النافذة الفردية الأكثر خطورة بالنسبة لصحة الأم والطفل تحدث ابتداءً من المخاض وحتى 48 ساعة بعد الولادة.وبالنسبة لعدد كبير من الناس في أماكن عديدة جداً، تنتهي تلك اللحظة،المفروض أن تكون لحظة فرح عظيم،بمأساة.ولا تزال حتى يومنا هذا في سنة 2011 تموت أم واحدة أثناء الولادة كل دقيقتين.واستناداً إلى منظمة الصحة العالمية، ولد 2.6 مليون طفل ميتاً في سنة 2009،ويموت مليون مولود جديد في كل سنة بعد يومين من ولادتهم،وفمن سنة 1990 حتى سنة 2008،انخفض المعدل العالمي لوفيات الأمهات بنسبة 34 بالمائة. تبقى المرأة في بلدان أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى معرضة للوفاة أثناء الولادة بنسبة 136 ضعف تعرض المرأة في البلدان المتطورة. ولافتات شعار الاهتمام بالنساء الذي تواجهنا بأبواب بعض المستشفيات وان الخدمات المقدمة للنساء الحوامل مجانية،يعد شعارا بلا معنى في غياب هذه الخدمات وعلى رأسها وجود طبيب مختص مسؤول على متابعة حالة النساء الحوامل كما هو معمول به في جميع الدول. تقول وزارة الصحة أنها تعمل جاهدة من اجل توفير الخدمات للمواطنين وان هؤلاء الذين يتحاملون على الوزارة لا يريدون الاعتراف بهذه الحقيقة.ونحن نتمنى أن تقوم وزيرة الصحة بزيارة هذا المستشفى للتأكد من الحقيقة التي تحدثنا عنها،وبعيدا عن كل التقارير التي تخفي مأساة في حق المرأة الحامل وجنينها،حقيقة عدد النساء الحوامل اللائي زرن المستشفى وعُدن أدراجهُن بعدما لم يجدن الطبيب المختص،مع العلم أنهن يتوفرن على ملف للمتابعة الصحية. تخضع مجموعة من النساء الحوامل للمتابعة والرقابة الصحية حيث البعض من هن في حاجة إلى متابعة يومية أو أسبوعية أو شهرية.تدعي وزارة الصحة أنها تعمل جاهدة لتوفير الرعاية والاهتمام بالنساء الحوامل والأجنة التي في بطونهن،إلا أن حال بعض المستشفيا ت المغربية تكذب هذه الحقيقة.فغياب طبيب مختص للنساء في مستشفى إقليمي لعدة أسابيع يعد أمرا غريبا لا يمكن أن يكون إلا في بلد ليس فيه قيمة للمواطن. تتردد النساء الحوامل على المستشفى الإقليمي بجرادة من اجل المتابعة فلا تجدن إلا جوابا وحيدا من طرف حراس بالمستشفى بأنه ليس هناك طبيب للنساء ومن أرادت رؤية الطبيب المختص ما عليهن إلا الانتقال إلى مستشفى الفارابي بوجدة وكأن إقليم جرادة ليس منطقة مغربية وليس من حق ساكنته الاستفادة من الخدمات الطبية،فما معنى أن يوجد مستشفى إقليمي إذا كان السكان عليهم التنقل إلى وجدة للعلاج،أليس من الضروري وجود طبيب مختص في حالات خاصة كالنساء الحوامل والأطفال... نساء تأتين من عين بني مطهر ولمريجة وكافايت تعانين المتاعب ومصاريف التنقل...وهن بالكاد يتنقلن لشدة الأوجاع...ثم تعدن أدراجهن إلى منازلهن يحملن معهن آلامهن. هل يعقل أن يكون هناك مستشفى إقليمي لعدد من السكان بدون طبيب مختص للنساء؟أليست صحة المواطنين مسالة حياة أو موت أحيانا في غياب الرعاية الصحية والمتابعة الحقيقية؟ كيف لا يمكن أن يشعر سكان إقليم جرادة بالتهميش و"الحكرة" وهم لا يجدون حقوقهم .فلا طبيب ولا هم يحزنون...