تحتفل دول المعمور يوم غد الأحد 17 أكتوبر باليوم العالمي لمكافحة الفقر في سياق يتسم ببطء تنفيذ الالتزامات المتعلقة بتحقيق أهداف الألفية للتنمية ، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية والتغيرات المناخية وعدم وفاء الدول المانحة بالتزاماتها. وانطلاقا من هذه الوضعية أقر الأمين العام للأمم المتحدة ، بان كي مون ، خلال قمة الألفية للتنمية التي انعقدت من 20 إلى 22 شتنبر الماضي بنيويورك، بالتأخيرات والنواقص التي أعاقت تحقيق الأهداف الثمانية التي وضعتها قمة الألفية قبل عشر سنوات، إلا انه قال إنه رغم الأزمة الاقتصادية والمالية فإن على العالم واجب إخراج مئات الملايين من الأشخاص في إفريقيا وآسيا من حالة الفقر المدقع. وأكدت المعطيات التي تم الكشف عنها خلال قمة الأممالمتحدة حول أهداف الألفية ، التي انعقدت في شتنبر الماضي ، أن حوالي 4 ر1 مليار شخص يعيشون على أقل من 25 ر1 دولارا في اليوم، وهو خط الفقر الدولي الذي حدده البنك الدولي ، فيما يعاني نحو مليار شخص من الجوع. وحسب هذه المعطيات فإن ما يقرب من تسعة ملايين طفل يموتون كل عام قبل أن يبلغوا عامهم الخامس، فيما تموت مئات الألوف من النساء بسبب مضاعفات الحمل والولادة. وأكد تقرير للأمم المتحدة أنه لم يتحقق تقدم يذكر في الحد من الفقر المدقع في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث لم ينخفض معدل الفقر إلا انخفاضا طفيفا، من 58 إلى 51 في المائة بين العامين 1990 و2005. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن آثار الأزمة الاقتصادية ستدفع 64 مليون شخص إضافيين إلى دائرة الفقر المدقع في عام 2010، وأن معدلات الفقر ستكون أعلى قليلا في عام 2015 وما بعده مما كانت ستكون عليه بدون الأزمة، ومعظم ذلك في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي شرق وجنوب شرق آسيا. وعلى الرغم من هذه النظرة التشاؤمية فإن القمة أظهرت أنه بالإمكان تحقيق أهداف الألفية للتنمية في وقتها (2015) والمتمثلة في تخفيض نسبة السكان الذين يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد إلى النصف في الفترة ما بين 1990 و 2015 ، وتوفير العمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع، بمن فيهم النساء والشباب ، وتخفيض نسبة السكان الذين يعانون من الجوع إلى النصف في الفترة ما بين 1990 و 2015 . ولعل مبعث الارتياح يتمثل ، حسب تقرير الأهداف الإنمائية للألفية 2010 ، في ما حققته مجموعة من الدول من إنجازات كبرى في مكافحة الفقر، وتحسين الالتحاق بالمدارس وصحة الطفل، والتوسع في إمكانيات الحصول على المياه النقية ، وتعزيز مكافحة الملاريا والسل، وزيادة سبل الحصول على العلاج من فيروس نقص المناعة البشرية. وذكر التقرير في هذا السياق أن عدد الأشخاص في الدول النامية الذين يعيشون على أقل من 25 ر1 دولار في اليوم انخفض من 46 في المائة في العام 1990 إلى 27 في المائة في العام 2005 ، وأنه من المتوقع أن يصل إلى 15 في المائة بحلول العام 2015. والتزاما من المغرب بالانخراط في الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق أهداف الألفية للتنمية ، دشنت المملكة مجموعة من الأوراش خلال السنوات الماضية بهدف القضاء على الفقر والتهميش وتحسين ظروف عيش السكان. فقد أطلق المغرب منذ سنة 2005، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، اعتمد في بلورتها على مقاربة تشاورية وإدماجية ، تقوم على المشاركة الديمقراطية، وحكامة القرب، وعلى تبني الفاعلين المعنيين، لمشاريعها الهادفة بالخصوص للتصدي للعجز الاجتماعي، بخلق أنشطة مدرة للدخل، ولفرص الشغل. وقد قطع المغرب ،بفضل هذه المبادرة ، أشواطا متقدمة لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية ، خاصة ما يتعلق منها بمحاربة الفقر والهشاشة والإقصاء، وتحسين ظروف عيش السكان . ولمواصلة هذا المسار أطلق المغرب في 11 أكتوبر الجاري حملة حول أهداف الألفية للتنمية ، تنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس ، بهدف تحسيس الرأي العام المغربي وتوعيته بضرورة تسريع بلوغ أهداف الألفية بالمغرب. ويأتي إطلاق هذه الحملة عقب قمة الألفية للتنمية التي تم خلالها المصادقة على برنامج عمل لبلوغ أهداف الألفية للتنمية الثمانية في أفق سنة 2015. ومن جهة أخرى ، وبالنظر إلى انخراط المغرب في تعزيز شراكة عالمية تضامنية، وضعت المملكة ، كما أبرز ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمام قمة أهداف الألفية للتنمية " ، مسألة التنمية البشرية، وتحقيق أهداف الألفية للتنمية، في صلب سياسة ملموسة وخلاقة للتعاون جنوب - جنوب، خاصة مع الدول الإفريقية الشقيقة .