عانى مئات الركاب الأمَرَّين في رحلة صعبة على متن القطار الذي ربط مدينة وجدة وطنجة، خلال اليوم الأول بعد عطلة العيد، وهو قطار مر عبر عدد من المدن المغربية وعرف احتجاجات كبيرة للركاب الذين سافروا في ظروف شاقة ومهينة. واحتج المئات من المسافرين عند وصولهم إلى محطة طنجة، بعدما انتهت بهم «رحلة العذاب» على متن قطار كان قادما من مدينة وجدة في اتجاه مدينة طنجة، وهي رحلة عرفت حالات اختناق وغثيان، إضافة إلى اكتظاظ رهيب. ويحكي مسافرون كانوا على متن هذا القطار عن حالات اختناق كثيرة وقعت في صفوف الأطفال والنساء، بسبب انعدام التهوية في مقصورات الدرجة الأولى، أما الدرجة الثانية فتقول نفس المصادر إن ركابها عانوا الأمرين، بسبب انعدام التهوية من جهة، وبسبب الاكتظاظ الرهيب من جهة ثانية. وقدم المكتب الوطني للقطارات «هدية» خاصة لمسافريه خلال أيام العيد حين اقتنى المسافرون على متن هذا القطار أكلات خفيفة وصفوها بأنها «فاسدة». وقال عدد من الركاب، إنهم اقتنوا «ساندويشات» فاسدة من القطار تسببت لهم في الغثيان، وهو ما أجَّج غضبهم ودفعهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية في محطة «مولاي المهدي» في القصر الكبير لمدة 45 دقيقة، بسبب المعاناة التي تسبب لهم فيها القطار ولانعدام أي تواصل بينهم وبين المسؤولين. ووجه عدد من الركاب عريضة استنكارية عليها توقيعاتهم إلى رئيس محطة القطار في مدينة طنجة، وطالبوه بتقديم تفسيرات حول الحالة المزرية التي عانى منها الركاب طيلة الرحلة التي امتدت لأزيد من 12 ساعة !... وتقول العريضة إن المسؤولين في شباك التذاكر في محطة مكناس، باعوا المسافرين تذاكر تحمل نفس أرقام المقاعد، أي أن مقعداً واحداً سيجلس عليه شخصان ! وقد وأفادت العريضة، التي وقع عليها أيضا عدد من المسافرين الأجانب، أن المسافرين عاشوا، طيلة يوم كامل على متن هذا القطار، ظروفا قاسية ومعاناة لا إنسانية زادت حدتها عندما لم يجدوا أي مسؤول يتحدثون معه أو يستمع إلى معاناتهم. ويعتزم الركاب الموقعون على العريضة رفع دعوى قضائية ضد المكتب الوطني للسكك الحديدية، مؤكدين أنهم لن يتركوا هذا الحادث يمر دون أن يستعيدوا حقهم.