عاش تراب مقاطعة الحي الحسني خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري تفاصيل جريمة قتل نكراء، بعد أن أقدم شخص من مواليد 1985 على قتل صديق/شريك له بعد أن انتهيا ومعهم شريك ثالث من اقتراف 3 سرقات وذلك ليلة الجمعة وصباح السبت 3 شتنبر، حيث اختلفوا فيما بينهم على توزيع الغنائم المحصلة من السرقات التي تم اقترافها، والتي كان سببها الرئيسي تملك هاتف نقال ارتأى شريكان الاحتفاظ به وتسليم شريكهما الثالث 5 دراهم وحبتين من أقراص القرقوبي، وهو مارفضه الجاني بعد أن استشاط غضبا وحاول الفرار وبحوزته الهاتف، فتم اللحاق به، ودخل في شجار مع أحدهما، حيث تمكن من انتزاع سكين كان بحوزة الضحية ووجه إليه بواسطته عدة طعنات في أنحاء مختلفة من جسده وعلى مستوى القلب مما تسبب في مقتله. خيوط وملابسات الجريمة شرعت مصالح الشرطة القضائية بأمن الحي الحسني في تجميعها من أجل محاولة الاهتداء إلى الجاني عبر تجميع أكبر قسط من المعلومات، بعد معاينتهم لجثة الضحية (يونس . ب) بمستعجلات الحي الحسني، والتي كانت تحمل جرحا على مستوى الصدر من جهة القلب، وجرحا على مستوى الرأس من جهة اليسار، ورضوضا بالرأس من جهة اليمين، وجرحا بالذراع الأيمن، وجرحين بالفخذ الأيسر، وجرحا بالفخذ الأيمن، وسبعة جروح سطحية بأعلى الفخذ الأيمن قرب الورك، حيث أكد والده هويته، وصرّح بأن ابنه كان متغيبا منذ حوالي 3 أيام عن مسكن الأسرة على إثر نزاع بينه وبين والدته، وبأنه شوهد ليلة اليوم السابق لوفاته بمعية صديق له يدعى ياسين يقطن بدوار العراقي ويمتطي دراجة نارية نوع سكوتر. وفي نفس السياق أكد شقيق الهالك في محضر قانوني أن شقيقه يونس، وعلى إثر نقاش حاد بينه وبين والدته وتأنيبها له حول دخوله البيت في وقت متأخر من الليل، فقد غادر المنزل في اتجاه مجهول وكان ذلك منذ حوالي ثلاثة أيام، حيث كان دائم النزاع مع والدته، وقد سبق له أن ترك المنزل حوالي ثلاث مرات بعد كل تأنيب تقوم به والدته تجاهه، وهو ما حصل هذه المرة أيضا، خاصة أنه اعتاد استهلاك المخدرات فضلا عن كونه عاطلا عن العمل، مضيفا بأنه، وبتاريخ الحادث حوالي منتصف الليل وبينما كان خارجا من مسكنهم الكائن بإقامة كنزة ليساسفة العليا، وعند وصوله بالقرب من مدرسة أنوال، شاهد شقيقه، وهو برفقة صديقه المسمى ياسين، حيث كان يمتطي برفقته دراجته النارية من نوع ليوناردو لا تحمل الهيكل الأمامي، حيث تقدم منه شقيقه يونس وكان يرتدي قميصا رياضيا أبيض اللون وسروال دجين أسود اللون وطلب منه أن يحضر له جاكيت جلدية تخصه من المنزل، حيث أخبره أنه متوجه لقضاء بعض الأغراض وامتنع عن تلبية طلبه. هذه المعطيات إضافة إلى شهادة شاهدين احدهما عاين عراكا باستعمال الأسلحة البيضاء بين شخصين، تبين فيما بعد أن أحدهما هو صديق الضحية الذي شوهد بمعيته، والثاني هو الجاني الذي قتل الضحية، إضافة إلى الشاهد الثاني الذي عاين أثناء عودته من عمله صوب