أكدت منظمة الصحة العالمية على ضرورة الاستثمار في الأنظمة الصحة خاصة عبر تكوين مولدات وتأمين العلاجات المتعلقة بالصحة الإنجابية الاستعجالية على مدار24 ساعة من أجل تقليص معدل الوفيات أثناء الولادة التي تطال 500 ألف امرأة كل سنة. وأوضحت المنظمة في بيان نشر أمس الاثنين أن هؤلاء النساء يمتن بسبب المصاعب المرتبطة بالحمل والولادة. وكشفت المنظمة أنه يمكن بالرغم من ذلك القضاء على غالبية هذه الوفيات بفضل التدخلات الطبية المتوفرة, مضيفة أن العائق الأساسي يتمثل في انعدام إمكانية ولوج النساء إلى الخذمات ذات الجودة قبل وخلال وبعد فترة الولادة. وذكرت المنظمة في هذا الصدد بالمساعدة التي تقدمها للدول المعنية في أفق توفير خدمات مندمجة وضمان علاقة جيدة بين عاملي الجودة والنجاعة وتستند على أسس ظرفية بالنسبة للأمهات والأطفال خلال فترة الحمل والولادة وما بعد الولادة. وعبرت عن أسفها لكون الحمل والولادة بالبلدان النامية يشكلان السبب الثاني للوفيات (بعد داء السيدا) عند المرأة في سن الإنجاب, موضحة أن هناك خمسة مشاكل تشكل مصدر أزيد من70 في المائة من حالا الوفيات في صفوف الأمهات بالعالم من قبيل النزيف والالتهابات والإجهاضات التي تتم في ظروف صحية سيئة واضطرابات الضغط. وحذر البيان ذاته من أن نزيف ما بعد الولادة يمكن في حال عدم معالجته أن يؤدي في ظرف ساعتين الى وفاة امرأة في صحة جيدة. وكشفت المنظمة أيضا أن أزيد من136 مليون امراة تنجب كل سنة وأن حوالي20 مليون من بينها تصاب بأمراض مرتبطة بالحمل بعد الولادة, موضحة أن لائحة الأسباب المرضية طويلة منها الحمى وفقر الدم والعقم والاكتئاب... كما أن النساء المريضات تتعرضن للتأنيب والإقصاء من لدن أزواجهن وعائلاتهن ومجتمعهن. وأوضحت منظمة الصحة أن نحو14 مليون فتاة تتراوح أعمارهن ما بين15 و19 سنة تنجبن كل سنة مما يشكل أزيد من10 في المائة من الولادات, مضيفة أن حوالي20 في المائة من هذه الولادات بالبلدان النامية تتم في إطار الزواج. وأن خطر الوفيات أثناء الولادة في بعض الدول مرتفع مرتين بالنسبة لشابة يافعة أكثر من امرأة ناضجة. وأشار المصدر ذاته أن الهوة التي توجد بين الأغنياء والفقراء في مجال الصحة الإنجابية في هذا السياق تحدث1 في المائة من الوفيات أثناء الولادة فقط بالبلدان ذات الدخل المرتفع. وأشارت منظمة الصحة العالمية أيضا الى أن معدل الوفيات أثناء الولادة مرتقع بالمناطق القروية وبالمجتمعات الأكثر فقرا والأقل تعليما..(يتبع) ت/ل ب/ب ج/ ومع261626 جمت غشت2008 وأشارت إلى أنه من الممكن تجنب غالبية الوفيات في صفوف الأمهات عبر توفير العلاجات الطبية اللازمة خلال لحظة الولادة. ففي بلدان إفريقيا جنوب الصحراء, حيث تعتبر معدلات الوفيات في صفوف الأمهات الأكثر ارتفاعا, تضع40 في المائة من النساء فقط مواليدهن بحضور مولدة مؤهلة أو ممرضة أو طبيب. وبالبلدان الصاعدة, تتراوح نسبة النساء اللائي قمن بأربع استشارات طبية على الأقل قبل الولادة ما بين أقل من10 في المائة وأكثر من90 في المائة. وأعربت منظمة الصحة العالمية عن الأسف لأن الأمر يتعلق على الخصوص بالنساء المنحدرات من أوساط فقيرة بالمناطق القروية واللائي لا يستفدن من المراقبة الطبية الضرورية, حيث لا يستطعن القيام بتلقيح أو علاج أو الاستفادة من الوقاية من انتقال داء السيدا من الأم إلى الجنين. وأضافت أنه يتم سنويا إحصاء18 مليون عملية إجهاض يتم إجراؤها في ظروف صحية سيئة بالبلدان الصاعدة, مما يتسبب في وفاة70 ألف أم, مشددة على أنه من الممكن تجنب عدد كبير من هذه الوفيات إذا ما تم تعميم المعلومات المتعلقة بالتخطيط الأسري وتنظيم النسل. وذكرت المنظمة الأممية بأن أحد أهداف الألفية للتنمية تتمثل في التقليص بثلاثة أرباع من معدل وفيات الأمهات ما بين سنتي1990 و2015 , موضحة أنه تم إلى حدود الآن تسجيل تقدم بطيء, حيث انخفض المعدل العالمي لوفيات الأمهات ب5 في المائة فقط, وانتقل من430 إلى400 بالنسبة لكل مائة ألف مولود حي. وأشارت المنظمة إلى أنه لم يتم تحقيق أي تقدم بإفريقيا جنوب الصحراء حيث يعد خطر وفيات الأمهات الأكبر. وخلصت إلى أن استحالة الاستفادة من العلاجات الطبية اللازمة يعد العامل الرئيسي المعرقل لتحسين مستوى صحة الأم. ويزيد الخصاص المسجل في عدد المؤهلين المتخصصين في المجال من صعوبة هذه الوضعية, ويتعين في أفق سنة2015 تكوين330 ألف مولدة.