لم يجد الطفل بلال ذو الخمس عشر سنة من طريقة يبث بها شكواه إلا ورقة يروي فيها معاناة سكان قريته الواقعة بمقربة من مقلع الحجارة في جبال جماعة الزينات اقليمتطوان، حيث يحكي معاناتهم المتواصلة ليل نهار دون توقف بسبب ما يخلفه هذا المقلع من أخطار على صحة المواطنين ناهيك عن المواشي التي انقرضت بسبب الغبار الكثيف المسبب لامراض معدية وكذا النبات والاراضي الفلاحية التي هي مصدر الرزق الوحيد للساكنة إذ يقضي عليها غبار الجبال لحظة تفجيرها قبل ان تنبت على الارض. نداء الطفل يحكي عن حالة التمدرس بالدوار قائلا: " يعاني الاطفال من عدم الدراسة فلا يسجل الطفل في المدرسة إلا إذا بلغ تسعة او ثمانية سنة، وهذا بسبب عدم قرب المدرسة التي تبعد المدرسة عن هذا الدوار تقريبا 3 كلم وعدم وجود طريق للتمدرس في الشتاء يجدون صعوبة في التمدرس ". الطفل بلال يذكر في ندائه الاضرار الخطيرة التي لحقت بالدوار واهله فالبيوت تعاني أغلبها من شقوق تجعلها آيلة للسقوط في أية لحظة فوق رؤوس سكانها، أما الأطفال والحوامل وكبار السن فيسكنهم الرعب المتواصل من جراء أصوات التفجيرات التي تطلقها 24/24 ساعة الشركة المسؤولة عن المقلع ، فقد سبق وأن فقدت امرأة حامل جنينها بسبب ذوي أحد التفجيرات التي تتم بالمقلع. وينهي الطفل بلال حديثه ب " البيت الذي نسكن فيه يقطر علينا في الشتاء وهذا البيت سيتهدم علينا ، اللهم هذا منكر ".