مقر سكناه، صبيحة يوم الحادث حوالي الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة، وذلك عند مروره بالطريق المعبدة الفاصلة بين المركز التجاري (لابيل في) الكائن بتجزئة الخزامى وقصبة الأمين، حيث كان يتولى سياقة دراجة نارية نوع بوجو 103 ، شابين في مقتبل العمر أحدهما ساقطا على الأرض والآخر فوقه محكما قبضته عليه، ويقوم بتوجيه طعنات له بمختلف أنحاء جسمه بواسطة سكين من الحجم الكبير، وكان الضحية مدرجا في دمائه يستغيث ويستعطف الجاني ويخاطبه، (زكا علي راك تقبتيني بالموس واش أنا داير معاك شي حساب )، فيما الجاني رد عليه بعبارة (الموطور أنا اللي غادي نديه وغادي نجيبو ليك في العشية للدرب)، وبعد أن خارت قوى الضحية قام الجاني وامتطى الدراجة النارية التي كانت مستوقفة بالقرب منهما ولاذ بالفرار على متنها عبر شارع HH24 ، مكنت العناصر الأمنية من تحديد هوية الصديق (ياسين . م) وهو من مواليد 1991 يقطن بدوار خمليش اولاد احمد 02 دار بوعزة، الذي تبين أنه يوجد في وضعية فرار، فتم نصب كمين له إلى أن ألقي القبض عليه وهو في وضعية تخدير، حيث صرح بأنه بالفعل كان برفقة الجاني، منكرا أن يكون سبب مقتله، لكن دون أن يتمكن من تبرير سر اختفائه. توالي المستجدات سيتم بتوصل المصالح الأمنية بمعلومات مفادها أن شخصا يدعى (منير . ع) الملقب ب (بيدرة) وهو من مواليد 1985 ويقطن بالحسنية 1 بالالفة، قد تم نقله من قبل أفراد أسرته لتلقي العلاج بمستشفى الحسني بسبب إصابته بجرح على مستوى ذراعه الأيمن وأنه شوهد وهو بحوزته دراجة نارية نوع سكوتر APRILLIA مشكوك في مصدرها، والتي تخلص منها بطريقة مريبة قبل أن يتم نقله للمستشفى. هذا المعطى دفع العناصر الأمنية المشرفة على القضية إلى الانتقال إلى مستشفى الحسني، حيث تبين أن المعني بالأمر قد توجه من جديد إلى مستشفى مولاي يوسف، وهناك تمت مواجهته بالمعطيات المذكورة فأقر بكونه الشخص المبحوث عنه وبأنه مرتكب الجريمة، وبأن الدراجة النارية التي تخص ياسين والتي فرّ على متنها قد تخلى عنها بالقرب من دوار التوينشات، والتي عثرت عليها المصالح الأمنية بعد القيام بحملة تمشيطية واسعة النطاق . (ياسين . م) الخيط الأول في هذه الواقعة استمعت إليه المصالح الأمنية في محضر قانوني بعد أن عاد إلى وعيه نتيجة لحالة التخدير التي كان عليها، فصرح بأنه وبعد أن فشل في مساره الدراسي وعدم نجاحه في امتهان أية حرفة أو النجاح فيها، فقد سلك منحى الإنحراف وأصبح يعاشر مجموعة من الأشخاص المنحرفين، كما أنه أصبح مدمنا على تناول المخدرات بشتى أصنافها خاصة منها الأقراص المهلوسة، مستفيدا من دلال والديه له اللذين دأبا على تلبية جميع طلباته، وفي هذا الإطار فقد سبق لوالده أن اقتنى له دراجة نارية من نوع سكوتر APRILLIA يستعملها في جميع تنقلاته. وقد تعرف منذ حوالي شهرين على صديقه/الضحية (يونس)، هذا الأخير الذي توطدت علاقته به وأصبح يرافقه على