يعد الفنان اللبناني، رياض العمر، واحدا من الوجوه الفنية المشرقية، التي اختارت العيش في المغرب، خلال السنوات الأخيرة، لتجديد اللقاء مع الجمهور المغربي، والعمل على تقديم الجديد الغنائي من المغرب. من مواليد منطقة "اشحيم" بجبل لبنان، تحمل مسؤولية أسرته، عقب وفاة والده، كبر في عائلة تحترم الفن، ما دفع به إلى التسجيل في المعهد المتخصص في الموسيقى. أول زيارة لرياض العمر إلى المغرب، كانت من خلال سهرة فنية، أحياها مع الفنانة الجزائرية فلة، ومواطنتيه إليسا ومادلين مطر. استطاع أن يثبت للجمهور أن دخوله لمعترك الفن لم يكن بالصدفة، وإنما جاء عن جدارة واستحقاق، يحمل مقومات الصوت والثقة بالنفس والحضور القوي، ما يخول له الحصول على مكانة بارزة ومهمة على الساحة الفنية العربية، حسب ما تداولته وسائل الإعلام. يعشق المغرب، ما دفع به إلى أداء أغاني مغربية، آخرها أغنية "لبيك يا صحراء"، التي يوجد من أجلها حاليا في لبنان لوضع اللمسات الأخيرة، قبل إصدارها. في هذا اللقاء مع "المغربية"، يتحدث العمر عن جديده الفني، ومسيرته بالمغرب، ووصفه بنجم الأعراس المغربية. شاركت أخيرا في الدورة الثالثة للمهرجان الدولي روافد أزوان بمدينة العيون، كيف ترى هذه المشاركة؟ أعتبرها مشاركة إيجابية، خاصة أنني التقيت جمهور الصحراء المغربية المتعطش إلى الموسيقى، وخلال هذا اللقاء لمست مدى انفتاح الجمهور المغربي في هذه المناطق من المملكة المغربية على كل الألوان والموسيقية، وهو ما يعكس قابليته على التعايش مع كل الثقافات. قدمت خلال هذا المهرجان، أغنية عن الصحراء المغربية، ما الأسباب الكامنة وراء هذا الاختيار؟ بكل تأكيد، الأسباب كثيرة، وأهمهما هو أنني أعتبر المغرب بلدي الثاني، وهو ما دفع بي إلى اختياري العيش به، وأعتبر نفسي صرت واحدا من المغاربة، كما أنني أؤمن بكل القضايا التي تعرفها المملكة المغربية، في مقدمتها قضية وحدته الترابية، وأردت من خلال أغنية "لبيك يا صحراء" أن أعبر عن ما يخالجني من شعور تجاه المغرب. أغنية "لبيك يا صحراء"، هي تأكيد بولائي التام لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على كل ما يقدمه إلى كل شبر من جهات المغرب. المغرب في تواصل دائم معنا كلبنانيين، ويؤمن بقضيتنا، وبالتالي من الواجب منا الإيمان بقضيته العادلة تجاه وحدته الترابية، والصحراء هي حق مغربي، كما أنني أعجبت كثيرا بالمسيرة الخضراء التي عاشها كل المغاربة سنة 1975، وما حملته من دلالات عميقة بصورة سلمية وحضارية. ماذا عن علاقاتك بالمغرب؟ علاقتي بالمغرب علاقة حب وتقدير، وكذا تواصل أسري، مثل أي لبناني، من خلال صاحبة السمو الأميرة لمياء الصلح التي تعمل على توطيد العلاقات بين المغرب ولبنان، ثم إن المغرب بلد مضياف بشعبه، وهو ما يجعل الكل يتعطش إلى زيارته، أو اختياره للعيش به. وأول زيارة لي إلى المغرب، كانت وأنا في السادسة والعشرين من عمري، وأرى أنني اكتسبت خبرة وتجربة كبيرة في المغرب، وأود أن أشكر كل من قدم لي يد المساعدة على ذلك. هل يمكن اعتبار أغنية "لبيك يا صحراء" بداية مسار الأغاني المغربية لدى رياض العمر؟ لقد سبق لي أن قدمت أغاني مغربية أخرى من قبيل "علاش يا قلبي"، و"قولي ليا"، و"واعرة"، وهي كلها أغاني من المنتظر أن يتضمنها الألبوم الجديد المرتقب أن يرى النور قريبا. وأغنية "لبيك يا صحراء" هي هدية لكل المغاربة. كيف ترى المستوى الحالي للأغنية المغربية؟ أنا من أشد المعجبين بفنانين مغاربة كبار، بصموا اسمهم في الساحة الفنية المغربية والعربية، من قبيل عبد الهادي بلخياط، وعبد الوهاب الدكالي، ونعيمة سميح، والبشير عبدو، وكلهم قدموا أغاني تعكس التنوع التراثي الذي يميز الموسيقى المغربية، كما أغنوا الأرشيف المغربي بأعمال قوية. أتمنى من الشباب الموسيقي المغربي أن يحافظ على هذا التطور، وأن يساهم في إبراز الأغنية المغربية خارج حدود المغرب. شخصيا سمعت بالأغاني المغربية، بعد وصولي إلى المغرب، إذ لم أكن أعلم عنها إلا القليل، وكونها غير منتشرة بالمشرق، وأتمنى وهذا ليس بتوجيه، من الفنانين المغاربة الذي يشاركون في تظاهرات فنية أجنبية، أن يحرصوا على تقديم الأغاني المغربية، لأن الجمهور متعطش إلى اكتشافها، خاصة أنها تستحق من الفرد أن يروج لها لما تتوفره عليه مؤهلات فنية عالية. هناك من يرى أن صعوبة اللهجة المغربية وراء عدم انتشار الأغنية المغربية في الخارج، ما رأيك في ذلك؟ شخصيا، لا أعتقد ذلك، لقد قدمت أغاني باللهجة المغربية، من بينها "علاش يا قلبي"، ولقيت ترحابا في مصر ولبنان وبعض دول المشرق، كما بثت في محطات إذاعية عربية. أرى أن ما ينقص الأغنية المغربية، هو الدعاية الكافية، والترويج على نطاق واسع، لأنها عوامل أساسية لانتشار الأغنية، واللهجة لا تشكل أي عائق، لأن الفن هو من يوصل اللهجة، واللغة خارج رقعتيهما الجغرافية. ماذا عن المشاريع الفنية الجديدة لرياض العمر؟ حاليا، أنا بصدد مواصلة تسييري للنادي الفني الذي أنشأته بالمغرب، وأحرص على أن يكون نافذة أمام الجمهور. كما أنني بصدد التحضير لألبومي، الذي يتضمن مجموعة من الأغاني بلهجات مختلفة، من بينها اللهجة المغربية التي تحتل مكانة مهمة، وخلالها ألقي نظرة على مجموعة من الألوان الفلكلورية، التي تيمز مختلف جهات المملكة. تركيزي خلال هذه الأيام منصب على أغنية "لبيك يا صحراء"، وأعتبرها أغنية سنة 2011، وهي من إنتاج شركة الإنتاج الفني والتنظيم التظاهرات التي أديرها. ما هي رسالتك الفنية؟ أحرص على إدخال الفرحة والأمل، وهي أسمى رسالة أود أن أقدمها إلى الجمهور، لأن كل فرد في المجتمع له رسالة يعمل من أجلها، والفنان دوره هو المساهمة في الترويح على الجمهور، وكذا رصد قضاياه وتقديمها، ضمن فقرات فنية تراعي حاجياته. كل فنان يجب أن تكون له رسالة، وأن مؤمن جدا برسالتي الفنية. ماذا عن مشاركتك في التظاهرات الفنية؟ سبق لي أن شاركت في المغرب، قبل مهرجان "روافد أزوان" بمدينة العيون، في مهرجان "صيفيات" بمدينة المحمدية، وأنا مستعد للمشاركة في أي مهرجان مغربي، إنشاء الله، هذه السنة سأكون حاضرا في مهرجانات مغربية كثيرة. كما أقيم بين الفينة والأخرى، سهرات فنية خاصة للقاء الجمهور المغربي، ولتقديم الجديد إليه. سبق لي أيضا أن شاركت في عدد من السهرات الفنية خارج المغرب، وهي مناسبة أيضا للقاء الجمهور في عدد من الدول. ماذا عن الفيديو كليب الأخير؟ الفيديو كليب الأخير لأغنية بعنوان "علاش يا قلبي"، وأخرجه الفنان جاد اشويري، وأعتبرها "جواز سفر" لولوجي عالم الفن في المغرب، ولقيت استحسانا من قبل الجمهور المغربي، كما قدمتها مجموعة من المحطات الإذاعية المغربية وقنوات تلفزيونية وطنية. هناك تحضير آخر لكليب جديد، إلى جانب فيديو كليب لأغنية "لبيك يا صحراء"، وأغنية أخرى باللهجة اللبنانية، فضلا عن أغنية سأخصصها للأعراس الصيفية بعنوان "ليلة العمر". ألا تفكر في ولوج عالم التمثيل على غرار عدد من الفنانين الآخرين؟ حاليا، لا أفكر في التمثيل، يمكن أن تكون هناك مشاركات، لكن ليس في الوقت الراهن. وبالنسبة للتنشيط التلفزيوني؟ لدي فكرة برنامج تلفزيوني، وأحس أنها يمكن أن تتحقق في المغرب، وهي موجهة إلى جمهور البراعم، من خلال برنامج للأطفال، يساهم في اكتشاف مواهبهم وهواياتهم، لأني أؤمن أن الأطفال هم مشعل الغد، وبالتالي يجب الاهتمام بهم. هناك من يصفك بأنك نجم الأعراس، ما رأيك في ذلك؟ أنا أعتبر أن الأعراس من بين الوسائل المساهمة في إدخال الفرحة على الأشخاص، وأنا سعيد بوصفي بالاختصاص في هذا المجال. أحرص على أن يكون العرس تقنيا على أعلى مستوى، وكذلك بحضور فني من مستوى عالي يراعي حاجيات الحاضرين إلى العرس. كما أتابع من خلال الشركة التي أسستها لهذا الغرض كل التفاصيل المتعلقة بأي عرس. تصنفك بعض المواقع الإلكترونية بأنك رقم "1" في إحياء أعراس المغرب، ما رأيك في هذا التصنيف؟ كل واحد منا يتطلع إلى الألقاب، التي هي بكل تأكيد وليدة حب الجمهور، وبقدر سعادتي بهذه العبارات، بقدر ما أنا أتحمل مسؤولية كبيرة بهذا الشأن، من أجل الحفاظ على المستوى نفسه، الذي شاهدني به الجمهور في الأول. الغناء في الأعراس له خصوصيات على غرار التظاهرات الأخرى. ألا تخاف أن يبقى اسمك لصيقا بالأعراس؟ بالعكس، هناك نجوم عرب كبار تعرف عليهم الجمهور في تظاهرات كبيرة، وفي الوقت نفسه هم نجوم الأعراس في بلدانهم