يعرف مدشري الكوف الفوقي والكوف السفلي التابعين للجماعة الترابية عليين، في الأيام الماضية حالة من المد والجزر والصراع بين الساكنة جراء الأشغال المرتبطة بتهيئة منابع المياه وشبكة توزيع الماء الصالح للشرب بهذه الجماعة القروية التابعة لعمالة المضيقالفنيدق. وخلق هذا الصراع موجة احتقان شديدة بين الساكنة أدت في كثير من الأحيان إلى توقيف الشركة المنجزة للمشروع لأشغالها خوفا من تأجج الاحتجاجات.
وتزعم ساكنة الكوف الفوقي بأن نقل المياه من المنابع المسماة "الصخرة" عبر الخراطيم الى مناطق الكوف السفلي وخاصة "لوطا" و "حفاري التربة" سيمنع عنها هذه المياه وسيساهم في نقص منسوبها عنهم وخاصة خلال فصل الصيف، مما سيهدد الساكنة ب "العطش". فيما ساكنة الكوف السفلي تشتكي من قلة مواردها المائية بعدما ارتفعت نسبة الساكنة بهذه المنطقة في السنوات الماضية. واستبشرت ساكنة الكوف السفلي خيرا بهذا المشروع المنجز من طرف وكالة انعاش وتنمية أقاليم الشمال وبدعم من مديرية الشؤون القروية بوزارة الداخلية، خصوصا وأنها تعاني من شح كبير في المياه، باستثناء انتشار بعض الأبار التي لاتكتفي لسد خصاص الساكنة من هذه المادة الحيوية. أضف الى ذلك قلة التساقطات المطرية في السنوات الماضية عن شمال المملكة فاقم معاناة المواطنين بهذا المدشر. مصدر من ساكنة المنطقة أكد ل "بريس تطوان" أن الصراع حول الماء ليس جديدا، بل يطفو على السطح بمجرد ضعف التساقطات المطرية وفي الخلاف على استعماله في سقي الضيعات الفلاحية. ويضيف المصدر أن الخلافات الشخصية والعائلية بين ساكنة المدشرين والصراع على أراضي الجموع يؤجج الخلافات حول منابع المياه بالمنطقة.
هذا وتقوم السلطات المحلية والاقليمية في الأونة الأخيرة بسلسلة اجتماعات وزيارات ميدانية مع الساكنة لرأب الصدع بينها والبحث عن حلول مرضية للطرفين. وكان رئيس مجلس عمالة المضيقالفنيدق قد عقد مؤخرا اجتماعا ضم تمثيلية من أعيان المنطقة لاقناعهم بأهمية هذا المشروع، وعدم تأثيره على السير العادي لاستهلاك كل ساكنة الدواوير بالماء الصالح للشرب. فهل ستنجح السلطات الاقليمية في ايجاد التوافق بين الساكنة حول هذا المشروع أم أن الأمر ينذر بعواقب وخيمة؟