كانت الساعة تشير إلى حوالي الساعة الرابعة زوالا من يوم الخميس 17 نونبر شابان في مقتبل العمر قد لا يتجاوزان عقدهما الثاني ، يمتطيان دراجة نارية سوداء اللون، متهرئة حالتها الميكانيكية سيئة ، يرتديان ألبسة رياضية ،فتاة تسير بخطى ثابتة في نفس اتجاههما ، بالقرب من جامعة محمد الأول تربص بها الشابين خطف الرديف حقيبتها اليدوية،صاحت الفتاة "ساكي ساكي" صيحة دفعت بصاحب إحدى السيارات الذي كان يسير في نفس اتجاه الشابين، بادر سائق السيارة إلى اللحاق بهما . الدراجة النارية للهاربين تسير بسرعة عادية ،حالتها الميكانيكية لا تسعفها لسير بسرعة فائقة ،محركها ليس باستطاعته تحمل عبء راكب واحد فبالأحرى راكبين بدأ سائق الدراجة يحس بالخطر يداهمهما ، لجأ إلى استعمال الدوارتين "البيدال" لعلها ترتفع سرعة الدراجة من أجل الفرار بجلدهما من مطاردة غير متوازنة ،عرجا على اليسار لم يحترما علامة قف وسائق السيارة أيضا التحق بالهاربين ،شدد الخناق عليهما فقدا توازنهما ،سقطا أرضا بالقرب من إحدى العمارات التي لا زالت في طور البناء ولسوء حظهما تزامنت الواقعة مع وقت خروج عمال الورش ،حاصروا العمال اللصين تجمهر الناس "اكلاو وفرقوا" منعوهم من الهروب مرة ثانية استسلما اللصين لأوامر الناس ،كان أحدهم يتألم من جراء جروح طفيفة أصابت ركبته،لعله ينجو من لكمات بعض الواقفين ،الذين سيدة وصلت متأخرة لمكان الحادث ظنت في البداية أن الأمر يغدو مجرد حادثة سير عادية ،تألمت لحالة الشابين "مساكين"قالتها بحسرة قبل أن تعلم أن الأمر يتعلق بلصين ،لتغير كلمة "مساكين" بأولاد الحرام حل رجال الأمن إلى عين المكان ،جاءت سيارة الإسعاف أيضا حملت الجريح إلى مستشفى الفارابي لتلقي العلاجات الضرورية بعد إصابته بجروح طفيفة على مستوى ركبته ،في حين ركب الشاب الآخر سيارة الأمن مكبل اليدين في اتجاه مخفر الشرطة لتعميق البحث وإنجاز محضر ثم إحالته على العدالة التي ستحيله لا محال بدورها على السجن المحلي المكان العادي للنشالين والمجرمين وعاد "الساك "للفتاة . يبدو من خلال العملية أن الشابين المذكورين كما عاينت ذلك الأحداث المغربية "باجدة" في عملية النشل نظرا للطريقة التي تم بها خطف الحقيبة اليدوية للفتاة وكذا مكان وتوقيت تنفيذ العملية ، إضافة إلى استعمال دراجة نارية متهرئة ليس بوسعها واستطاعتها أن تكون في مستوى الحدث .