتحفظ عن كشف الاسم في هذه الآونة، وما يسعني قوله هو أن صوتها من أفضل الأصوات بالنسبة لي، مع احترامي لكل الأصوات الجميلة طبعا، لكنه يظل اختيارا مقتنعا به إلى حد كبير. دعنا على الأقل نعرف إن كانت هذه المغنية تقيم في المغرب؟ نعم، مما لا شك فيه أن رفيقتي في هذا الأداء الجديد، مقيمة في المغرب، وهو قيمة مضافة بالنسبة لهذا العمل الذي أسعى إلى إنجاحه. هناك الكثير ممن تعيقهم اللهجة في أداء الأغاني المغربية، كيف استطعت أن توقن بقدرتك على الكتابة باللهجة المغربية؟ لم أجد صعوبة في اللهجة، بحكم تعايشي المستمر مع الشعب المغربي، وبحكم زواجي من امرأة مغربية، إذ أن لي أسرة الآن مغربية، والمغرب بلد عزيز على قلبي، قبل أن أزوره، خاصة أن هناك قواسم مشتركة بين البلدين، ومن ثمة لا أشعر بالغربة فيه، كما عزز لدي الشعور بالانتماء إليه، تعلمي بشكل سريع للهجة التي أتحمس لكتابة أغان بها، خاصة أنني أكتب وأغني الكلام الذي أفهمه، وأستطيع استيعاب مغزى الكلام المغربي بشكل جيد. أصبح أداء الفنانين اللبنانيين بالتحديد، للأغاني المغربية، بمثابة ظاهرة أو "موضة"، لماذا في رأيك هذا التوجه؟ صراحة، أنا أحب اللهجة المغربية والغناء المغربي، وهذا واقع أعيشه باستمرار، وأظن أن شعوري لا يختلف عن شعور باقي الفنانين، فمن الصعب زيارة المغرب، دون أن تجذبك ثقافته وحضارته وفنه أيضا، بخلاف ذلك أؤكد أن العديد من اللبنانيين متزوجون من مغربيات. وبدوري معجب جدا بالموسيقى المغربية، ولن أغفل اهتمامي بأغاني عبد الهادي بلخياط ونعيمة سميح، إلى جانب المغنية عزيزة جلال، التي أعتبر صوتها استثناء يصعب التغاضي عنه، وهي مغنية كانت رائعة بكل المقاييس. هل تعتقد أن أداءك للأغاني المغربية سيلقى تفاعلا كبيرا من قبل الجمهور العربي، علما أن الفنانين المغاربة يجدون صعوبة في لفت انتباه الجمهور العربي من خلال الأغنية المغربية؟ إن نجاح أي مغن، مقترن بفاعليته ونشاطه، لأن اللهجة ليست مشكلة في حد ذاتها، وربما طريقة تعاطي المغني مع اللهجة في أدائه الغنائي له دور في بلوغ اهتمام الجمهور. وهنا أستحضر المغني فوضيل والشاب مامي، الذين حققوا نجاحا كبيرا بفضل كلماتهم الجميلة وطريقة أدائهم للأغنية، بالإضافة إلى المغنية الشابة هدى سعد، التي استطاعت أغانيها المغربية أن تنال إعجاب الجمهور العربي ككل، بفضل كلماتها البسيطة، والجميلة. أتوقع أن لك مشاريع مقبلة، فما هي يا ترى؟ أحضر لألبوم جديد، لكنني أفضل إصدار الأغاني منفردة "سينغل"، وهو اختيار أصبح يقبل عليه أغلب الفنانين العرب. هل تخاف من خطوة إصدار الألبوم؟ لا أخاف، فقد خضت تجربة الألبوم، من خلال شريط "باللبناني بحبك"، ووجدت أن هناك العديد من الأغاني في الألبوم، تظلم، ولا تنال حقها من الانتشار، في حين لم يعرف من الألبوم سوى أغنيتين، رغم أن أغاني الألبوم كلها جميلة. ماذا عن الفيديو كليب؟ نحضر أغنية لبنانية جديدة، ستصور على طريقة الفيديو كليب، كما سنصور أغنية "أهل المغرب"، والأغنية الجديدة "مغربية" هنا في المغرب، وأتمنى أن تنال هذه الأغاني إعجاب الجمهور. على ذكر 'أهل المغرب'، ما هي الأصداء التي بلغتك عن هذه الأغنية؟ مبدئيا، أحب الجمهور المغربي الشكل الجديد في الأغنية، حتى أولئك الذين أبدوا انتقاداتهم، فقد كانت انتقادات منطقية على نحو متعاطف مع هذا اللون الغنائي الجديد، في حين رأى البعض أن اختيار هذه الأغنية عبارة عن مجاملة مني للمغرب، وأظن أن رأيهم ينم عن عدم معرفة حقيقة الأمر التي تتمثل في حبي للمغرب وزواجي من امرأة مغربية، وأنا في كل الأحوال أكن الاحترام والتقدير لكل الآراء، وأعتبر عملي هذا هدية متواضعة للشعب المغربي، الذي عبر لي عن حبه في أكثر من مناسبة، وأنا متعلق بهذا البلد على نحو لافت. هل تحضر لحفلات فنية أو للمشاركة في أحد المهرجانات؟ شاركت في مجموعة من التظاهرات الفنية في المغرب، منها مهرجان "بوزنايضة"، بالإضافة إلى العديد من الحفلات الخاصة وحفلات الزفاف. إذا فكرت في إنجاز "ديو" غنائي آخر، من ستختار من الفنانين المغاربة؟ صراحة هناك أصوات مغربية شابة وقوية، لكني اخترت صوتا أريده وأعتبره أفضل بالنسبة لي، لأنني أراه يتوافق مع صوتي.