يتعرض الوسط الطبيعي الذي نعيش فيه لخطر التلوث بمختلف أنواعه، الذي يهدد سلامة البيئة وحياة الإنسان، ويؤدي إلى اختلال التوازن البيئي الناجم عن مخلفات عمليات التصنيع والنفايات المترتبة على استعمال الآلات والمواد الخام والطاقة. إن للتصنيع والتكنولوجيا الحديثة آثاراً سيئة في البيئة، فانطلاق الأبخرة والغازات وإلقاء النفايات أدى إلى اضطراب السلاسل الغذائية، وانعكس ذلك على الإنسان الذي أفسدت الصناعة بيئته وجعلتها في بعض الأحيان غير ملائمة لحياته ولمشروع طنجة الكبرى حسنات راعى فيه البيئة لكن سيئاته اكبر، ولقد رصدت ميزانية ضخمة لتكون -طنجة الكبرى- تتسم بمواصفات "عالمية" وتتوافق و الاتفاقيات الدولية التي وقع عليها المغرب والتي تربو عن الستين[1] الا انه كما حال جل ما يحدث في المغرب عند التطبيق الأجرأة يرفع شعار "كور وعطي نلعور". طنجة الكبرى..و شعار "طنجة الخضراء" فيما يخص الحدائق والمناطق الخضراء تتوفر مدينة البوغاز على ما يزيد عن 34 حديقة والعدد مرشح للارتفاع في إطار مشروع طنجة الكبرى التي شعارها الأسمى " الهدف الأساس من وراء هذا المشروع، هو تعزيز مختلف المبادرات التي أطلقها جلالة الملك، حفظه الله، على مستوى مدينة طنجة، في دعم المكانة السياحية والثقافية لمدينة البوغاز على الصعيد العالمي، وذلك في احترام تام للمعطى البيئي. وتؤكد الجماعة الحضارية بأنها ما فتئت تعمل وفق إستراتيجية محكمة تهدف من خلالها خلق فضاءات طبيعية للتنفيس عن المواطنين، وكذا إغناء المساحات الخضراء الطبيعية التي تزخر بها المدينة ومحيطها. كما سجل مرصد حماية البيئة و المآثر التاريخية بطنجة و بإيجابية عمليات تجديد بعض الغابات في مشروع طنجة الكبرى و ارتفاع المساحات الخضراء بنسبة 10 في المائة. وكما ان أطلاق الملك محمد السادس، بتاريخ 27 مارس 2014، مشروع تأهيل المنتزه الطبيعي "بيرديكاريس"، الذي يروم الحفاظ على الموروث الثقافي والسياحي والايكولوجي بمدينة البوغاز، و هو ما من شأنه أن، يغني الموروث الايكولوجي بالمنطقة كما سيسهم في تعزيز جاذبية السياح بمدينة البوغاز وتدعيم ديناميتها التنموية. طنجة الكبرى..الحقيقية المرة (طنجة الجرداء) بسبب مشروع طنجة الكبرى وغيره من الأسباب... وكما هو حال جل المدن المغربية فالبيئة آخر ما يلتفت إليه، والأمر طبيعي لأنه لا يلتفت حتى لمن صار قادرا على التحكم في تلك البيئة فبالأحرى الالتفات اليها هي. لقد عرض مرصد حماية البيئة و المآثر التاريخية بطنجة مساء الجمعة 5 يونيو تقريره السنوي برسم سنة 2014 خلال ندوة صحفية بإحدى المؤسسات الفندقية للمدينة التهديد الكبير للوحدة المجالية و طغيان الاسمنت و التوسع العمراني الجائر و المهول، و دعا لضرورة مراعاة تصميم التهيئة المرتقب للمساحات الغابوية الحضرية و تصنيفها كمنتزهات طبيعية. كما ان المنتزه الذي سبقت الإشارة إليه مساحته صغيرة جدا مقارنة مع الحجم الديموغرافي لطنجة وحجم غابة الرميلات الحقيقي، فالمنتزه يكتظ بسرعة وبقية الغابة من جانبيه مسيجة والسؤال لمادا ولمن؟ تجدر الإشارة إلى أنها غابة طبيعية وفي موقع ممتاز عزً نظيره تشرف على البحر وعلى مقربة من المدينة عريقة... مطرح مغوغة..الكارثة البيئية أصبحت منطقة "امغوغة" منطقة تصعب الحياة بها لما وصلت اليه من كمية الأدخنة والروائح الكريهة المنبعثة من المطرح العمومي الحالي، فلم تعد هذه الأضرار منحصرة فقط في الأحياء المحيطة بالمطرح، بل استفحلت وانتشرت لتصل إلى أغلب أحياء المدينة، بسبب كم النفايات التي تفرغ به لما تعرفه المدينة من توسع عمراني مما جعل مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، يدعو إلى ضرورة التعجيل بإغلاق المطرح العمومي المتواجد بمنطقة "امغوغة" وفتح مطرح جديد وفق معايير السلامة وحماية البيئة طبقا للتشريعات الوطنية والدولية ذات الصلة. وذلك ما كان؛ فقد بدأت الجماعة الحضرية لمدينة طنجة، بإنشاء مطرح جديد بمدشر "سكدلة" الواقع بين جماعتي حجر النحل والمنزلة (10 كيلومتر من طنجة)، وفق الضوابط البيئية المعمول بها على الصعيد الدولي. وهنا الكارثة بكل المقاييس إذ إن هذا المطرح يقع بجانب أكبر محمية في اقليمطنجة(محمية تهدارت) هذه الأخيرة تعتبر متنفسا رئيسيا لمدينة طنجة وتعتبر من المناطق الرطبة عالميا بها تنوع ايكولوجي طبيعي متميز ، مآثر تاريخية حمامات الرومان وصومعة حجرة النحل ، وتمتاز بطبيعة خلابة ،الجبال والوديان والمروج والغابات، وذات أهمية بيئية سياحية كبيرة، وغنية بالفرشة المائية كما يوجد بها تراث ذو قيمة عالمية، وهي موطن للطيور ومعبر دائم للطيور المهاجرة، وتوجد بها طيور نادرة مهددة بالانقراض مثل طائر الحبارة الملتحية وغيرها. فهذا الغنى ستغزوه الأزبال ويتحول إلى مطرح نفايات بكل برودة دم. و رغم انتفاضات سكان المنطقة والجمعيات المدنية المهتمة بالبيئة وكذا القانون الذي ينص في المادة 50 على انه لا يمكن الترخيص بإقامة المطارح المراقبة بجوار المناطق الحساسة والمناطق المحظورة والمحمية ومنصوص عليها في القانون رقم 10-95 المتعلق بالماء والنصوص المتخذة لتطبيقه. كما لا يمكن الترخيص بإقامة هذه المطارح بجوار المنتزهات الوطنية والمجالات المحمية والمناطق ذات المنفعة السياحية والمواقع ذات المنفعة البيولوجية والإيكولوجية والمناطق الرطبة والغابوية والمدارات المسقية والمناطق البورية ذات الطاقة الإنتاجية الزراعية المرتفعة وكذا خارج المواقع المعينة في المخططات" إلا انه تم تجاهل كل هذا والمطرح قيد الإنشاء لأن مسؤولي طنجة لم يحترموه لأن هدفهم هو التخلص من مشكل مغوغة باي طريقة كانت. لم يتم الالتفات اليهم حتى والمطرح قيد الانشاء ليبقى السؤال مطروحا متى سيصبح المغرب بلدا "قاد فومو قد الدراعو" حتى ما نطق أي مسوؤل بأي استراتجية عمل تكون واقعا مُعَاشاً وليست حبرا على ورق. إعداد: محمد شقور/ بريس تطوان المصادر: http://www.tanger.ma/ الجماعة الحضرية للطنجة المرصد الجهوي للبيئة ولاية طنجة (قسم البيئة وتدبير الأخطار) الأشغال العمومية [1] http://www.maroc.ma/ar/content/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D9%80%D8%A9