تقرير أممي يكشف أن الفقر مازال يبعد العالم عن بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية كشف تقرير الأممالمتحدة حول الأهداف الإنمائية للألفية لعام 2011 أنه رغم تسجيل تقدم نحو تحقيق تلك الأهداف، إلا أن بلوغ النتائج المسطرة بحلول العام 2015 ما يزال صعبا في ظل تخلف الفئات الأكثر فقرا في العالم عن الركب. وذكر التقرير الذي أصدره يوم أمس الخميس الأمين العام للأمم المتحدة واستعرضته خولة مطر مدير مركز الأممالمتحدة للإعلام في القاهرة خلال مؤتمر صحفي، أن العالم يسير مع ذلك في المسار الصحيح نحو بلوغ هدف الحد من الفقر بحلول عام 2015 حيث سينخفض معدل الفقر العالمي إلى ما دون 15 بالمائة، وهو ما يمثل أقل بكثير من هدف 23 بالمائة المحدد، وذلك بسبب الانتكاسات الأخيرة الناجمة عن الأزمتين الغذائية والاقتصادية وأزمة الطاقة. ووفقا للتقرير، فإن بعض البلدان خطت خطوات جبارة في مجال التعليم حيث حققت بوروندي ومدغشقر ورواندا وساموا وسان تومي وبرينسي وتوغو وتنزانيا هدف تعميم التعليم الابتدائي أو كادت تحققه، مشيرا إلى خفض عدد وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سن الخامسة من 12.4 مليون طفل عام 1990 إلى 8.1 مليون طفل عام 2009، وهو ما يعني أنه تم إنقاذ ما يقارب 12 ألف مليون طفل من الموت يوميا. وأضاف أن زيادة التمويل وبذل جهود مكثفة لمكافحة الملاريا أدت إلى انخفاض الوفيات الناجمة عنها بنسبة 20 بالمائة في جميع أنحاء العالم حيث تم تسجيل 985 ألف حالة وفاة في عام 2000 مقابل 780 ألف حالة سنة 2009. وسجل أيضا أن عدد الأشخاص الذين يتلقون العلاج المضاد للفيروسات الرجعية لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة (سيدا) ارتفع 13 ضعفا في الفترة ما بين 2004 و2009، بفضل زيادة التمويل وتوسيع البرامج التحسيسية، كما انخفضت الإصابات الجديدة بفيروس السيدا بشكل مضطرد حيث بلغ عدد حديثي العهد بالإصابة بهذا الداء مليونين و600 ألف شخص وهو ما مثل انخفاضا بنسبة 21 بالمائة منذ عام 1997 عندما بلغت الإصابات الجديدة ذروتها. وذكر التقرير الأممي أن نحو مليار و100 مليون شخص في المناطق الحضرية و723 آخرين في المناطق الريفية حصلوا على فرص للاستفادة من مصدر مياه صالحة للشرب خلال الفترة ما بين 1990 و2008. وشدد تقرير الأممالمتحدة حول الأهداف الإنمائية للألفية لعام 2011 على أن تحقيق هذه الأهداف يتوقف إلي حد بعيد علي ضمان تمكين المرأة وتكافؤ الفرص بين النساء والرجال والفتيات والفتيان، موضحا أن فرص تحقيق العمالة الكاملة والمنتجة لا تزال ضئيلة للغاية بالنسبة للمرأة. وتابع التقرير أن الفترة من عام 2008 إلى 2009 شهدت فقدانا كبيرا في فرص العمل وكان خلالها نمو سوق الشغل، لاسيما في البلدان النامية، أقل بالنسبة للمرأة مما كان عليه بالنسبة للرجل. وأفاد بأن احتمال عدم التحاق الطفل بالمدرسة يتزايد تبعا لمدى كونه طفلا فقيرا أو يعيش في منطقة نزاع حيث تشير التقديرات إلى أن 42 بالمائة من الأطفال الذين هم في سن الالتحاق بالمدارس لم يلتحقوا بها، وهو ما يمثل 28 مليون طفل يعيشون في البلدان الفقيرة المتضررة من النزاعات. وأضاف أن الأطفال الأشد فقرا أحرزوا أبطأ تقدم من حيث تحسين التغذية والبقاء على قيد الحياة حيث يعاني ما يقارب من ربع أطفال العالم النامي من نقص الوزن، ويتفاقم هذا الوضع بشكل مقلق في الدول الأشد فقرا حيث يواجه الأطفال بها بالخصوص خطرا مضاعفا يعرضهم للوفاة قبل سن الخامسة بالمقارنة مع أطفال الأسر المعيشية الأكثر غنى. وذكر التقرير أيضا أن الفقراء الذين يعيشون في المناطق الريفية لم يستفيدوا في أكثر الأحيان من التقدم المحرز في مجال الصرف الصحي حيث مازال نحو ملياري و600 مليون شخص يفتقرون إلى مختلف أشكال خدمات الصرف الصحي المحسنة. وأكد تقرير الأممالمتحدة حول الأهداف الإنمائية للألفية لعام 2011 أن دول شمال إفريقيا لا تزال تحتل الصدارة في العالم من حيث التقدم نحو تحقيق العديد من الأهداف الإنمائية للألفية حيث سجلت أكبر نجاح في خفض معدل وفيات الأطفال في الفترة الفاصلة بين عامي 1990 و2009 بينما انخفضت نسبة الأطفال الذين يموتون قبل بلوغهم سن الخامسة بنسبة 68 بالمائة. وأبرز أن منطقة شمال أفريقيا تجاوزت أيضا الهدف المتعلق بالصرف الصحي ضمن الأهداف الإنمائية للألفية، حيث زادت التغطية من 72 بالمائة عام 1990 الى 86 بالمائة عام 2008، كما حققت خطوات مهمة في مجال تراجع معدلات وفيات السيدات عند الولادة. وأضاف أن هذه المنطقة باتت رائدة في توسيع نطاق محو الأمية في صفوف الشباب حيث ارتفع معدل الإلمام بالقراءة والكتابة لدى الشباب من 68 بالمائة إلى 87 بالمائة خلال الفترة ما بين 1990 و2009، كما سجلت ثالث أفضل معدل في تحسين الالتحاق بالمدارس الابتدائية حيث حققت زيادة تراوحت ما بين 86 بالمائة و94 بالمائة في الفترة الفاصلة بين عامي 1999 و2009.