بعدما اشتد الخناق على قريتها النائية، وبعدما ناقض نواب الأمة عهدهم لسكانها، اختارت طفلة صغيرة من قرية بعيدة تحمل اسم "تغرامت" بإقليم فحص أنجرة بشمال المغرب، الدفاع عن قريتها بطريقتها الخاصة، حيث وجهت رسالة "مؤثرة" إلى رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، طالبة إصلاح حال القرية. وقالت الطفلة، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، في الرسالة التي يتوفر اليوم 24 على نسخة منها، "اسمي هاجر الدبدي فريشي وأنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وأعطاني الله الجنة إن شاء الله"، مضيفة بكلمات بسيطة تخفي بين ثناياها براءة الطفولة "أردت أن أحكي لك قصة قريتنا التي عانت وما تزال تعاني من مشاكل مع المقالع المتواجدة بالقرية حيث أنها بالقرب من منازلنا، وتتسبب في انتشار الغبار في كل مكان وتصدع منازلنا بسبب المتفجرات"، أما شاحناتها، تضيف" فتملأ الطريق في كل وقت فنحن في خطر داخل بيوتنا وخارجها". الطفلة الصغيرة نقلت إلى رئيس الحكومة هممها وهم رفاقها في القرية الذين عجزوا عن الوصول إلى مقاعد الدراسة، قائلة "ذهابنا إلى المدرسة يشكل خطرا علينا، حيث أن أختي خديجة الشهيدة قتلت عن طريق شاحنة حيث أنها انقلبت عليها في ساحة المدرسة وهي في الصف الثاني وعمرها ست سنوات ونصف رحمها الله". وزادت "نعيش في وضع صعب يملأه الخوف، أما الغبار فأغلبية الساكنة يعانون من حساسية العين والجلد، وأنا منهم، وكل هذا يتسبب في تراجع تحصيلنا الدراسي". وعلى الرغم من المعاناة التي تعيشها الساكنة بسبب هذه الشاحنات، إلا أن الطفلة نبهت رئيس الحكومة إلى أن هدفها ليس إلحاق أطى بأحد، قائلة "لسنا ضدهم كل ما نطلبه هو المحافظة على حقوقنا كبشر، والمحافظة على بيئتنا التي لم تعد قادرة على الصمود أكثر، فقد استنزفوا المياه الجوفية وأهلكوا الحرث والنسل والغابة.. بسبب الغبار كل شيء يموت والحيوانات تكاد تنقرض من القرية مع أنها مصدر عيش أغلبية الساكنة". وواصلت ببراءة "أصبحنا في أغلبية الوقت نغضب ونعاني من كل هذا وأكثر، حيث أن أمهاتنا لا يجدن أين ينشرنا الغسيل بسبب الغبار لا نرتاح ويهدأ بالنا إلا في فصل الشتاء حين ينزل المطر من السماء الذي تفرح به الأرض فيغسل الغبار ويحي الأرض من جديد". وخلصت "سامحني لأني أطلت الحديث عليك وأنا أعلم مدى انشغالاتك، لا أعلم لماذا أردت أن أحكي لك؟ لكن كل ما أتمناه أن يصلح الله حال قريتنا لأنني أحبك كثيرا وأن نتمكن من العيش الكريم فيها بكل حقوقنا وأن يرفع الله عنا ظلمهم لنا ولأرضنا نحن لا نطالبهم بشيء سوى احترام قانون العمل بالمقالع والمحافظة على حقوقنا وحقوق بيئتنا"، مردفة "سامحني على أغلاطي في الكتابة وفي كل شيء لأني ما زلت أتعلمط". نص الرسالة: