بطريقة مؤثرة تصدت طفلة شجاعة من إحدى قرى شمال المغرب، وتوجهت برسالة لرئيس الحكومة المغربية، بسطت من خلالها مشاكل دوارها، نيابة عن الساكنة وعن المنتخبين أنفسهم. وبطريقة سلسة تحدثت هاجر وهذا اسم الطفلة عن مشاكل بل وتهديدات يومية بلسان طفلة بريئة. الطفلة قدمت نفسها "أنا طفلة من قرية تغرامت بجماعة تغرامت، بإقليم فحص أنجرة بشمال المغرب، واسمي هاجر الدبدي قريشي، وأنا من ذوي الإحتياجات الخاصة وأعطاني الله الجنة إن شاء الله"، لتمُرّ مباشرة لطرح معاناتها ومعاناة الساكنة: "أردت أن أحكي لك قصة قريتنا التي عانت وما تزال تعاني من مشاكل مع المقالع المتواجدة بالقرية حيث أنها بالقرب من منازلنا، وتتسبب في انتشار الغبار في كل مكان وتصدع منازلنا بسبب المتفجرات، أما شاحناتها، فتملأ الطريق في كل وقت فنحن في خطر داخل بيوتنا وخارجها. ذهابنا إلى المدرسة يشكل خطرا علينا، حيث أن أختي خديجة الشهيدة قتلت عن طريق شاحنة حيث أنها انقلبت عليها في ساحة المدرسة وهي في الصف الثاني وعمرها ست سنوات ونصف رحمها الله. نعيش في وضع صعب يملأه الخوف، أما الغبار فأغلبية الساكنة يعانون من حساسية العين والجلد، وأنا منهم، وكل هذا يتسبب في تراجع تحصيلنا الدراسي. لسنا ضدهم كل ما نطلبه هو المحافظة على حقوقنا كبشر، والمحافظة على بيئتنا التي لم تعد قادرة على الصمود أكثر، فقد استنزفوا المياه الجوفية وأهلكوا الحرث والنسل والغابة بسبب الغبار كل شيء يموت والحيوانات تكاد تنقرض من القرية مع أنها مصدر عيش أغلبية الساكنة. أصبحنا في أغلبية الوقت نغضب ونعاني من كل هذا وأكثر، حيث أن أمهاتنا لا يجدن أين ينشرنا الغسيل بسبب الغبار لا نرتاح ويهدأ بالنا إلا في فصل الشتاء حين ينزل المطر من السماء الذي تفرح به الأرض فيغسل الغبار ويحيي الأرض من جديد... لتختم الصغيرة هاجر وبكل أدب بعيدا عن البروتوكول المصطنع: "سامحني لأني أطلت الحديث عليك وأنا أعلم مدى انشغالاتك، لا أعلم لماذا أردت أن أحكي لك؟ لكن كل ما أتمناه أن يصلح الله حال قريتنا لأنني أحبك كثيرا وأن نتمكن من العيش الكريم فيها بكل حقوقنا وأن يرفع الله عنا ظلمهم لنا ولأرضنا نحن لا نطالبهم بشيء سوى احترام قانون العمل بالمقالع والمحافظة على حقوقنا وحقوق بيئتنا... لتختم بأدبها العفوي البعيد عن كل بروتوكول مصطنع في مواجهة رئيس الحكومة: "سامحني على أغلاطي في الكتابة وفي كل شيء لأني ما زلت أتعلم"، دون أن تنسى "أتمنى أن تقرأ رسالتي وأن تصلك، وسامحني على إطالة الحديث عليك، لكن لم أتحدث عن كل شيء لأن المشاكل كثيرة..." وصدقت هاجر فالمشاكل كثيرة.