حذر تقرير صادر عن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) من أن الأزمة المالية العالمية تهدد بحرمان ملايين من الأطفال بالبلدان الأكثر فقرا من الولوج الى التعليم ،مما يقوض التقدم الذي تحقق في هذا المجال خلال العقد الماضي. وأفاد تقرير المتابعة العالمي حول التعليم للجميع 2010 أنه "في حين أن 72 مليون طفل في العالم لا يزالون غير متمدرسين،فإن تباطؤ النمو الاقتصادي،وارتفاع نسبة الفقر وزيادة الضغوطات على الميزانيات ،يمكن أن تؤثر على التقدم الذي تم تحقيقه في مجال التربية على مدى السنوات العشر الماضية" . وسجل التقرير،الذي قدم هذا الأسيوع بنيويورك تحت عنوان "الوصول الى المهمشين"،تقدما "كبيرا" في مجال التعليم خلال العقد الأخير ،الأمر الذي يتناقض بشدة مع "العقد الضائع" لسنوات التسعينيات. وهكذا،فقد انخفض عدد الأطفال غير المتمدرسين منذ 1999 ب33 مليون طفل في حين ارتفع عدد الأطفال الذين أكملوا التعليم الابتدائي. وأشار التقرير إلى أن معدل التسجيل بالمدارس بافريقيا جنوب الصحراء قد ارتفع خمس مرات مقارنة مع سنوات التسعينيات. كما لوحظ تقدم سريع لا سيما في البنين ،والموزامبيق،حسب التقرير. واعتبرت المديرة العامة لليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا،أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يسمح بأن تتم التضحية بجيل من الأطفال وحرمانهم من حظوظهم في الولوج إلى التربية والخروج من الفقر. وأوصى معدو التقرير بضرورة أن تشكل إفريقيا جنوب الصحراء موضوع مبادرة تكتسي أولوية،مضيفين أنه وبالنظر إلى تفاقم العجز في الميزانية بالمنطقة،فإن مخططات النفقات في مجال التربية مهددة بالخضوع لإعادة جدولة صارمة. ولاحظوا أنه كنتيجة مباشرة للأزمة،فإن النفقات العمومية المخصصة للأنظمة التربوية بالمنطقة يمكن أن تقتطع منها 6ر4 مليار دولار سنويا خلال 2009 و2010. ومن أجل تفادي مثل هذا الوضع،طالب التقرير البلدان الغنية ومجموعة ال`عشرين برفع مساعداتها بشروط ملائمة لتفادي تدهور ميزانيات البلدان الأكثر فقرا. وحسب التقرير،فإنه يتعين على المانحين أن يعملوا على سد عجز سنوي في التمويل بقيمة 16 مليار دولار من أجل بلوغ هدف التعليم الأولي العالمي في أفق 2015. غير أن التقرير أقر أنه سيكون من الصعب بالنسبة للمانحين الرفع من المساعدة في ظل السياق الرهان المتميز بضغوطات كبيرة،مضيفا أنه وعلى الرغم من إكراهات الميزانية،فانه يتعين الرفع من مستوى المساعدات بشكل كبير من أجل الوصول إلى 16 مليون دولار ,التي تتطلبها التربية من أجل الجميع. وفي هذا الاتجاه،دعا معدو التقرير الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون إلى عقد مؤتمر من مستوى عال للمانحين خلال 2010 لمحاولة سد العجز في التمويل. وبالنسبة لليونسكو،فإن العالم لن يتوصل إلى تحقيق التمدرس لجميع الأطفال إلا عبر وضع التهميش في صلب السياسات التربوية. وعشية انعقاد القمة العالمية الكبرى حول الأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة،يشير التقرير إلى أن الفرص التي لم يتم استغلالها في مجال التربية ستشكل عراقيل أمام النمو الاقتصادي وتقليص الفقر وتحقيق التقدم في مجال الصحة وغيرها. وستتدارس منظمة الأممالمتحدة التقدم الذي تحقق في مجال الأهداف الإنمائية للألفية خلال اجتماع من مستوى عال يرتقب تنظيمه في شتنبر المقبل.