تعاني مجموعة من الدواوير التابعة للجماعة الترابية العليين بعمالة المضيقالفنيدق حالة من العزلة والتهميش جراء تدهور وضعية الشبكة الطرقية المؤدية لها، وتزداد معاناة الساكنة خلال فصل الشتاء وتأثير التساقطات المطرية ومخلفات السيول على وضعية هذه الطرق. وتشتكي الساكنة المحلية من “عزلة قاتلة” جراء غياب الحد الأدنى من المرافق والتجهيزات الأساسية، والطريق الرئيسية الوحيدة المؤدية إلى مقر الجماعة أصبحت بدورها في وضعية مزرية تشكل خطرا كبيرا على مرور السيارات والشاحنات بعد أن تحولت في أجزاء كثيرة منها إلى حفر ومستنقعات، مما يصعب على الساكنة بلوغ مساكنها وخاصة في دواوير “بوجميل” و “واد زرجون” و”فرسيوة”. وضعية شبكة الطرق المؤدية إلى مداشر الجماعة تدق ناقوس الخطر أمام المسؤولين وخاصة مجلس عمالة المضيقالفنيدق، باعتباره صاحب الاختصاص في التنمية القروية بالمنطقة، وتضعه أمام مسؤولية فك العزلة عن الساكنة القروية وتوفير الظروف الملائمة لعيش الساكنة، التي تتضاعف معاناتها مع قسوة البرد وموجة الأمطار التي تعرفها المنطقة في الأسابيع الماضية. وتنتقد الساكنة الوعود “الفارغة” التي تلقتها من المسؤولين المتعاقبين على تسيير دواليب الجماعة، الذين لم يستطيعوا تنفيذ ما وعدوا به في أوقات سابقة، كما أن الساكنة خاب أملها بعد تلقيها بداية السنة الماضية خبر إطلاق مجموعة من المشاريع التنموية الرامية إلى فك العزلة عن المنطقة، بحسب ما أعلنه العامل السابق على عمالة المضيقالفنيدق فيما سمي ببرنامج تنمية الأراضي السلالية بالجماعات القروية التابعة للعمالة، إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق وبقيت الساكنة تشكو عزلتها في انتظار مرور قطار التنمية من دواويرها. وتطالب ساكنة المنطقة بالتعجيل بخلق مركز صحي بدواوير “الكوف” و”بلوازن” وتقريب الخدمات الصحية من الأطفال والنساء الحوامل اللواتي يقطعن عشرات الكيلومترات للوصول إلى المستشفى الإقليمي للمضيق أو الفنيدق. كما أن المنطقة تفتقر للمراكز الاجتماعية الخاصة بالنساء والأطفال ووحدات التكوين المهني في الصناعة التقليدية التي تميز الساكنة المحلية. جدير بالذكر أن جماعة العليين تعاني خصاصا مهولا في الإمكانيات المالية مما يصعب برمجة مشاريع تهيئة جديدة بالمنطقة، وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا من مصالح عمالة المضيقالفنيدق للحد من معاناة الساكنة والتقليل من حدة التهميش الذي يطالها منذ عقود.