استعرضت نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن أول أمس الاثنين بمدريد، الخطوات التي قطعها المغرب في مجال الصحة الانجابية والمساواة بين الجنسين. وأبرزت الصقلي، خلال منتدى دولي حول الصحة الجنسية والإنجابية بمشاركة عدد من الخبراء والمسؤولين يمثلون بلدانا أوروبية وإفريقية، أن «المغرب يشهد حاليا تعبئة اجتماعية كبيرة من أجل رفع تحديات التقليص من الفوارق الترابية وتلك المرتبطة بالنوع، وذلك من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس سنة 2005». وأكدت نزهة الصقلي خلال مداخلة في إطار مائدة مستديرة حول موضوع «الحقوق والمساواة والصحة الانجابية»، أن المغرب وضع استراتيجية قطاعية للفترة ما بين سنتي2008 و2012 تتوخى ضمان توازن تقديم الخدمات الصحية بين العالمين الحضري والقروي لفائدة المعوزين، وتقليص معدل وفيات الامهات إلى50 من بين كل مائة ألف ولادة في أفق سنة 2012 ». وفي معرض حديثها عن العلاقة بين الصحة الجنسية والانجابية والعنف المتعلق بالنوع، شددت الوزيرة على أن المغرب حقق تقدما ملموسا في مجال مأسسة مكافحة العنف ضد النساء خاصة على مستوى التكفل بالنساء ضحايا العنف. وأوضحت أن المغرب يتوفر على مركز الاستماع التابع لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن بالاضافة إلى345 مركزا وخلية للاستقبال تابعة للامن الوطني والدرك الملكي ووزارتي العدل والصحة، فضلا عن 62 مركزا تديره منظمات المجتمع المدني. ومن جهة أخرى، اعتبرت نزهة الصقلي أن الدينامية التي يشهدها المغرب في مجال وصول النساء إلى مناصب المسؤولية وكمثال على ذلك انتخاب3428 امرأة كمستشارة خلال الانتخابات الجماعية ليوم12 يونيو الجاري «ستكون له انعكاسات إيجابية على حقوق المرأةوالمساواة بين الجنسين». وأبرزت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن أن النساء مؤهلات أكثر من غيرهم لتحديد حاجيات النساء الاخريات ، خاصة في ما يتعلق بتحسين عمليات الولادات الطبية والتقليص من معدلات وفيات الامهات والاطفال التي لا تزال تشكل أحد الانشغالات الكبرى. ومن جهة أخرى، شددت الصقلي على الأهمية التي يكتسيها التعاون بين مختلف قطاعات الدولة من أجل رفع تحديات مكافحة الفقر والأمية اللذين يعتبران من بين الاسباب والنتائج الرئيسية للعنف ضد النوع وكذا وفيات الامهات والاطفال. وأعربت عن يقينها بأن هذا الملتقى الدولي سيمكن من الاستفادة من تجارب مختلف البلدان المشاركة في هذا الملتقى الدولي.ويشكل هذا الملتقى الدولي المنظم ما بين 22 و24 يونيو الجاري فضاء للتفكير في السبل التي تمكن هيئات المجتمع المدني والحكومات من تحسين الصحة الجنسية والإنجابية بإفريقيا وأوروبا. وسيتناول هذا اللقاء عددا من المحاور تتطرق بالخصوص إلى مواضيع «الحقوق والمساواة والصحة الجنسية والإنجابية بإفريقيا وأوروبا» و«الممارسات الجيدة والتعاون في مجال الصحة الجنسية والإنجابية» و«استراتيجيات النهوض بالسياسات العمومية للصحة الجنسية والإنجابية»، فضلا عن بحث السياسات التي يتم تنفيذها في هذا المجال بالقارتين الإفريقية والأوروبية، وأشكال التعاون الدولي والاستراتيجيات التي من شأنها أن تعطي دفعة للسياسات العمومية في هذا المجال. وسيتميز هذا المنتدى الدولي بالتوقيع على مذكرة تفاهم تروم على الخصوص تعزيز التنسيق داخل «شبكة النساء من أجل عالم أفضل»، وتشكيل فضاء للتفاعل والتعاون بين النساء والهيئات والمنظمات الإفريقية والإسبانية التي تم تأسيسها على إثر اللقاء الأول للنساء الإسبانيات والإفريقيات الذي انعقد بمابيتو (الموزمبيق) في مارس2006.