متن دراجته النارية، كما أنه هو الآخر مدمن على تناول المخدرات وينهج سلوك الإنحراف، وقد غادر مسكن أسرته بعد شجار بينه وبين والدته حول تأخره عن الإلتحاق بالمنزل، وهو الأمر الذي جعله يلازمه باستمرار، وأصبحا يتحوزان على سكينين كبيري الحجم ويتعاطيان للسرقات تحت التهديد بهما، وباستعمال دراجته النارية، حيث يختاران ضحاياهما من بين الجنسين، ويركزان على الأشخاص الذين يسيرون بشكل انفرادي وفي أزقة خالية من المارة، و يقومان بتهديدهم بالسكاكين وسلبهم ما في حوزتهم، ثم يقتسمان الحصيلة بينهما مناصفة، مضيفا أنه، وخلال يوم الحادث كان برفقة صديقه يونس حيث كان يتولى سياقة دراجته النارية وكان هو يركب خلفه، وبمرورهما بالطريق المؤدي لشاطي عين الذئاب حوالي الساعة الرابعة صباحا صادفا شخصا حاولا استهدافه لسرقته، فتبين أن يونس يعرفه، وبأنه هو أيضا يتعاطى للسرقات وكان لديه سكين كبير الحجم، حيث عرضا عليه مرافقتهما لاقتراف السرقات، وبالفعل بقيا يتجولان طوال الليل إلى غاية الصباح حيث شاهدا فتاة تسير بمفردها بمكان لم يعد يتذكره بالتحديد لكونه كان في حالة تخدير من جراء التهام مجموعة من الأقراص المهلوسة، فنزل نحوها الشخص المجهول صديق يونس وهددها بسكينه وسلبها هاتفها النقال ثم عاد وامتطى الدراجة النارية خلفهما ولاذوا بالفرار، وعرض عليه يونس فيما بعد أن يسلمه مبلغ مائة درهم نظير الهاتف النقال، لكنه رفض الرضوخ لطلبه، وحاول الفرار بعدما ظل يحتفظ بالهاتف المحمول، فقام بمطاردته هو راجلا فيما لحق به صديقه يونس مستعملا الدراجة النارية، حيث تمكن من إيقافه بخلاء محاذي لقصبة الأمين، وتبادلا هناك الشجار بالأسلحة البيضاء، فأصابه الجاني على مستوى أصبع يده اليمنى وتمكن من الفرار، ثم واصل مطاردته بعد ان غسل يديه ووجهه بورش هناك، لكنه لم يجد له أثرا، ونفس الأمر بالنسبة لصديقه يونس والدراجة النارية، حيث لم يكن يعلم بما وقع له. ولما عرض عليه الجاني أكد انه بالفعل الشخص المعني بالأمر في تصريحه. الجاني من جهته، وهو من ذوي السوابق العدلية، وبعد الاستماع إليه، أكد أنه وبعد أن فشل في مساره الدراسي وعدم نجاحه في امتهان أية حرفة أو النجاح فيها، فقد سلك منحى الإنحراف وأصبح يعاشر مجموعة من الأشخاص المنحرفين، كما أنه أصبح مدمنا على تناول المخدرات بشتى أصنافها، خاصة منها الأقراص المهلوسة، وأصبحت تصرفاته وسلوكه يتسمان بالغطرسة والعدوانية، فلقب في الحي الذي يقطنه بلقب (بيدرة)، كما أنه تورط في قضية اغتصاب وقضى بموجبها عقوبة حبسية مدتها سنة ونصف، ومع ذلك لم ينقطع عن سلوكه الإجرامي، حيث أنه ومباشرة بعد مغادرته للمؤسسة السجنية بعد آخر عقوبة حبسية، قرر العودة للإنحراف أمام عدم إيجاده لأي عمل يوفر منه مدخولا يوميا قارا، وفي هذا الصدد فقد أصبح يتحوز سكينا متوسط الحجم يستعمله للدفاع عن نفسه، مضيفا بأنه وخلال ليلة الجمعة المنصرمة توجه عند مروج للخمور بحي