على إثر الحريق المهول الذي شب صباح أمس الخميس 8 مارس 2018 بمصحة الريف الخاصة بمدينة تطوان، والذي خلف خسائر مادية وإصابات متفاوتة الخطورة في صفوف 45 حالة من المرضى دون تسجيل أي حالة وفاة، تحركت جميع الأجهزية الأمنية والمحلية وفرق الإنقاذ لمحاولة إنقاذ المرضى، بما في ذلك أحد المواطنين الذين غامروا بحياتهم من أجل المساعدة في إنقاذ أرواح المرضى العالقين داخل المصحة.
هذا الحادث المهول لم يقتصر فقط على المعنيين بعملية الإنقاذ فحسب بل تدخل أحد المواطنين المسمى "مصطفى" لتقديم يد المساعدة، حسب الإشادة التي دونها دكتور قسم التخدير سعيد العباري بالمستشفى الجهوي سانية الرمل بتطوان على صفحته الرسمية فايسبوك قائلا " الرجل الذي دخل قسم الإنعاش يوم أمس على إثر الحريق الذي نشب بمصحة خاصة ، كان هو أخطر حالة من بين كل الضحايا، لم يكن مريضا بالمصحة ولا قريبا لمريض هناك، وإنما بعد مروره عبر طاكسي بالقرب من المصحة المحترقة ولاحظ تصاعد الدخان نزل وهرع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في أسمى تجليات الإنسانية والشهامة والمواطنة الحقة ".
وتابع العباري تدوينته بالقول " لم يتذكر الرجل شيئا سوى تواجده بقسم الإنعاش بأنبوب داخل فمه وسط ضجيج آلات وأفواه مكممة وبين غداة ورواح لأشخاص لا يعرفهم، ويتكلمون بمصطلحات لا يفقهها، هو ذلك الشهم الذي تعرض لتسمم خطير لأنه دخل وسط الحريق لإنقاذ المرضى ولم يفكر بالنجاة بجلده، تسمم لأنه بقي لوقت أطول داخل مكان محفوف بالخطر".