في حفل أذاعه التلفزيون الحكومي الرسمي ، أدى الرئيس لوران غباغبو اليمين الدستورية كرئيس لكوت ديفوار للأعوام الخمسة المقبلة. ويأتي ذلك في وقت اعترفت الأممالمتحدة وفرنسا بمنافسه الحسن وتارا رئيساً منتخباً بسبب مزاعم أن الانتخابات شابها التزوير. وفي هذه الأثناء، أفاد سكان أنهم سمعوا تبادل إطلاق النار في جنوب العاصمة، ابيدجان وشمالها. وعلى مشارف حي ابوبو الشعبي، وضاحية انياما ، شمال العاصمة الاقتصادية سمعت طلقات نارية كثيفة بالأسلحة الخفيفة على ما أفاد سكان المنطقة. وفي حي بور بوي ) جنوب) حيث قاعدة القوات الفرنسية ليكورن، ومطار المدينة، تبادلت دورية درك ومسلحون مجهولون رصاصاً كثيفاً على ما أفاد مصدر عسكري وسكان. وبعد إعلان فوز لوران غباغبو في الانتخابات خرج مئات الشبان الغاضبين إلى الشوارع فجراً في حي كوماسي الشعبي (جنوب) وأقاموا المتاريس وأضرموا النار في إطارات العجلات وأخشاب في أجواء متوترة. وأكد مصدر عسكري أن متظاهرين أقاموا متاريس أيضاً في شارع جيسكار ديستان، كبرى جادات ابيدجان التي تؤدي إلى مركز الإدارة والأعمال في حي بلاتو، لكن سرعان ما أزيلت المتاريس. كذلك أقيمت متاريس في بواكيه (وسط) معقل حركة القوات الجديدة المتمردة سابقاً التي تسيطر على شمال البلاد منذ الانقلاب الفاشل سنة 2002، قبل أن تعود الحياة إلى طبيعتها. وفتحت المحلات التجارية مجدداً وتوجه الزبائن إلى السوق الكبيرة. وفي أكشاك القهوة وأمام الدكاكين وفي محطة المسافرين تناولت النقاشات الوضع السياسي. وأعرب العديد من السكان عن استيائهم من إلغاء أصوات الشمال في بواكي والذي أدى بالمجلس الدستوري أن يعلن فوز لوران غباغبو. وتتخبط كوت ديفوار في أزمة خطيرة بعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية يوم 28 نونبرالماضي ورفضت عدة جهات دولية إعلان فوز غباغبو، وقالت إن وتارا هو الفائز الحقيقي، منها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي حثت على قبول فوز وتارا. وقالت الولاياتالمتحدة وفرنسا والأممالمتحدة ومجموعة إيكواس إن نتائج الانتخابات تظهر أن المعارض الحسن وتارا هو الفائز الشرعي. وكانت بعثة الأممالمتحدة في كوت ديفوار قد رفضت الاعتراف بإعلان المجلس الدستوري فوز غباغبو، وأكدت صحة فوز وتارا وفق النتيجة التي أعلنتها المفوضية المستقلة للانتخابات. وقال رئيس المفوضية الأوروبية، خوسي مانويل باروسو، في بيان له «أتفق مع رسائل التهنئة الموجهة من المجتمع الدولي إلى وتارا باعتباره الفائز القانوني في الانتخابات الديمقراطية». وأعرب باروسو عن قلقه بشأن تطورات الأحداث في كوت ديفوار، داعيا الأطراف إلى احترام النتائج الانتخابية وعدم اللجوء إلى العنف. كما أعلن الاتحاد الأفريقي عزمه اتخاذ إجراءات بحق من قوض نتائج لجنة الانتخابات، حسب تعبيره. ويبدو أن النزاع الناجم عن ذلك يحبط جهود إعادة توحيد البلاد.. وحذر القائد المتمرد لجماعة «القوات الجديدة» شريف عثماني من أن أنصاره لن يتوقفوا طويلا قبل أن يفعلوا شيئا بشأن غباغبو، إذا استمر في التشبث بالسلطة. ولم يحدد ما يعنيه ذلك.