عشقت الغناء في سن صغير وأحبت الرياضة, التي اعتبرتها أوكسيجينا تستنشقه كل لحظة. رغم مشاكل الميدان الفني ظلت متشبثة بهذا المجال.حلمها أن تصبح فنانة تؤدي اللون الأصيل, دفعها لإنتاج ألبومها الأول "بويا لعزيز عليا" من مالها الخاص. إحساسها بوضع المرأة المغربية حمسها لتأسيس جمعية "رشاقة للثقافة والرياضة", لتظل المرأة تتمتع بجميع حقوقها الرياضية. إنها الفنانة المتألقة, صاحبة الصوت "الأسمهاني", كريمة العلوي, التي أطلت أخيرا على الجمهور في حفل خيري, وجعلت القاعة تهتز لصوتها القوي. في حوار ل"المغربية", تحدثت كريمة عن العشق والرغبة في الميدان الفني, وتمنت أن تستعيد الساحة الغنائية بريقها. ما هي آخر أعمالك؟ شاركت, أخيرا, في حفل خيري أحياه بالدارالبيضاء, عدد من الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 9 و11 سنة, وأطلقوا على مجموعتهم اسم Pe2)), وعاد ريعه للأطفال الانطوائيين. كان الحفل مبرمج خلال رمضان الماضي, لكن جرى تأجيله لأسباب تنظيمية. أحسست بفرحة كبيرة لمشاركتي في هذا الحفل الخيري والإنساني الرائع. أحب المساهمة في أي حفل متعلق بالطفل, وأعتبر مثل هذه المبادرات الإنسانية واجبا على كل فنان يتميز بحس فني وإنساني. حدثينا عن تجربتك الفنية؟ بدأت مساري الفني بشكل احترافي, منذ ثلاث سنوات, وأحضر ألبوما غنائيا يعد أول عمل لي في المجال الغنائي, ويضم خمس أغان مغربية, ويحمل عنوان "بويا لعزيز عليا", تعاملت فيه مع الملحن شكيب العاصمي, وكاتب الكلمات فؤاد الوافي. هل الألبوم من إنجازك الخاص؟ أكيد, لقد أنجزته من مالي الخاص, وإلا فلن يرى النور إطلاقا. كما حرصت على أن تكون أغاني الألبوم مغربية, لأنني لاحظت أن الأغنية المغربية أصبحت تأخذ اتجاها شبه محلي, وتحمل كلمات غير متناسقة, ما يجعلها حاليا تعرف غيابا ولا تحمل أي رسالة فنية. أصبحنا نحن لأغاني الرواد, الذين أسسوا الأغنية المغربية الأصيلة, التي ظلت راسخة في ذاكرة عشاق الفن المغربي الأصيل. واخترت عنوان الألبوم لأقدمه هدية لوالدي رحمه الله. كما أن الأب يعتبر العمود الفقري داخل كل أسرة. كيف جاء عشقك للغناء؟ نشأت في أسرة فنية ورياضية. كان والدي رجل مسرح ورئيس القسم الثقافي والاجتماعي بولاية الدارالبيضاء الكبرى, وكان يصطحبني معه في كل الأنشطة الثقافية والفنية, التي كانت تنظمها الكشفية الحسنية. كنت أغني الكلاسيكي, ما أثار آنذاك انتباه الحاضرين. شاركت أيضا في المناسبات المدرسية, إذ كنت أغني للراحلة اسمهان, وصباح فخري. عندما اكتشف والدي هذا الحس الفني, ساعدني على الالتحاق بالمعهد البلدي الموسيقي وسني لا يتجاوز الثالثة عشرة, ودرست الرقص الأوبريالي, والموشحات العربية. بعدها درست البيانو, وآلة القانون والعود لمدة سبع سنوات. لكن وجدت تركيزي أكثر على الغناء, إذ كان عشقي للغناء يفوق رغبتي في العزف. كيف كانت الانطلاقة الفنية؟ في البداية, تردد والدي تخوفا من هذا المجال الفني, لكنني أقنعته أن إيماني بأن الفن هو رسالة نبيلة, كما أن نضجي ساعدني على إقناعه بأن أكون مطربة مغربية تشرف حضور المرأة المغربية, وطنيا وعربيا. متى كان أول ظهور لك أمام الجمهور؟ كان أول ظهور لي سنة 1999, خلال مشاركتي في برنامج "نجوم الغد", كانت مشاركة متواضعة, رغم أنني أديت قطعة صعبة جدا. تقدم للمشاركة في البرنامج 200 متبار, جرى اختيار ستة أصوات فقط للمشاركة, وكنت ضمن هذه الأصوات. غنيت الكلاسيكي والمغربي. وحصلت على الرتبة الرابعة. ماذا بعد؟ شاركت في برنامج "الخالدات" على القناة الثانية السنة الماضية, كما حضرت ضيفة على برنامج "نغموتاي" في السنة نفسها. شاركت في عدة مهرجانات وطنية, وسهرات فنية, إلى جانب استضافتي في إذاعة "إف إم". ذكرت في بداية الحوار أنك شاركت في حفل خيري. هل تهتمين بالأعمال الخيرية؟ لا أتردد في تقديم خدمة للأطفال المعوزين. أحب المشاركة في الحفلات الخيرية, لأنني محبة لفعل الخير, كما أنني أعتبر صوتي أقل ما يمكن تقديمه للأطفال المحتاجين والمرضى. على الفنان ألا يتردد في إحياء مثل هذه الحفلات, والمشاركة في المناسبات الخيرية, لأن لها دورا إنسانيا, قبل أن يكون فنيا. ما هو اللون الغنائي الذي تأثرت به؟ أنا مولعة بالغناء الكلاسيكي وأعشق صوت الراحلة اسمهان, لكنني مغربية حتى النخاع, وأحب أن تظل الأغنية المغربية في الصدارة, وأن تسترجع مكانتها التي حافظت عليها خلال عقود. الأغنية المغربية كان لها حضور قوي في الساحة الوطنية والعربية, يجب على كل فنان غيور على بلده أن يحافظ على هذا اللون الأصيل. لست ضد الغناء باللهجة اللبنانية أو الشرقية أو الخليجية, لكن على أساس أن تظل الأغنية المغربية حاضرة في ذاكرة عشاق الطرب الأصيل. ماذا تمثل لك الجوائز؟ أعتبرها مفبركة ولا أعطيها قيمة. هناك من يستحقها ولا يحصل عليها. فمجال توزيع الجوائز تميزه المحسوبية. أهم جائزة بالنسبة لي, هي حب الجمهور, فهو يغنيني عن الجوائز. كيف ترين الساحة الغنائية المغربية؟ الأصوات كثيرة والدعم غائب. الساحة تفتقد دعما ماديا ومعنويا. بعض الأصوات المغربية تحير الشرق, وتحتضر في بلدها. بوابة الشرق مفتوحة أمام المواهب والحضور مشجع, والدعم حاضر, كل ما يحتاجه الفنان المبتدئ يجده في الشرق, حيث الآفاق والمستقبل الفني. ألا تفكرين في الهجرة إلى الشرق؟ عائقي الوحيد حاليا هو ابني, ذو الخمس سنوات, الذي لا يمكنني تركه وحده, كما أنني لا أستطيع أن أفارق بلدي. أرغب في الذهاب إلى الشرق لأضع بصمتي في دار الأوبرا. يمكنني الذهاب إلى الشرق من أجل الفن, على أساس أن يكون استقراري في المغرب. بعيدا عن الفن, من هي كريمة العلوي؟ أنا رياضية بالدرجة الأولى, ولو لم تكن أسرتي تخشى علي من الإصابات الرياضية, لكنت بطلة رياضية. التحقت بالجامعة الملكية للإيروبيك, وأعمل أستاذة دولية في هذه الرياضة. هل لديك اهتمامات أخرى؟ حبي للرياضة جعلني أؤسس جمعية "رشاقة للرياضة والثقافة", التي تهتم برشاقة المرأة, والتي تهتم بجميع الأنشطة الثقافية والفنية. تنظم الجمعية, أيضا, حفلات بمناسبة عيد الطفل والمرأة والأم والصحة. ورغم أنني لا أتلقى أي دعم أو مساعدة مادية, إلا أنني أحرص على أن تظل الجمعية مفتوحة على كل المناسبات, التي تخدم المرأة, طيلة السنة. كيف جاءتك فكرة الجمعية؟ لاحظت أن المرأة المغربية تفتقد المجال الذي يمكن أن تمارس فيه الرياضة, خصوصا في ظل الأمراض, التي انتشرت في الآونة الأخيرة, وتزايد مرضى السكري والكولسترول. أحسست أن المرأة في حاجة إلى فضاء متنفسا لها, تمارس فيه الرياضة, فخصصت ثمن خمسين درهما لربات البيوت, ومائة درهم للموظفات, حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من الاستفادة من الرياضة, التي أصبحت ضرورية في حياتنا اليومية, وبالتالي تصبح الرياضة من حق الجميع. تجمعين بين الفن والرياضة... أعشق الفن, والرياضة في دمي. يلقبونني داخل الأسرة, بكريمة موسيقى ورياضة, نسبة إلى برنامج إذاعي. كيف هي علاقتك بالمطبخ؟ أحب الوصفات المتوازنة والصحية, وأدخل المطبخ بحب, ويمكنني أن أحضر أكثر من شهيوة, على أساس ألا أهتم بباقي شؤون البيت. والتلفزيون؟ لست مدمنة مسلسلات, بل أشاهد البرامج الفنية والثقافية والسياسية. لمن تحبين الاستماع؟ أحب صوت غيثة بن عبد السلام وسميرة سعيد ونعيمة سميح. من هم الفنانون الذين تتابعين أعمالهم؟ أحب لطيفة أحرار وسعيدة باعدي ومحمد البسطاوي ومحمد نظيف وعبد الحق الزروالي. وماذا عن الأسفار؟ لو توفرت لي الظروف المادية لما تركت مكانا في العالم إلا وزرته. السفر اكتشاف ومغامرة, وتعرف على حضارات, ولقاء جمهور, وتفتح على ثقافات.