زادت العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي أول أمس الاثنين, من عزلة لوران غباغبو, أحد الرئيسين المعلنين في ساحل العاج, وذلك غداة اتهامات وجهتها الأممالمتحدة إلى فريقه بارتكاب تجاوزات «كثيفة». وندد قائد مهمة الأممالمتحدة في ساحل العاج شوي يونغ-جين الاثنين الماضي أيضا بتزايد «الأعمال العدائية» التي يرتكبها منذ 15 ديسمبر «معسكر الرئيس (لوران) غباغبو, ازاء المجتمع الدولي بمن فيه أعضاء السلك الدبلوماسي». وأضاف شوي «منذ 18 ديسمبر بدأ معسكر غباغبو في إرسال شبان مسلحين إلى منازل موظفي الأممالمتحدة لقرع أبوابهم ومطالبتهم بالرحيل أو دخول المقار للتفتيش بداعي البحث عن أسلحة». وقال إن «هذه الزيارات تمت خصوصا في الليل». وفي بروكسل, قرر الاتحاد الأوروبي أول أمس الاثنين أثناء اجتماع خبراء معاقبة لوران غباغبو و18 شخصا من المقربين منه بمن فيهم زوجته, بحظر دخولهم أراضي دوله. ويحتاج هذا القرار إلى موافقة خطية قبل يومه الأربعاء من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حتى يدخل حيز التنفيذ. ووجهت فرنسا القوة الاستعمارية السابقة في ساحل العاج من خلال الرئيس نيكولا ساركوزي الجمعة تحذيرا إلى غباغبو داعية إياه إلى التنحي عن الحكم قبل مساء الأحد الماضي، تحت طائلة فرض عقوبات. ونتيجة الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 نوفمبر, اعتبرت اللجنة الانتخابية المستقلة الحسن وتارا فائزا ب 10,54% من الأصوات, لكن المجلس الدستوري الذي يسيطر عليه لوران غباغبو أبطل هذه النتيجة التي أكدتها مع ذلك الأممالمتحدة وأعلن فوز الرئيس المنتهية ولايته. ويأتي قرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات غداة اتهامات وجهتها المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي التي قالت إن أعمال العنف ضد أنصار الحسن وتارا أسفرت «في الأيام الثلاثة الأخيرة عن أكثر من 50 قتيلا». وانتقدت بيلاي «الانتهاكات الكثيفة لحقوق الإنسان» وتحدثت خصوصا عن عمليات خطف قام بها ليلا «أفراد مسلحون لم تعرف هوياتهم ويرتدون الزي العسكري» ويرافقهم جنود وعناصر ميليشيات موالون للوران غباغبو. ورفض وزير الداخلية في حكومة غباغبو إميل غيريولو هذه الاتهامات, وتحدث عن «تقرير منحاز». وقال لوكالة فرانس برس إن «أعمال العنف في الأيام الأخيرة أسفرت عن حوالي 14 قتيلا بالرصاص في صفوف قوات الدفاع والأمن» الموالية لغباغبو. ودعا التمرد السابق للقوات الجديدة من جانبه الأممالمتحدة إلى «تشديد» مهمة قواتها في ساحل العاج حيال التجاوزات ضد سكان ساحل العاج. وقال المتحدث باسم القوات الجديدة في بواكي فيليسيات سيكونغو في ختام لقاء مع المسؤولين العسكريين لقوة الأممالمتحدة «نريد أن تذهب الأممالمتحدة والمجموعة الدولية ابعد من هذه الإدانات وهذه التصريحات للتحرك بطريقة فعلية على الأرض وإنقاذ شعب ساحل العاج». وشاهد مصور لوكالة فرانس برس صباح يوم الاثنين الماضي، ثلاثة أشخاص أمام مقر الأممالمتحدة أتوا لتلقي عناية طبية من قبل أطباء المنظمة الدولية إذ قالوا إنهم أصيبوا بجروح خلال الليل في بعض أحياء أبيدجان. ولاحظ مراسل وكالة فرانس برس الاثنين وجود عشر آليات مدرعة خارج وفي حرم المقر الشاسع للقوة الدولية, وهو فندق سابق على شكل سفينة. وتزايدت