أخفق قادة أفارقة في محاولة ثانية لهم في إقناع رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو بالتنحي عن السلطة لصالح منافسه الحسن وتارا المعترف دوليا بفوزه بالجولة الثانية من انتخابات الرئاسة. وقد غادر رؤساء بنين وسيراليون والرأس الأخضر الذين يمثلون المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) ورئيس وزراء كينيا رايلا أودينغا الذي يمثل الاتحاد الأفريقي، أبيدجان، أول أمس. ويتوقع أن يطلعوا الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، بصفته رئيسا للإيكواس، على نتائج محاولتهم الثانية لاحتواء أزمة ساحل العاج. وأجرى القادة الأفارقة في مستهل زيارتهم الثانية لساحل العاج محادثات مع غباغبو استمرت عدة ساعات قبل أن يلتقوا وتارا أكثر من ساعتين ثم عادوا لإجراء مباحثات جديدة مع غباغبو دامت نحو ساعة. وقبل مغادرة أبيدجان قال القادة الأفارقة إن المشاورات ستبقى مستمرة بعد أن جددوا العرض الأفريقي لغباغبو الذي يتضمن في حالة قبوله التنحي عن الرئاسة ضمانات ''بسلامته وأمنه''. وعقب لقائه مع القادة الأفارقة اعتبر وتارا أن المباحثات مع غريمه غباغبو قد انتهت، ودعاه إلى الرحيل عن السلطة. وكان غباغبو قد جدد في وقت سابق رفضه التنحي عن السلطة. ونقلت وكالة ''أسوشيتد برس'' عن مسؤول في الحكومة الكينية يمثل الاتحاد الأفريقي رفض الكشف عن اسمه، أن العرض الإفريقي يتضمن في حالة قبوله من قبل غباغبو ضمانات ''بسلامته وأمنه'' سواء رغب في البقاء بساحل العاج أو في مغادرة البلاد. واعتبر متحدث باسم حكومة الرئيس المنتخب الحسن وتارا أن هذه ستكون فرصة غباغبو الأخيرة للتنحي سلميا. وهددت ''إيكواس'' في وقت سابق باستخدام ''القوة المشروعة'' إذا رفض غباغبو الرحيل بهدوء. لكن من غير المحتمل أن ينفذ زعماء المجموعة تهديدهم خشية إثارة حرب مفتوحة مع جيش حكومة غباغبو، فضلا عن مواجهة بعض الدول الأفريقية كنيجيريا التي تعد العمود الفقري ل''إيكواس'' مشكلات أمنية داخلية متصاعدة. من جانب آخر، أعلن مسؤول أمريكي كبير، أول أمس، أن واشنطن منفتحة على فكرة استقبال لوران غباغبو في الولاياتالمتحدة بناء على طلبه، للمساعدة على وضع حد للأزمة في ساحل العاج. وبحسب ''فرانس برس''، قال المسؤول في وزارة الخارجية للصحافيين رافضا الكشف عن هويته ''نريده أن يرحل. إذا أراد المجيء إلى هنا، فسننظر بالتأكيد إلى هذه الإمكانية كوسيلة لحل الأزمة الحالية''. وأضاف هذا المصدر ''لكن كل الإمكانيات قد تختفي بسرعة بسبب ما يحصل على الأرض''، مضيفا ''بحسب كل المؤشرات التي في حوزتنا في الوقت الراهن، فإنه متشبث برأيه''. وأكد المسؤول الأمريكي من جهة أخرى أن أقرباء لغباغبو يقيمون في أتلانتا (جنوب شرق).