لقاء بأديس أبابا بين رئيس حكومة جنوب السودان وزعيم الجبهة الصباح : عقد محمد عبد العزيز، زعيم جبهة "بوليساريو"، الاثنين الماضي، اجتماعا مع سيلفا كير، رئيس حكومة جنوب السودان، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي. وعلم من مصدر مطلع، أن اللقاء تم بترتيب من رئيس مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي، الجزائري رمضان لعمامرة، مشيرة إلى أن الجزائر تحركت بقوة على هامش الأسبوع الذي نظم فيه استفتاء تقرير مصير جنوب السودان، من أجل إنزال قوي لمسؤولين داخل الجبهة في اللجنة الإفريقية التي شاركت في مراقبة عملية الاستفتاء الذي انتهى بتقسيم السودان. وأفاد المصدر نفسه أن مسؤولا آخر لدى جبهة "بوليساريو"، يدعى "البشير الصغير"، شارك ضمن وفد الاتحاد الإفريقي الذي توجه إلى السودان، مضيفا أن اقتراح اسم المسؤول في الجبهة، فرضته الجزائر، وذلك في إطار التقريب بين المسؤولين الجدد لجنوب السودان وقيادة بوليساريو، بغرض ضمان دعم حكومة سيلفا كير للانفصاليين، مشيرة إلى أن الأمر الذي خططت له الجزائر داخل الاتحاد الإفريقي تحقق بالفعل، حين اجتمع على هامش الدورة 16 للاتحاد، رئيس جبهة بوليساريو، محمد عبد العزيز، مع رئيس حكومة جنوب السودان، وانتهى بإعلان الأخير دعم الأطروحة الانفصالية للجبهة. وفي المقابل ذكرت مصادر مطلعة أن المغرب تحرك على خلفية انفصال السودان، من أجل البحث عن موقع قدم في السودان الجديد، سيما أن المخابرات الجزائرية سعت جاهدة إلى ربط علاقات بين المسؤولين في حكومة جنوب السودان وقياديين من بوليساريو، من أجل ضمان موقع للجبهة داخل الخريطة العربية التي ظلت ترفض بلدانها توجهات الانفصال داخل الوطن العربي. ويلاحظ أن التحرك المغربي لإيجاد موطئ قدم في الدولة الجديدة ل"جنوب السودان" كان متأخرا على اعتبار أن أي مسؤول مغربي بارز لم يزر الجنوب السوداني سواء قبل أو بعد الاستفتاء بخلاف الزيارات المتكررة التي قامت بها شخصيات جزائرية وانفصالية من بوليساريو، وهو ما يعكس تخطيط الجزائر لضم "الدولة الجديدة" إلى الحلف الإفريقي الداعم للانفصاليين في الصحراء. ويثبت تأخر الدبلوماسية المغربية في ربط علاقات جيدة بحكومة جنوب السودان، تصريحات سيلفا كير، الاثنين الماضي، والتي عبر فيها عن دعمه للانفصاليين. وصرح سيلفا كير على هامش لقائه بعبد العزيز المراكشي عن الرغبة في توطيد وتقوية العلاقات مع بوليساريو ورفع مستواها في المستقبل، في إشارة إلى إمكانية فتح مكتب لتمثيلية الانفصالية في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان. ويشار إلى أن عدة دول إفريقية عبرت عن رغبتها في عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، بحكم الدور الذي يقوم به إقليميا وعلى مستوى القارة وعلاقاته المتميزة مع العديد من البلدان الإفريقية.