المخاوف من شن هجومات إثر الدعوات إلى القتال دفاعا عن «كرامة ساحل العاج وسيادته» التي وجهها شارل بلي غودي زعيم «الشبان الوطنيين» ابرز مؤيدي لوران غباغبو. وقد نظم بلي غودي الذي أصبح وزير الشباب في حكومة غباغبو, التظاهرات العنيفة ضد الفرنسيين في 2003 و2004 في ابيدجان. إلى ذلك، مدد مجلس الأمن الدولي الاثنين لستة أشهر مهمة قوته في ساحل العاج التي طلب رئيسها لوران غبابو, الذي لا يعترف به المجتمع الدولي, رحيلها من البلاد. كما أعلن المجلس في قراره انه سيرسل تعزيزات إلى هذا البلد الإفريقي الذي يشهد منذ ثلاثة أسابيع أزمة بين رئيسيه المعلنين غباغبو ومنافسه الحسن وتارا. وتنتهي مهمة قوة الأممالمتحدة في 31 ديسمبر الحالي. وقد طالب غباغبو السبت برحيل هذه القوة التي تضم عشرة آلاف جندي. لكن الأممالمتحدة رفضت طلب غباغبو الذي لا تعترف بإعادة انتخابه وتعتبر وتارا الرئيس المنتخب في 28 نوفمبر الماضي. وفي قراره أكد المجلس «استعداده لفرض إجراءات, من بينها عقوبات محددة, ضد الذين يهددون عملية السلام والمصالحة الوطنية وغير ذلك مثل تزوير نتائج العملية الانتخابية». لائحة أسماء شخصيات ساحل العاج المعاقبين قرر الاتحاد الأوروبي منع رئيس ساحل العاج المعلن من جانب واحد لوران غباغبو و18 شخصا آخرين بينهم زوجته من دخول أراضيه, كما جاء في لائحة اطلعت عليها وكالة فرانس برس. وقد فرض الاتحاد الأوروبي في السابق عقوبات مماثلة على رؤساء أفارقة آخرين, مثل رئيس زيمبابوي روبرت موغابي والكولونيل داديس كمارا في غينيا. -1 لوران غباغبو -2 سيمون غباغبو: زوجته -3 ناديانا بامبا: مديرة صحيفة لو تان والزوجة غير الرسمية للوران غباغبو. -4 كادت برتان: المستشار الأمني لغباغبو. -5 ديزيريه تاغرو: وزير الداخلية السابق والأمين العام للرئاسة -6 بول ياو ندري: رئيس المجلس الدستوري -7 باسكال افي نغوسان: رئيس الوزراء السابق ورئيس حزب غباغبو, الجبهة الشعبية في ساحل العاج -8 دنيس ماهو غلوفي: رئيس جبهة تحرير الغرب الأكبر -9 باستور غامي: رئيس الحركة العاجية لتحرير غرب ساحل العاج (ميلوسي) -10 اولاي ديلافوس: رئيس اتحاد القوميين لتوحيد الغرب الأكبر -11 بيار برو اميسان: المدير العام للإذاعة والتلفزيون الرسمية. -12 فرانك اندرسون كواسي: رئيس المجلس الوطني للاتصال السمعي البصري -13 قائد الدرك جورج غواي بي بوان: رئيس مركز قيادة العمليات الأمنية (سيكوس, الوحدات الخاصة) -14 الجنرال دوغبو بلي: قائد الحرس الجمهوري -15 الكابتن أنسيلم سيكا يابو: رئيس حرس سيمون غباغبو -16 الكولونيل نتانييل اهومان بروها: رئيس مجموعة امن رئيس الجمهورية -17 الأميرال فاغبا فوسيناو: نائب رئيس أركان البحرية -18 أكي نغبو: رئيس الوزراء -19 بول انطوان بوهون بوابري: وزير التخطيط السابق وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات حتى الآن على ثلاثة أشخاص آخرين (تجميد أرصدة ومنع من السفر). وقد جددت هذه العقوبات في 29 أكتوبر الماضي, ومتفرعة من عقوبات فرضتها الأممالمتحدة في 2006: -1 شارل بلي غودي, زعيم الشبان الوطنيين والوزير الجديد للشباب والعمل -2 اوجين نغوران كاوديو دجيو, زعيم اتحاد الوطنيين لتحرير كامل ساحل العاج -3 مارتان كواكو فوفي, قائد التمرد السابق للقوات الجديدة لقطاع كورهوغو.