الوفاق 03 واقتنى منه قنينتين من ماء الحياة بثمن 25 درهما للواحدة، وقد احتسى محتواهما حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا على مقربة من مسكنه، وعند حلول منتصف الليل قرر القيام بجولة راجلة في اتجاه شاطيء عين الذئاب، وعند مروره بشارع سيدي عبد الرحمان، تقدم منه شخصان كانا يمتطيان دراجة نارية نوع سكوتر منزوعة الهيكل حيث نزل عنده الشخص الراكب في الخلف وأشهر في وجهه سكينا كبير الحجم هدده به وطلب منه أن يسلمه ما بحوزته فأخبره أنه لا يتوفر على أي شيء، وفجأة خاطبه الراكب حيث أكد له أنه يعرفه، وبالفعل عرفه وهو المسمى يونس كونه كان يقطن بالقرب منهم عندما كانوا يقطنون بحي الصفا، فأخبره أنه حديث الخروج من المؤسسة السجنية ولا يتوفر على أية نقود، فطلب منه مرافقتهما على متن الدراجة النارية لكي يشاركهما السرقات ويتحصل من وراء ذلك على بعض المال، وبالفعل امتطى الدراجة النارية برفقتهما، ونظرا لكونه كان في حالة سكر فإنه لم يتذكر الأماكن التي اقترفوا السرقات فيها، حيث كان المسمى (ياسين) في كل مرة ينزل ويقترف السرقة في حق أحد الضحايا ويعود ويركب خلفه، وقد اقترفوا حوالي ثلاث سرقات وفي نهاية المطاف سلمه المسمى ياسين مبلغ خمسة دراهم وقرصين مخدرين، وطلب منه المغادرة لحال سبيله وهو ما جعله يستشيط غضبا حيث خطف من يده هاتفا نقالا نوع نوكيا متحصل من تلك السرقات ولاذ بالفرار، وحاول تعقبه لكنه لم يتمكن من ذلك فلحق به يونس وهو يشهر مدية كبير الحجم، وقد تمكن من الهرب منه حيث رشقه بحجرة فسقط أرضا، وقام بطعنه على مستوى كتفه وأصابه بجرح غائر فيه ثم لحق به وسقط فوقه، وحاول في البداية نزع الهاتف من يده فلم يتمكن، ثم حاول إيذائه بالمدية لكنه نزعها من يده، ووجه له عدة طعنات بها ثم لاذ بالفرار، بعد أن توجه صوب الدراجة النارية التي ظلت مستوقفة هناك وامتطاها، وعمل على إخفائها في بهو منزلهم في البداية، لكنه ومخافة افتضاح أمره فقد تخلى عنها في اليوم الموالي بخلاء قرب دوار التوينشات قبل أن يفتضح أمره، وتظاهر بكونه أصيب في شجار مع الجيران في حين أن الإصابة التي مني بها هي من صنيع المسمى يونس، حيث أخذته والدته لمستشفى الحسني لتلقي العلاج ومنه تمت إحالته على مستشفى مولاي يوسف وهناك تم إيقافه. وقد تمت إحالة المعنيين بالأمر على العدالة بتهمة لقتل العمد مع سبق الإصرار المتبوع بالسرقة والتخدير والسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، في حين حررت برقيتي بحث تخصان مروجا لأقراص الهلوسة بدرب غلف الذي زود (ياسين) بالقرقوبي، و(عبد الهادي) مزود منير ب «الماحيا» علما بان هذا الأخير هو مصدر للعديد من الجرائم والمشاكل والظواهر الانحرافية التي يشهدها حي الوفاق 3 تحديدا، والذي كان منزله موضوع مداهمات متعددة ومواجهة هناك استعمل فيها كلب «البيتبول» في وقت سابق، إلا أن نشاطه ما يزال متواصلا في ترويج المشروبات الكحولية.