"أنا سوري المولد، عربي اللسان، مسلم القلب، ألماني التخصص، كندي الجنسية،عالمي الثقافة، أتكلم بلسانين من التراث والمعاصرة، وأطير إلى المستقبل بجناحين من العلم والسلم". بهذه العبارات البليغة يعرف الدكتور خالص جلبي بنفسه في إحدى مقالاته. إنه الطبيب المختص في جراجة الشرايين التي تتطلب الصبر والدقة والحكمة. "قد تصل مدة بعض العمليات الجراحية التي نقوم بها إلى 14 ساعة" يقول المفكر السوري في لقاء خاص بأعضاء مكتب المنطقة في حركة التوحيد والإصلاح بوجدة ، مركزا في كلمته على ضرورة التغيير السلمي ونبذ العنف الذي جر الويلات على أوطاننا العربية. وتأتي قضية تحرير المرأة من الجهل والخرافة والأمية على رأس الأولويات بالنسبة للرجل ، كما يجعل الاهتمام بدراسة تاريخ الأمم والحضارات من شروط النهوض. واعتبر المتحدث بأن المغرب يتمتع بقدر كبير من الحريات العامة مقارنة مع الأوضاع في المشرق وبالتالي فإن الآمال معلقة عليه لإنجاح تجربة التغيير السلمي وتحقيق النهضة المنشودة. كما نوه بتجربة الحركة الإسلامية بتركيا وبحركات التغيير في ماليزيا واندونيسيا التي زاوجت بين الإسلام والحداثة موضحا أن المسلمين اليوم "محتاجين إلى لقاحات ضد الانشقاقات والعنف والإغواء والغرور". وكانت "جمعية حوار النسائية" بوجدة قد دعت الأستاذ جلبي لإلقاء محاضرة بكلية الآداب تحت عنوان" ظاهرة اللاعنف في الفكر الإسلامي" يوم الجمعة 5 دجنبر2008 في الساعة 3 والنصف بعد الزوال. وبهذه المناسبة تقول الدكتورة نزيهة معاريج رئيسة الجمعية إن أهم ركائز فكر الأستاذ جلبي هي ربط العلم بالدين والتغيير بلاعنف وتحرير المرأة، مضيفة أن حركة التوحيد والإصلاح اعتمدت كتابات الدكتور جلبي في برامجها التكوينية للأعضاء إلى جانب مؤلفات مالك بن نبي وجودت سعيد وغريهم من منظري التغيير الحضاري الذي يمر عبر تغيير ما بالأنفس.