اضطر أزيد من 300 مسافر من مستعملي القطار، صباح أمس الثلاثاء، في الرحلة التي انطلقت من فاس في اتجاه طنجة في حدود السابعة والربع، والتي توقفت عند مشرع بلقصيري من أجل تغيير القطار بآخر قادم من الرباط، إلى الانتظار لمدة تجاوزت نصف الساعة، قضوها تحت أشعة الشمس مباشرة، بحكم أن المحطة حديثة العهد ولا تتوفر على أي مرافق أو أماكن يحتمون منها من حر الشمس، حسب تأكيد بعض الركاب ل«المساء»، الذين صرحوا بأن محطة بلقصيري محطة حديثة العهد ولا وجود لأي مطاعم أو مقاه بها، حيث وصفوها بأنها «قرية نائية». وتفاجأ المسافرون بالقطار القادم من الرباط وهو شبه غاص بالركاب، مما اضطروا معه إلى استكمال الرحلة وهم متكدسون في الوسط، علما أن من بين الركاب أزيد من خمسين طفلا لم يتحملوا عناء الوقوف بسبب الحرارة المفرطة. وأضافت المصادر نفسها أن أغلبية المسافرين، الذين غيروا قطار فاس/طنجة بالقطار الذي كان متوجها من الرباط إلى طنجة، أكملوا رحلتهم وهم واقفون ومزدحمون حتى فقد الجميع الراحة، سواء تعلق الأمر بمن يتوفر على مقعد خاص أو ممن لا يتوفر عليه، علما أن الوعود التي تلقوها قبل الرحلة أفادت بأنهم سيغيرون القطار بآخر سيجدونه في انتظارهم، وهو ما لم يحصل، كما أنه لم يتم إخبارهم بأنهم سيكملون الرحلة وقوفا بين باقي الركاب بشكل «مقزز» بسبب الحرارة المفرطة وطول الرحلة، يؤكد نداء الحبيب، أحد الركاب. وأضاف المصدر نفسه أن الازدحام زادت حدته بسبب كثرة الأمتعة بحكم العطلة الصيفية، وهو ما خلق جوا من الاستياء لدى الجميع، حيث صبوا جام غضبهم على الجهات المسؤولة لأنها لا تهتم براحة المسافر الذي اختار السفر عبر القطار طمعا في ربح الوقت وطمعا في الوصول بشكل مريح، وهو ما افتقده المسافرون في هذه الرحلة التي اتسمت بالتشنج والاستياء، يؤكد المصدر نفسه. ودعا المصدر ذاته الجهات المسؤولة إلى ضرورة تقنين القطاع وجعل راحة المسافر فوق أي اعتبارات أخرى. واتصلت «المساء» عدة مرات، صباح أمس، بمكتب السكك الحديدية لأخذ رأي أحد المسؤولين في الموضوع غير أنه تعذر عليها الأمر.