تصاعدت الضغوط الدولية على ساحل العاج الاثنين لتسوية الأزمة في هذا البلد المقسم بين رئيسين معلنين لوران غباغبو والحسن وتارا وقريبا حكومتين, في وقت سجل العديد من الحوادث في أبيدجان. وما زال التوتر شديدا في البلاد. فقد تظاهر شبان من أنصار وتارا صباح أول أمس الاثنين مجددا ونصبوا حواجز وأحرقوا إطارات سيارات في عدد من أحياء أبيدجان للاحتجاج على بقاء غباغبو في القصر الرئاسي. وفي تريشفيل اعتقلت الشرطة عددا من الأشخاص وعاد الهدوء في نهاية المطاف قبيل الظهر. وقال مراسل لوكالة فرانس برس أن سحابة من الدخان الأسود الكثيف ارتفعت بعد إحراق إطارات سيارات قرب سوق ادجامي الشعبي. أما منع التجول الليلي الذي فرض قبل الانتخابات الرئاسية, فقد اصدر الرئيس لوران غباغبو مرسوما يقضي بتمديد العمل به لمدة أسبوع. وردا على سؤال لإذاعة أوروبا-1 حول إمكانية طرد غباغبو, لم يستبعد غيوم سورو رئيس وزراء الحسن وتارا حصول مواجهة. وقال «إذا أجبرنا على ذلك لن يكون لدينا خيار آخر», داعيا إلى حل سلمي للازمة. وحذر سورو من أن «تقسيم ساحل العاج غير وارد إطلاقا». وفي بروكسل صرحت ناطقة باسم الاتحاد الأوروبي السبت أن وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون مستعدة للتفكير بفرض «عقوبات» على ساحل العاج اذا لم تحل الأزمة السياسية بسرعة. وقالت آن أشتون «مستعدة لاتباع الإجراءات التي تنص على فرض عقوبات إذا لم يتم التوصل إلى حل سريع للازمة» الني نشبت بعد الانتخابات الرئاسية في 28 نوفمبر. وباتت فرنسا التي استعمرت ساحل العاج, في الواجهة بعد أن دعا الرئيس نيكولا ساركوزي الاثنين لوران غباغبو إلى الانسحاب. وبعد أن عقد خلال زيارته إلى الهند اجتماعا «لتقييم الوضع» في ساحل العاج شاركت فيه خصوصا وزيرة الخارجية ميشال اليو ماري, قال ساركوزي انه «متنبه جدا» بشأن امن الفرنسيين في ساحل العاج البالغ عددهم نحو 15 ألفا. لكن وزارة الخارجية الفرنسية قالت ردا على سؤال عن احتمال فرض عقوبات أن «الوقت الآن للبحث عن عملية انتقالية منظمة وهادئة وتستحقها» ساحل العاج. وفي بروكسل دعا الأمين العام لمنظمة دول إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ محمد ابن شامباس إلى «احترام صوت شعب ساحل العاج لإخراج هذا البلد من أزمته التي طالت كثيرا». من جهته, يواصل موفد الاتحاد الإفريقي الخاص إلى ساحل العاج رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي الاثنين وساطة شبه مستحيلة في البلاد. ويخشى العالم مرحلة جديدة من العنف بعد الأحداث الدامية في الأيام الأخيرة بينما تستعيد أبيدجان صباح الاثنين شيئا فشيئا نشاطها العادي. ولاحظ مراسل وكالة فرانس برس أن الشوارع مكتظة بالمارة لكن انتشار الدرك حول التلفزيون العام يذكر بأشد مراحل التوتر. والخبر السار الوحيد بالنسبة للسكان هو إعلان فتح الحدود لا سيما الجوية أول أمس الاثنين في الساعة السادسة صباحا (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرنيتش) بعدما كان الجيش أمر بإغلاقها. وأفاد مصدر مقرب من الاتحاد الإفريقي لفرانس برس أن ثابو مبيكي يواصل وساطته «وما زال عليه الاجتماع بأشخاص آخرين». لكن مهمته تبدو ماضية نحو الإخفاق لأن التفاوض ليس واردا حاليا بالنسبة للخصمين اللذين أدى كل منهما اليمين الدستورية يوم السبت الماضي. ولا ينوي الحسن وتارا المدعوم بالأسرة الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة, التخلي عن فوزه الذي أعلنته اللجنة الانتخابية المستقلة بنسبة 1,54% من الأصوات.