أكد المشاركون في الندوة المنظمة مساء أمس الخميس 30 ماي 2019 بمدينة المضيق حول موضوع “المناطق الجبلية لعمالة المضيقالفنيدق بين تنوع الموارد وأفاق التنمية”، على الأهمية الكبيرة للرصيد البيئي والإيكولوجي الذي تتوفر عليه الجماعات الترابية التابعة لعمالة المضيقالفنيدق، مشيرين إلى ضرورة تثمين الإمكانيات الطبيعية المتميزة للمنطقة وجعلها رافعة لتحقيق التنمية المحلية. وأشار عبد السلام بوغابة أستاذ شعبة الجغرافيا بكلية الأداب والعلوم الإنسانية في معرض مداخلته بهذه الندوة، التي نظمتها جمعية أصدقاء السياحة بالمضيق، إلى الزخم الكبير للمشاريع السياحية المشيدة على طول الشريط الساحلي للعمالة في السنوات الأخيرة، مبرزا التحولات التي شهدتها هذه المنطقة في مجال البنيات التحتية الخاصة بالسياحة من فنادق مصنفة وشبكة طرق وتحسين الوجهات الشاطئية، لكن المتحدث أبرز أن هذه الدينامية لم تعط أكلها ولم تنعكس على تحسين المحيط السوسيومهني للمواطنين بالمنطقة. وأرجع بوغابة الأسباب إلى عدم الاهتمام بالعنصر البشري بالمنطقة والبحث عن السبل الكفيلة بتحسين دخله وإدماجه المهني وخاصة في صفوف فئة الشباب. وشدد الأستاذ المتخصص في شعبة الجغرافيا على الدور الكبير المنوط بجمعيات المجتمع المدني للمساهمة في تكوين الشباب وتعريفهم بالموارد التي تتوفر عليها المنطقة بهدف التفكير في الاستثمار في المجال السياحي، مما سينعكس إيجابا على التنمية المحلية مستقبلا، يضيف المتحدث.
في سياق متصل، قدم محمد كرمون، وهو مستثمر شاب في السياحة الجبلية بجماعة العليين التابعة لعمالة المضيقالفنيدق، تجربته الفتية في الاستثمار بقطاع السياحة، معددا مجموعة من الصعوبات التي تواجهه في تطوير مقاولته وخاصة في الجانب المتعلق بالتواصل والترويج للمنطقة على الصعيد الوطني والدولي. وشدد المقاول الشاب على أهمية التشبيك بين الفاعلين الشباب في القطاع السياحي بالمنطقة ودور وكالات الأسفار في الترويج واستقطاب السياح المغاربة والأجانب.
في السياق ذاته، أبرزت رقية العلوي رئيسة المجلس الجهوي للسياحة لجهة طنجةتطوانالحسيمة الإمكانيات الطبيعية المهمة التي تزخر بها الجماعات التابعة للعمالة، داعية إلى ضرورة التنسيق المشترك بين كافة الفاعلين للتغلب على المعيقات التي تواجه المنطقة وخاصة في استقطاب السياح الأجانب. كما أكدت المتحدثة أن الموسمية التي تطبع قطاع السياحة يعيق تطوير هذا القطاع، داعية إلى الاهتمام بالسياحة الجبلية والإيكولوجية في المجال الترابي الجبلي بالعمالة بهدف توسيع الزمن السياحي بالمنطقة وعدم الاقتصار على السياحة الشاطئية.
وشددت المتحدثة على أهمية الاهتمام بالموروث الثقافي والمجالي للمنطقة، وإعمال مقاربة جديدة للتنسيق بين مكونات المجتمع المدني والإعلام للترويج وتقديم صورة تثير المهتمين بالسياحة عبر العالم.
جدير بالذكر أن هذه الندوة عرفت تقديم مجموعة من المداخلات المتعلقة بموضوع السياحة الجبلية والإمكانيات الطبيعية والبيئية التي تتوفر عليها عمالة المضيقالفنيدق. كما سجل مجموعة من الحاضرين غياب مندوب وزارة السياحة بتطوان عن أشغال هذه الندوة التي أستدعي لها لتقديم أدوار الوزارة في تنمية السياحة على الصعيد المحلي والجهوي.