يقدم التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع لسنة 2005 الذي أطلقته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) مؤخرا ببيروت، صورة متشائمة بخصوص تحقيق هدف التعليم للجميع في المنطقة العربية في أفق .2015 ويشير التقرير الى أن منطقة الدول العربية تعاني من أدنى معدلات محو أمية الكبار في العالم . وسجل التقرير في هذا الصدد أن 62 في المائة من السكان بالمنطقة العربية الذين هم في سن الخامسة عشر وما فوق يستطيعون القراءة والكتابة سنة 2002 مشيرا الى أن هذا المعدل كان دون الخمسين في المائة في موريتانيا واليمن وتجاوز التسعين في المائة في الأردن. وحسب التقرير فان المشاركة في الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة لا تزال منخفضة، إذ إن نسب القيد الإجمالية في مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي كانت تقل سنة2001 عن20 في المائة في معظم الدول . وذكر ان الجزائر وجيبوتي وعمان واليمن تعد من البلدان التي تتدنى فيها نسب القيد الإجمالية الى حد كبير (نحو5 في المائة أو أقل) فيما تزيد هذه النسبة على سبعين في المائة في الكويت ولبنان والإمارات العربية . وأشار الى أن المنطقة العربية تشهد بعضا من أشد أوجه التفاوت بين الجنسين في العالم، لاسيما في مجال التعليم الابتدائي ومحو أمية الكبار. وأوضح في هذا الصدد ان ستة من كل عشرة أطفال في سن التعليم الابتدائي من غير الملتحقين بالمدارس هم من الفتيات، وأن نسبة الإناث إلى الذكور في المدارس الابتدائية هو89 فتاة مقابل كل مائة صبي. وذكر ان هذا الرقم ينخفض الى80 في جيبوتي واليمن. ويستعرض التقرير الأدلة المستمدة من البحوث الجارية بشأن مختلف العوامل التي تحدد نوعية التعليم ويرسم السياسات الكفيلة بتحسين عملية التعليم والتعلم ولا سيما في البلدان المنخفضة الدخل كما يرصد المساعدة الدولية في مجال التعليم ومدى التقدم المحرز في تحقيق الاهداف الستة التي التزم بها اكثر من160 بلدا في المنتدى العالمي للتعليم الذي عقد بدكار سنة2000 . ويركز التقرير على الجودة ومكانتها الجوهرية في التعليم ومدى استيعاب الطلاب لما يتعلمونه . ويرى أن السعي لتمكين الطلاب من احراز نتائج تعليمية مقبولة واكتساب القيم والمهارات التي تساعدهم على القيام بدور إيجابي في مجتمعاتهم يندرج في اطار السياسات العامة التي تهم كل بلدان العالم . وقد تمت مناقشة هذا التقرير خلال الإجتماع الاستشاري السنوي للمنظمات غير الحكومية المعنية بالتعليم للجميع الذي اختتم يوم السبت الماضي ببيروت حيث أعلن أن النسخة العربية للتقرير الذي وضع أساسا بالإنجليزية، ستصدر قريبا . وركزت مناقشات التقرير حول تهميش المنظمات غير الحكومية في اعداده وتجاهل حاجات دول الجنوب مقابل طرح حاجات دول الشمال في مجال التعليم ومدى سعي اليونيسكو الى تحسين احصاءاتها وأثر اللغات الأجنبية على نوعية التعليم وعدم طرح التقرير أية معلومات تتعلق بالتعليم غير النظامي وما اذا كانت المنظمات غير الحكومية قادرة على تقديم تقارير مماثلة لتقارير الحكومات الوطنية. الا أن المدير الاقليمي لليونيسكو فيكتور بله أكد بأن معظم الدراسات أعدت بمشاركة عدد كبير من خبراء دول الجنوب وتم اختيار الدول المعرضة أكثر من غيرها للمخاطر وتوفير الموارد لمساعدتها . من جهته اوضح مدير قسم التوثيق والرصد الدولي للتعليم للجميع باليونيسكو ابهيمايو سينغ ان التقرير صدر عن فريق دولي مستقل ومولته ست دول صناعية،وهو يحرص على إعطاء المجتمع المدني فضاء ملائما كما يسعى الى تعزيز الحوار حول المسائل الشائكة حتى تشجع الاسرة الدولية بالتجارب المحلية والاقليمية وتمدها بالتمويل اللازم. أما المنسقة الدولية للاجتماع الاستشاري السنوي للمنظمات غير الحكومية المعنية بالتعليم للجميع مونيك فويو، فقد اعلنت ان معهد اليونيسكو للإحصاءات سيغير وسيلة عمله توصلا الى اعداد بيانات ذات مصداقية عالية، موضحة ان التقرير المقبل سيركز على محو الامية وتعليم الكبار. وم ع/بتصرف