ذهب إلى باريس قاصدا دراسة الهندسة أو الطب، فدرس الإخراج وعاد لاحتراف الغناء، عرفه المشاهد بجرأته، التي يتفنن في التعبير عنها، اتهمه البعض ببث أغان تحتوي على " إيحاءات جنسية خادشة للحياء"، واتهمه البعض الآخر بإطلاق قناة فضائية عربية "إباحية" مفتوحة موجهة للمشاهد العربي، جاد شويري الذي أنكر الخبر بعد ما تعرض للتهديد بالقتل من أكثر من جهة، يتحدث عن الإشاعات في حياته وعن فنه وأفكاره الجريئة وجديده الفني ....التقيناه وكان لنا معه هذا الحوار: ما جديدك جاد شويري في الفترة المقبلة؟ أنا بصدد التحضير لألبومي الثاني الذي يحمل عنوان"عشها كدة"، وحاليا أصور الأغنية الرئيسية في الألبوم بطريقة الفيديو كليب، مع المخرج المصري مازن السعيد حيث أشاركه الإخراج، الأغنية جاءت بأسلوب جديد يجمع بين "الراب" و"الاوبرا"، ويتضمن الألبوم أيضا أغنية"غالي"، التي تعرض حاليا على القنوات العربية. أنا على صعيد الإخراج، انتهيت من كليب الفنانة الجزائرية فلة والفنانة قمر، وأحضر لتصوير وإخراج كليب جديد للفنانة ميشلين خليفة وإيوان. لماذا تقول دائما أن من حق المرأة أن تستخدم جسدها كسلعة وأن تتحرر من ملابسها؟ تحرير جسد المرأة دليل على التحضر والتحرر، أنا أعتبر أن رسم المرأة عارية فن راق، لأن المرأة بطبيعتها كائن جميل، وعليها أن تبرز جمالها، أنا أتقبل كل النقد، وأتحمل أيضا مسؤولية ما أخرجه من أغاني، فما تسمونه "إباحية" أسميه أنا "إحساس"، فأنا ادعوا إلى"حرية الجسد" التي ستؤدي إلى "حرية العقل"، وأكرر أنني لم أجبر أي من المطربات على شيء بل كان اختيارهن، فماريا وتينا أرادتا أن تصبحا هكذا وهذا هو مبدأي، فلماذا كل شئ يخص الجنس نسميه إباحية، فالمرأة حرة تختار ماذا تريد أن تكون، هكذا تربيت أنا. أنت متهم باستغلال جسد المطربات بالتعري، خلال الكليبات التي أخرجتها؟ إن ما قدمته في الكليبات تم بموافقة المطربات، بل وبرغبتهن، فكل واحدة منهن تعرف جيدا ماذا تريد، بدليل أنني تعاونت مع بعض المطربات، دون أن يكون بالكليب أي عري، أنا لم أجبر أي مطربة على تقديم كليبات مخلة، بل إن كل واحدة منهن تعرف جيدا ما تريد تقديمه. ما هي أكثر الانتقادات التي تعرضت لها؟ انتقدوني واتهموني بتشجيع الفنانات على التعري، وبالأعمال السيئة، لكنني واجهت كل هذه الانتقادات بمزيد من الجهد، واعتبرتها تحديا أكبر، حاولت تغيير آراء النقاد، وبالفعل نجحت في ذلك فمجموعة كبيرة منهم اليوم، بعدما حاربوني في بدايتي، يشجعونني ويدافعون عني. بعد الانتقادات التي طالتك، هل تنوي تغيير أسلوبك؟ أنا بدأت في التغيير، ومن يتابعني يلمس هذا الشيء، واليوم أصبحت أكبر وامتلك الخبرة، حتى أن أدائي تغير، وصوتي تطور مع مرور الوقت والتمرين، كما أني اختار مواضيع جديدة ومختلفة. وهل تفكر في تغيير أسلوبك في إخراج الفيديو كليب؟ كليب دينا حايك الذي أخرجته له أسلوب مختلف، وفي كليباتي الأخيرة أيضا حاولت تغيير أسلوبي وأفكاري، حتى لا تتعرض للنقد، كليب فلة الجزائرية عندما تشاهدونه ستجدون إحساسا عاليا ورقيا في الإخراج. يمكن القول بأن أسلوب الإخراج يختلف من فنانة إلى أخرى، فمثلا عندما تكون الفنانة مثيرة وصغيرة و"سكسي"، لابد من تغيير الأسلوب حسب طبيعة الفنانة وحسب الفكرة أيضا. لكنك لا زلت معرضا للنقد دائما؟ لأن الناس تعودوا على توجيه النقد لي مهما فعلت، رغم أنني مؤخرا قدمت أكثر من كليب عادي، لم يجد الناس في أي منها شيئا لينتقدوه، فحاولوا اختراع مادة للنقد. لأن من يهوى النقد، يبحث عن إشاعة لا أساس لها من الصحة، لمجرد الكلام ولو لم يجد ما ينتقده. مثل شائعة افتتاحك لمحطة إباحية؟ نعم مثل هذه إشاعة ولا أدري من أين أتت، وأعتبر أن إشاعة فتح قناة إباحية "قليلة أدب" أكبر إشاعة تعرضت لها، أضرت بكرامتي وتفكيري ونفسيتي وأزعجتني كثيرا، وأؤكد أن كل ما قيل مجرد كذبة كبيرة وكلام بلا طعم. كيف تحاول تطبيق ما درسته في الغرب على مجتمعنا الشرقي المحافظ؟ استفدت من خبرتي الدراسية في الخارج، وترجمت إعجابي بالغرب من خلال نظرة شرقية، وكانت النتيجة مزيجا من الحضارتين معا، أما أفضل ما تعلمته خلال دراستي في باريس هو احترام الغير، مهما كان لونه أو رأيه أو مستواه الاجتماعي. أنت فنان وفي نفس الوقت مخرج أين تجد نفسك أكثر؟ أنا مغن ومخرج في نفس الوقت، فأنا فنان لا أحب أن أحصر نفسي داخل إطار محدد، أي فكرة تخطر على بالي لابد أن أنفذها مهما كانت العواقب. هل شجعك أهلك على دخول مجال الفن؟ أنا من عائلة بها ثقافات كثيرة مثل الفرنسية والانجليزية، وتربيت علي الحرية وكانت اللغة العربية لغة ثانية بالنسبة لي، بدأت الفن وعمري 23 سنة، وفني "فن تقدمي" يحتاج إلى وقت ليستوعبه الناس .أهلي في البداية عارضوني نوعا ما، لأنهم كانوا يريدونني أن أدرس الهندسة وأن أكون مهندسا، لكن عشقي للفن والغناء جعلني أحطم آمالهم، غير أنهم اليوم يشجعونني ويفخرون بي. هل تعتقد أن وسامتك لعبت دورا كبيرا في تحقيق نجوميتك؟ أنا لن أنكر أن وسامتي لعبت دورا مهما في نجاحي، لكن رغم ذلك لا يمكن أن أقول إن الناس تحب صوتي فقط، لأنها أحبت جاد ككل صوتا وشكلا، وحتى أفكاري الجريئة والجديدة أوصلتني لقلوب الجمهور. هل يعني ذلك أن جمهورك من البنات فقط؟ لا طبعا، لدي شريحة كبيرة من المعجبين الشباب والأطفال، فجمهوري لا يقتصر على البنات فقط. هناك موجة جديدة من المفردات المستخدمة في الأغنيات التي تؤديها الفنانات. ما تعليقك كشاب منفتح فنيا؟ أمام كثرة الأسماء والأصوات والوجوه، كيف يمكن للفنانة أن تلفت النظر إليها إلا عبر اختيار أغنية غريبة في مفرداتها أو في لحنها، كأغنية "الواو" لهيفاء وهبي، وأغنية "العب" لماريا، ويكفي أغنية واحدة من هذا النوع حتى يصبح الاسم معروفا. هل أنت نادم على إخراجك لأغنية "العب" لماريا؟ لا لست نادما، الأغنية حققت نجاحا واسعا، ورغم أنها واجهت انتقادات كثيرة، إلا أنها لاقت استحسانا من شريحة كبيرة من الجماهير. سمعنا عن مشاركتك في بطولة فيلم مصري؟ نعم كنت مرشحا لبطولة فيلم مصري، لكنني انسحبت لانشغالي بألبومي الجديد، وبإخراج مجموعة كبيرة من الفيديو كليب لفنانين من لبنان ومصر، ولأنني أفضل أن أدخل مجال التمثيل بسيناريو جيد ومتميز. ما رأيك في الجمهور المغربي؟ جمهور رائع ذوقه عال جدا، زرت المغرب أربع مرات، وفي كل مرة يفاجئني الجمهور المغربي بكرمه وحفاوته وطيبة قلبه. هل تحب الأكل المغربي؟ أعشق الأكل المغربي، وخصوصا الكسكس والطاجين بكل أنواعه. ألا تفكر في الارتباط والزواج؟ حان الوقت للزواج وإنجاب طفل. هل هي من داخل الوسط الفني؟ لا، وهذا لا يعني أنني ضد الزواج من الوسط الفني، إلا أن من يدق لها القلب من خارج هذا الوسط. إن قررت دخول تجربة "الدويتو" مرة أخرى، من تختار من الفنانات؟ أفضل عمل دويتو غنائي مع الفنانة اللبنانية نيكول سابا، فأنا أحب لونها الغنائي واختياراتها، أو ميريام فارس، التي يعجبني أداءها للهجة الخليجية والغناء بها. لمن تتوجه بأغانيك؟ لجمهوري الذي يحبني ويقدر فني، أما من لا يعترف بي أو ينتقدني فيمكنه تغيير القناة التي أغني عليها، فأنا لا أجبر أحدا على مشاهدتي.