قتل ما لا يقل عن عشرة مقاتلين في اشتباكات جديدة بوسط الصومال بين متمردين إسلاميين من حركة الشباب الإسلامية وميليشيات موالية للحكومة، على ما أفاد أعيان محليون. نقل الجرحى إلى المستشفيات (أ ف ب) وقال زعيم قبلي في مدينة غوريال، معلم عبد الرحمن دوالي، في اتصال هاتفي مع فرانس برس إن المعارك اندلعت صباح الثلاثاء ولم تتوقف إلا عصرا وتبلغنا سقوط عشرة مقاتلين من الطرفين، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الحصيلة". ودارت المواجهات بين مسلحين من تنظيم أهل السنة والجماعة الموالي للحكومة ومتمردين من حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة، في قرية وردومالي (وسط). وكانت البلدة شهدت، السبت والأحد الماضيين، معارك عنيفة بين التنظيمين أوقعت ما لا يقل عن 17 قتيلا. ووقع قصف مدفعي متبادل واستخدم الطرفان بطاريات مضادة للطائرات ما أدى إلى فرار مئات المدنيين حسب ما أوضح ادن ديري حسن أحد أعيان وردومالي. وقال" لم يعد هناك أي مدني في القرية، جميعهم رحلوا بمن فيهم عائلتي. وقتل 13 مسلحا في المعارك". وأعلنت ميليشيات أهل السنة والجماعة انتصارها على الشباب وقال الشيخ علي باشي احد قادة الميليشيات في غوريال "أحكمت قواتنا سيطرتها على المناطق المتنازع عليها وألحقنا خسائر فادحة بالعدو وجثث عناصرهم تملا ساحة المعركة". ولم يتسن الاتصال بأي من قادة الشباب للتعليق على هذه التصريحات. وتسيطر حركة الشباب الإسلامية المتطرفة التي تؤكد ولاءها لتنظيم القاعدة على كامل مناطق وسط وجنوب الصومال وعلى القسم الأكبر من العاصمة في مواجهة حكومة انتقالية يتهمونها أنها "حكومة مرتدة" ويرفضون أي تفاوض معها. وتحظى المؤسسات الانتقالية الصومالية بدعم المجتمع الدولي الكامل لكنها لا تمارس سلطتها سوى على بعض أحياء مقديشو بمساندة قوة سلام تابعة للاتحاد الإفريقي (اميصوم) قوامها يزيد عن 7500 جندي أوغندي وبوروندي. من جهة أخرى، اجتمع قادة شرق إفريقيا، الثلاثاء الماضي، في أديس أبابا لمناقشة حشد مزيد من القوات حفظ السلام الإفريقية للصومال المضطرب والتوتر في السودان قبل الاستفتاء حول مصير جنوب السودان. وقال مصدر رسمي إن الأعضاء الستة للهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد) يعقدون قمة مغلقة. وحضر القمة المغلقة الرؤساء الكيني موي كيباكي والاوغندي يوري موسيفيني والسوداني عمر البشير والجيبوتي إسماعيل عمر جيله، ومضيفهم رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زناوي. لكن يتوقع ألا يحضر القمة الرئيس الصومالي، شريف شيخ أحمد، وزعيم جنوب السودان سلفا كير. وقال وزير الخارجية الاثيوبي، هيلامريام ديسلينجن، للصحافيين عقب اجتماع وزراء خارجية الهيئة "رغم التقدم في تنفيذ اتفاق السلام الشامل في السودان (الموقع في 2005)، هناك بعض القضايا العالقة". وذكر من هذه القضايا "أبيي التي يجري حولها التفاوض وترسيم الحدود والحصول على المواطنة". وتابع إن القوى الإقليمية قسمت هذه الموضوعات لفئتين الأولى يجب أن تحل قبل إجراء الاستفتاء والثانية يمكنها الانتظار إلي ما بعد ذلك. وإيغاد هي الهيئة التي توسطت في اتفاقية السلام 2005، التي أنهت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. كما وصف وزير الخارجية الإثيوبي الوضع في الصومال، الذي ينتشر فيه 7500 من قوات الاتحاد الإفريقي من أوغندا وبروندي لمساعدة الحكومة الانتقالية، بأنه (مثير للقلق). وأكد انضمام كتبية بروندي إضافة للقوات الموجودة في الأيام القليلة المقبلة مما يجعل عدد القوات يرتفع إلى ثمانية آلاف. وأشار ديسلينجن إلى أن القوات الإفريقية الموجودة في مقديشو ممولة بالكامل من الاتحاد الأوروبي لكنها تعاني ضغوط تراجع التمويل والأممالمتحدة لم تقدم الدعم الكافي لها. وقال إن "الأممالمتحدة لم تتدخل بالسرعة الكافية لحل مشكلة الصومال والاتحاد الإفريقي وايغاد كانا يتوقعان دعم الأممالمتحدة بناء على التوصيات التي قدمت في أكتوبر بما فيها حظر الطيران وفرض العقوبات على من يفسدونه وحصار بحري وجوي. ودعا مفوض الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي رمضان العمامرة مجلس الأمن الدولي إلى استخدام سلطاته على وجه السرعة لزيادة القوات في مقديشو إلى 12 ألف جندي. وقال انه أمر عاجل لان هذه القوات نشرت دون شروط مسبقة والقوات الإضافية ستأتي من أوغندا تحديدا. وعبر ديلسينجن عن مخاوف سياسية حول الصومال. وقال إن البرلمان وافق على رئيس الوزراء الجديد، لكنه لم يوافق على حكومته المقترحة بعد.