"نشرت في الشهر الثامن من سنة 2007" في جوّ الأبّهة والرونق اللذين تتألق بهما مدينة لاس فيغاس الأميركية، تبيّن لإحدى سيدات الأعمال المغربيات أن العمل الجاد والإبداع هما المفتاح للنجاح. وقالت سيدة الأعمال وصاحبة المشاريع هذه، رقيّة إدريسي، بعد عودتها إلى المغرب من معرض لاس فيغاس للمنسوجات 2006، حيث عرضت ألبسة تصنعها مؤسستها، ولقائنا بها على هامش زيارتها لإحدى قريباتها بمدينة وجدة: "إن هذه الفرصة لم تكن لتتحقق لو لم نكن جاهزين ومستعدين للتجاوب مع المتطلبات النوعية للسوق الأميركية." ولاس فيغاس، بولاية نيفادا الأميركية، هي إحدى مدن الغرب الأميركي ذات اقتصاد مزدهر قائم على السياحة والترفيه. وحينما بدأت السيدة إدريسي بحياكة ملابس الأطفال قبل أعوام، كانت تحلم بأن تتمكن ذات يوم من تصدير منتجاتها الى الولاياتالمتحدة. وشركتها التي تدعى "لو بيتي بوسان" (أو الكتكوت الصغير بالفرنسية) هي واحدة من بين آلاف المؤسّسات الصغيرة أو المتوسطة الحجم في المغرب التي تعتمد على موارد محدودة وتبيع منتجاتها في العادة في الأسواق المحليّة. إلا أن حلمها تحقّق حينما مولّت "مبادرة شراكة الشرق الأوسط"، برعاية وزارة الخارجية الأميركية مشروعا لإعداد مؤسسات أعمال مغربية للتبادل التجاري مع الخارج. ويعرف هذا المشروع باسم "الفيلق الدولي للخدمة التنفيذية". وأفادت إدريسي من الفرصة للعمل مع غرفة التجارة المغربية التي نظمت ندوات تدريب حول مواضيع مثل إدارة الإنتاج واستراتيجيات التسويق. وبسبب التزامها الشديد بتلبية متطلبات نوعية الصادرات وقع عليها الإختيار للقيام برحلة الى لاس فيغاس حيث تمكنت إدريسي من عرض منتجاتها واجراء اتصالات هامة مع نظرائها الأميركيين. وعن ذلك علقت قائلة: "بكل بساطة، غيرت تلك الرحلة حياتي." ووجد سواها من رجال أعمال مغاربة اشتركوا في معرض منسوجات لاس فيغاس، أن هذه التجرية كانت مجزية للغاية. فقد قال عبد الحي بيسا، صاحب شركة سوميتيكس للألبسة، إنه "بالإضافة الى لقاء مئات تجار المنسوجات بالتجزئة من جميع أنحاء العالم، منحتني هذه الرحلة الفرصة لاستكشاف الثقافة الأميركية والتحقّق من مدى توق الأميركيين لتبادل الخبرات المهنية والشخصية." وكانت تلك المرة الثالثة التي تشارك فيها مؤسسات مغربية لصنع الألبسة ودباغة الجلود في هذا المعرض السنوي المزدهر. وقال أبوعطيف سكريدي وهو عضو في وكالة الصادرات المغربية، "في الماضي كنا نعتقد أن أميركا مستحيلة المنال، أما الآن فقد أيقنا أن الأميركيين يريدون القيام بصفقات تجارية شرط أن يحصلوا على منتجات ذات جودة عالية بأسعار متهاودة وأن يتعاملوا مع شركاء تجاريين يعتمد عليهم."