نلتقي في هذ الحديث مع السيدة لطيفة العبيدة، كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي التي تقلدت مناصب المسؤولية في قطاع التربية الوطنية كمديرة للميزانية ومراقبة التدبير، ومديرة للموارد البشرية وتكوين الأطر، فكاتبة عامة لقطاع التربية الوطنية، ولها مساهمات في الحياة المدنية، إذ تترأس العديد من الجمعيات المرتبطة بمجالات التربية والتعليم. ويشكل المسار المهني للسيدة العبيدة، تراكم خبرات في مجال التربية والتكوين. وهي في هذا الحوار تبرز عددا من الأفكار والتصورات المرتبطة باستراتيجية الوزارة، الرامية الى إرساء نظام تعليمي قادر على رفع تحديات جيل مدرسة النجاح. الإتحاد اشتراكي : نعيش موسما دراسيا جديدا بشعارات مختلفة،ماهي في نظركم دوائر الاهتمام التي يتم التركيز عليها، في إطار البرنامج الاستعجالي؟ لطيفة العبيدة: يرفع الموسم الدراسي الحالي شعار: «جميعا من أجل مدرسة ناجحة»وينبغي التنويه هنا بأن البرنامج الاستعجالي يحمل طموحات واعدة لدعم الجهود التي بذلت لإصلاح المنظومة التعليمية ،والرفع من مستوى الجودة، عبرالإستثمار في العنصر البشري الذي هو أساس التنمية . وهذا يجرنا إلى الحديث عن شعار آخر ، بل هدف أساسي من أهدافنا ،ونعني بذلك شعار مدرسة النجاح. الاتحاد الاشتراكي: قبل أن نتابع الحديث عن مستجدات الدخول المدرسي الجديد ،هناك سؤال يطرحه المهتمون بالشأن التعليمي عموما ،وهو هل فشل الاصلاح وجاء المخطط الاستعجالي ليعالج الأمور؟ لطيفة العبيدة : هذا ليس أمرا دقيقا لأن الإصلاح محطات ،تم خلالها إرساء العديد من المؤسسات . والدولة في وقت سابق لم تواكب ماليا طموحات الإصلاح. الاتحاد الاشتراكي: طيب لنعد الآن إلى مستجدات المرحلة المقبلة لطيفة العبيدة : طرحتم في البداية سؤالا عن مرا كز الإهتمام التي تشغلنا خلال هذه المرحلة. إن أول ما يستأثر باهتمامنا حاليا هو معالجة كل القضايا المرتبطة بالتدبير التربوي بكل تفاصيله اليومية ، ولتحقيق ذلك وضعنا نصب أعيننا كأولوية تدبير الموارد البشرية، وخاصة هيئة التدريس، وبدأنا نفكر في الكيفية التي تعيد للمدرسين الوضع الاعتباري ،والمعنوي، والمهني اللائق بأساتذتنا. الاتحاد الاشتراكي: ماذا تعنون بإعادة الاعتبار المهني ؟ لطيفة العبيدة: نعني بذلك تمكين المدرسين من التحكم في مهنتهم ،ولا يمكن أن يتأتى ذلك بدون نظام تكوين . ولهذا يتم رفع ميزانية التكوين من 100 مليون درهم إلى 520 مليون درهم . وسنركز على إصلاح منظومة التكوين الأساسي ، والتفكير في مراجعة التكوين المستمر. كما لدينا إرادة لتكوين المكونين ... الاتحاد الاشتراكي: ولكن ماهي الأساليب التي ستمكن من إعادة الاعتبار للأستاذ؟ لطيفة العبيدة: هناك تدابير ومقاربات سيتم العمل بها كتشجيع الاستحقاق والتميز عند الأساتذة ومراجعة أساليب التقويم والرفع من التحفيزات المادية لنساء ورجال التعليم المتميزين . أما الانشغال الأساسي الآخر فيتعلق بالجانب الميداني للعملية التعليمية، أي الاهتمام بالبنيات المؤسسية ، ونتحدث هنا عن قلب الهرم الإداري والتي تعتبر المؤسسة التعليمية أهم بنية فيه . الاتحاد اشتراكي: ألا يتطلب كل ذلك ميزانية مجزية؟ لطيفة العبيدة: قامت الدولة بمجهود مالي غير مسبوق ،سواء في ميزانية2009 أو حتى في ميزانية 2010 . واليوم هناك قناعة راسخة لدى الجميع مفادها أن أساس التقدم يبدأ من المدرسة .وهنا تكمن حكمة شعار مدرسة النجاح ،وهو مايسمح بإعادة التركيز على الفعل التربوي من أجل تحقيق الجودة.ومن أجل هذا قمنا بتكوين فريق قيادي مهمته بناء قطب تربوي يضع الخطط، ويتتبعها ميدانيا. الاتحاد الإشتراكي: تعتبر محاربة الهدر المدرسي هدفا استراتيجيا للبرنامج الاستعجالي ،الذي بدأ تنفيذه السنة الماضية ،كيف يمكن تقييم النتائج ؟ لطيفة العبيدة: لقد سعى البرنامج إلى محاربة الهدر المدرسي عبر تخصيص منح مالية للأسر الفقيرة ، وقد تم تطبيق التجربة خلال الموسم الماضي على خمس أكاديميات، وهمت العملية 47000 أسرة .وقد تمكن أزيد من 8000 تلميذ من العودة الى قاعة الدرس الاتحاد الاشتراكي: عرفت السنة الماضية عدة حوادث تعلقت بتعاطي وترويج المخدرات داخل وخارج المؤسسات التعليمية ،وحدوث سلوكيات عنيفة ،كيف تعالجون ذلك؟ لطيفة العبيدة: لدينا مقاربات وقائية بتعاون مع وزارة الداخلية ،بغية تعزيز الأمن في محيط المؤسسات التعليمية ،ومراقبة تجار المخدرات الصغار.أما على المستوى التربوي فلدينا مقاربات جديدة تروم تنشيط الحياة المدرسية ،عبر دعم النوادي المدرسية.كما سنعمل على تطبيق مفاهيم جديدة ،كمفهوم الأستاذ الكفيل الذي يهتم بمشاكل التلاميذ عبر الاستماع إليهم.