أكدت لطيفة العبيدة، كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، أن قطاع التربية والتكوين بالمملكة المغربية حظي بأهمية قصوى، على اعتبار أنه يشكل السبيل الناجع لرفع رهان التنميةمشيرة إلى أن الاهتمام انصب على الوسائل القمينة بإعطاء نفس جديد للإصلاح، الذي انطلق مع بداية العشرية الحالية، من خلال تنفيذ "البرنامج الاستعجالي للفترة 2009-2012"، المبني على التدبير التشاركي اللامتمركز، والمبني على النتائج. وأوضحت العبيدة، في كلمة أمام المؤتمر العام ال 35 للمنظمة الأممية المنعقد بباريس، ما بين 6 و23 من أكتوبر الجاري، أن الاعتمادات المرصودة لقطاع التربية والتكوين تضاعفت مع بداية 2009، وأن غلافا ماليا مهما خصص لتحسين الظروف المادية والبيداغوجية للمؤسسات، مع اعتماد آليات وتدابير ملموسة لمواجهة المعيقات السوسيو- اقتصادية والمجالية، في أفق تكريس مبدأ تكافؤ الفرص بين الأطفال المغاربة. وبخصوص التدهور البيئي المقلق، أوضحت العبيدة أن جلالة الملك دعا إلى وضع ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة، من أجل الحفاظ على مجالات البيئة ومحمياتها، ووضع معايير مضبوطة تجسد إرادة المغرب في الانخراط في سياسة توفق بين مقتضيات التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، على اعتبار أن البيئة رصيد مشترك للإنسانية، ومسؤولية جماعية لأجيالها الحاضرة والمقبلة. وقالت كاتبة الدولة إن الإنسانية تجتاز حاليا ظرفية صعبة تطبعها النزاعات، وتزيد من حدتها الخسائر المادية والبشرية التي تخلفها الكوارث الطبيعية، الأمر الذي يحتم على منظمة اليونسكو العمل على النهوض بثقافة السلم، والأمن، والتضامن والمساواة كخيار استراتيجي يندرج في صلب مهامها. كما أشارت إلى أن الدورة الحالية للمؤتمر العام للمنظمة، تأتي في سياق تطبعه الأزمة المالية العالمية، واستمرار الصراعات واستفحال المشاكل المرتبطة بالبيئة، الأمر الذي يدعونا جميعا، تضيف كاتبة الدولة، إلى القيام، عبر اليونيسكو، بتفكير جماعي حول صيغ عمل مشترك بهدف التوصل إلى الحلول المناسبة. وأبرزت لطيفة العبيدة أن المغرب، في ظل هذه الظرفية العالمية، يبذل مجهودات جبارة في إطار برامج هيكلية تروم تحقيق التنمية الشاملة، من خلال إنعاش الاستثمار المنتج وتحسين ظروف عيش الفئات والجهات الفقيرة. كما أعلنت أن المغرب يعتبر أن النهوض بقيم السلم، والأمن، والتضامن والمساواة، ينبغي أن يشكل خيارا استراتيجيا لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو). وأضافت أن "اليونيسكو مدعوة، اليوم أكثر من أي وقت مضى، لإقرار التوازن الضروري بين مواصلة بذل جهودها الخاصة بدعم وتأطير البلدان الأكثر فقرا في تنفيذ برامجها التربوية والتنموية، وإعطاء دفعة جديدة لدورها في خدمة البحث العلمي. ومن جهة أخرى، أكدت كاتبة الدولة، أن المغرب، الذي يظل متمسكا بالمبادئ التأسيسية لمنظمة اليونيسكو، يعمل من أجل تعزيز السلام في العالم والشرق الأوسط. ونوهت، في هذا السياق، بالجهود التي تبذلها اليونيسكو لصيانة التراث العالمي للقدس الشريف، وبالاهتمام الذي توليه لتعليم الأطفال في الأراضي العربية المحتلة. وهنأت العبيدة، من جانب آخر، المدير العام لليونيسكو المنتهية ولايته، كويشيرو ماتسورا (اليابان)، على حسن قيادته للمنظمة، والإجراءات التي اتخذها لتعزيز أدائها. كما هنأت إيرينا بوكوفا (بلغاريا) على الثقة التي وضعها فيها المجلس التنفيذي للمنظمة، باقتراح انتخابها كأول امرأة على رأس مؤسسة أممية ثقافية مرموقة. وعلى هامش هذه الدورة ، شاركت العبيدة في نقاش حول موضوع "الاستثمار من أجل الخروج من الأزمة والتركيز على أهداف التنمية المتفق عليها دوليا، خاصة أهداف الألفية للتنمية، عبر العمل في مجالات التربية، والعلوم، والثقافة، والاتصال والإعلام".