سجل مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، استياءه الكبير من تدخل السلطة المحلية بمنطقة غابة الفرنساوي للضغط على الساكنة وجمعيات الحي لثنيهم على المطالبة بحقوقهم البيئية، مما يشكل ممارسة مدانة دستوريا وقانونيا وبيئيا وتدلل على أن هناك بعض الموظفين الذين لم يستوعبوا بعد الخيارات الاستراتيجية للبلاد، حسب التقرير السنوي حول الحالة البيئية والتاريخية بطنجة . وعبر المرصد على استنكاره في نفس التقرير بمحاولة إجهاز المندوبية الجهوية للصحة على ما تبقى من هذه الغابة من خلال تسييجها وضم مساحة مهمة إلى مجال المستشفى الإقليمي، حارمة بذلك الساكنة من المتنفس الوحيد والصغير بالمنطقة. واستنكر مرصد حماية البيئة بطنجة، في ذات التقرير التحرش البغيض الذي تعاني منه غابة دونابو، مؤكدا على موقفه الثابت بهذا الخصوص، حيث خرج آنذاك ببيان تنديدي بعملية قطع أشجار هناك. وفي سياق آخر، أشار تقرير المرصد السنوي لعملية تشجير بالنخيل التي تشرف عليها ولاية طنجة من خلال غرس أشجار لا تناسب مناخ المدينة المتوسطي ومواردها المائية، مشددا إلى أن النخيل لا ينتمي إلى البيئة الأصلية للمدينة ولا يلائم مناخها، ويساهم في فقدان المدينة الطابع الجمالي الأصلي، وكذا يؤثر على الحياة الطبيعية للطيور والكائنات الحية، ناهيك عن بعد الحكامة والشفافية الذي يظل غامضا في برنامج غرس النخيل، حسب التقرير السنوي للمرصد. وأوصى المرصد، بإنجاز دراسة بمثابة ميثاق الشجرة من أجل تحديد الأصناف النباتية والأشجار الملائمة للمدينة، والتوجه نحو غرس الأشجار الملائمة محليا نظرا لخلاصياتها الجمالية والإيكولوجية. وبخصوص الوضعية الحالية للتراث بطنجة، سجل المرصد كل المجهودات المحمودة التي تقوم بها وكالة تهييئ ميناء طنجة على مستوى أسوار المدينة القديمة، وكذا تسجيلها لاقتراب تأهيل قصر بيير ديكاريس رغم تحفظ المرصد على طريقة ترميمه، بالمقابل حذر المرصد باستمرار التردي كسمة مميزة لأغلب المواقع الأثرية بالمدينة. وجدد المرصد دعوته لضرورة إتمام عملية التحديد الغابوي ونزع ملكية المناطق الغابوية بالرميلات، وتحفيظها لصالح المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والعمل على تهيئة غابات حضرية بالمدينة كمنتزهات وفضاءات ترفيهية وسياحية لتخفيف الضغط على منتزه برديكاريس بالرميلات. أما بخصوص توسيع المساحات الخضراء بطنجة، فقد سجل المرصد ملاحظات مهمة حول استعمال مياه الشرب في سقي المناطق الخضراء، واستعمال نباتات غير مناسبة لطبيعة المدينة. وأكد المرصد على ضرورة مضاعفة طاقة المدينة فيما يتعلق بمعالجة وتثمين المياه العادمة والتحسيس بالمخاطر التي تهدد الإمكانات المائية للمدينة، موصيا بالعمل على إعداد دراسة حول إعادة استخدام مياه الصرف الصحي بعد معالجتها لسقي المساحات الخضراء واعتماد أنظمة إعادة تدوير المياه في القطاع الصناعي لعقلنة وترشيد استهلاك المياه. وعلى مستوى النظافة بمدينة البوغاز، فقد نبه المرصد لعدم كفاية الصناديق وتأخر مرور الشاحنات، مما يؤدي إلى تراكم الأزبال في بعض المناطق، وعدم تنظيف بعض أماكن صناديق جمع النفايات بشكل منتظم، وكذا عذم إنشاء مراكز التحويل المبرمجة في دفتر التحملات. وتطرق تقرير المرصد لمبادرات الساكنة في تزيين الأحياء، مؤكدا على سؤال تعميم وتثمين واستدامة هذه المبادرات، مما يطرح في نفس الوقت دعم هذه التجربة دون المساس بجوهرها التطوعي والعفوي والإبداعي. وقال ربيع الخمليشي، رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، أنه التقرير السنوي للمرصد الذي يبتغي من خلاله المرصد للتنبيه للتجاوزات المتعلقة بالبيئة والمآثر التاريخية بمدينة طنجة، مشيرا إلى الإشكال الحقيقي الذي تعاني منه طنجة والمتعلق بناء نموذج للحكامة الجيدة. فيما أكد البشير العبدلاوي، عمدة طنجة، على أن الانتقادات التي أتى بها التقرير السنوي للمرصد هو إرث تاريخي وطويل جدا، يحتاج لسنوات من المحاولة والعمل من أجل تداركه، مشيرا إلى أن جماعة طنجة الان في مرحلة المجاملة وفي طريقها لمرحلة المحاولة.