يستمر الرئيس لوران غباغبو في التمسك بالسلطة، رغم النداءات الدولية والإقليمية بإقالته، بعد نتائج الانتخابات الأخيرة، التي جاءت لصالح منافسه الحسن وترا الرئيس لوران غباغبو المنتهية ولايته (أ ف ب) وفيما يمضي الوقت لصالح غباغبو، أعلن القادة الأفارقة، الذين اجتمعوا في أديس أبابا، أول أمس الاثنين، أنهم أمهلوا أنفسهم شهرا إضافيا لمعالجة الأزمة، التي نشأت من الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج، وأعدوا أنفسهم من جهة أخرى لاستقبال جنوب سودان مستقل داخل الاتحاد. وفي ختام قمة استمرت يومين، أعلن الاتحاد أنه "يتابع عن قرب تطورات الوضع في مصر"، وذلك بعد أسبوع من انتفاضة شعبية غير مسبوقة ، داعيا إلى "انتخابات حرة" في تونس، التي شهدت تشكيل حكومة انتقالية بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي. وبالنسبة إلى ساحل العاج، عقدت هيئة من خمسة رؤساء دول أول اجتماع لها، أول أمس الاثنين، بعدما كلفت اقتراح قرارات "ملزمة" بحلول شهر. ويترأس الهيئة الرئيس المويتاني، محمد ولد عبد العزيز، وتضم الرئيس التشادي، إدريس ديبي، ورئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، ورئيس بوركينا فاسو، بليز كومباوري، ورئيس تنزانيا، جاكايا كيكويتي. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، جان بينغ، إن هذه المبادرة تهدف إلى "دفع الحسن وتارا لممارسة السلطة الفعلية" في البلاد "عبر التفاوض"، مضيفا أن الاتحاد لا يزال يعتبر وتارا الفائز في الانتخابات التي خاضها ضد الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو. ورحب وتارا بما اعتبره تأكيدا لفوزه، لكنه أسف للمهلة الجديدة، التي أعلنها الاتحاد الإفريقي. أما معسكر غباغبو فرحب ب"قرار يسلك طريق حل سلمي للأزمة". وفي قرار ينبع من تفاهم أكبر، كررت القمة السادسة عشرة للاتحاد "التزامها الاعتراف بنتائج استفتاء" يناير الماضي، في جنوب السودان. وعلق بينغ "هناك دولة على وشك الولادة وهي ولادة من دون آلام بخلاف ما كان يخشاه العالم أجمع". في المقابل، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن "قلقه البالغ حيال تحديات ما بعد الاستفتاء". وأجرى، أول أمس الاثنين، محادثات طويلة مع الرئيس السوداني، عمر البشير، والرئيس الجديد لجنوب السودان، سلفا كير، تناولت مختلف القضايا العالقة، من منطقة آبيي المتنازع عليها إلى تقاسم الثروة النفطية. من جهة أخرى، تحدث بينغ عن إخفاق غير مسبوق للحكومة الانتقالية الصومالية برئاسة شريف شيخ أحمد، قبل سبعة أشهر من انتهاء التفويض الممنوح لها من جانب المجتمع الدولي، معتبرا "أنها لم تكن قادرة على الوفاء بالتزاماتها الحكومية بشكل فعلي". من جانبها، حظيت كينيا بتأييد الاتحاد الإفريقي من اجل تعليق الملاحقات التي تقوم بها المحكمة الجنائية الدولية بحق ستة مسؤولين مفترضين عن أعمال العنف التي تلت انتخابات 2007 - 2008. وسبق أن طالب الاتحاد الإفريقي بإرجاء ملاحقات مماثلة بحق الرئيس السوداني، عمر البشير، بتهمة ارتكاب جرائم في دارفور (غرب)، ولكن من دون جدوى. وسيتولى رئيس غينيا الاستوائية، تيودورا اوبيانغ نغيما، رئاسة الاتحاد الإفريقي إثر تعيينه، الأحد الماضي، من جانب نظرائه، وذلك رغم انتقادات المجتمع المدني على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان والفساد اللذين طبعا حكمه منذ ثلاثة عقود. وستعقد القمة المقبلة للاتحاد في يونيو المقبل في عاصمة غينيا الاستوائية مالابو.