تزخر المداشر التابعة للجماعة الترابية العليين بعمالة المضيقالفنيدق بالعديد من المؤهلات الطبيعية والإيكولوجية المهمة والتي بإمكانها أن تشكل رصيدا سياحيا لاستقطاب أعداد مهمة من السياح المغاربة والأجانب. وتتوفر مداشر “الكوف” و”البين” التابعين لهذه الجماعة على مساحات غابوية شاسعة ورصيد إيكولوجي وجب تثمينه والترويج له جهويا ووطنيا، كما تضم المنطقة مجموعة من الشلالات والفرشات المائية الجوفية وسواقي تغري الزائر ومحبي السياحة الجبلية. كما تتوفر المنطقة أيضا على منتوجات مجالية تعتمدها الساكنة المحلية كمصدر للرزق تتجلى في الخضر والفواكه الطبيعية وما تنتجه من حليب وألبان من التربية الطبيعية للماشية. كما أن رحابة ساكنة هذه المناطق وكرم الضيافة والاستقبال يجعلان منها مصدر جذب وجب استغلاله لتوسيع الزمن السياحي بمنطقة المضيقالفنيدق. ورغم أن هذه المنطقة تتوفر على كل هذه الإمكانيات، إلا أن عزلة كبيرة تعيق تحقيق تنمية سياحية بالمنطقة وتخرج ساكنتها من الركود الذي تعيشه. فهذه المنطقة لا تتوفر على الحد الأدنى من شبكة الطرق، فالراغب في دخول دوار “الكوف” عليه أن يقطع طريقا ثانويا متربا وغير لائق، أضف إلى ذلك غياب مركز صحي بالمنطقة وضعف تغطية شبكة الانترنيت والهاتف يمنع العديد من هواة السياحة الجبلية من ولوج هذه المنطقة الساحرة. وتتساءل الساكنة عن سر عدم التركيز على تنمية هذه المنطقة رغم قربها من ساحل المضيقالفنيدق الذي شهد تحولات هيكلية في بنياتها التحتية في السنوات الماضية، ورغم العديد من الوعود التي تطلقها المجالس المتعاقبة على تسيير دواليب هذه الجماعة بخصوص إقامة مشاريع تنموية بهذه الدواوير وفك عزلتها إلا أن قطار التنمية يخلف موعده عن هذه الوجهة الطبيعية الأخاذة.