رجحت مصادر دبلوماسية إعادة فتح الحدود بين المغرب والجزائر نهاية شهر ماي الجاري. وأفادت المصادر ذاتها "الصباح"، أن الموضوع الذي كان قيد النقاش بين السلطات المغربية ونظيرتها الجزائرية منذ شهور، أضحى اليوم مسألة وقت ليس إلا، خاصة بعد الشروع في عملية تزيين وتزفيت منطقة جوج بغال الحدودية في الآونة الأخيرة استعدادا للحدث الذي قد يتزامن ومباراة المغرب والجزائر المقبلة. وأفادت المصادر ذاتها، أن لا تأثير للحدث الإرهابي الذي تعرضت له مراكش على المبادرة، والذي يفرض، على العكس، تنسيقا أمنيا واستخباراتيا محكما بين البلدين، خاصة مع توالي تهديدات القاعدة في المغرب الإسلامي لدول المنطقة. وما يعزز هذا الطرح، حسب المصادر ذاتها، الزيارة التي يقوم وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي سيلتقي خلالها كلا من كاتبة الدولة في الخارجية هيلاري كلينتون، و"دانيال بنجمان" المكلف بمكافحة الإرهاب في الإدارة الأمريكية، و"وليام بزنز"، نائب كاتبة الدولة في الخارجية، والتي يتمحور جدول أعمالها حول قضايا تهم سبل اجتثاث تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والذي يقف وراء العملية الإرهابية التي استهدفت مقهى أركانة بمراكش، وتمتد خيوطه إلى دول الساحل والصحراء. كما من المرتقب أن تستنفر الإدارة الأمريكية وزير الخارجية بشأن التدخل الجزائري في الحرب الأهلية بليبيا وانعكاساتها على أمن واستقرار منطقة شمال إفريقيا، فضلا عن نزاع الصحراء بعد قرار مجلس الأمن الأخير، وعلاقة بوليساريو بشبكات الإرهاب والسلاح، وتطبيع العلاقات مع المغرب عن طريق فتح الحدود البرية المغلقة منذ سنة 1994، وهو الموقف الذي تشدد عليه الإدارة الأمريكية في الآونة الأخيرة من خلال ممارسة ضغوطها على الجزائر والمغرب للجلوس إلى طاولة المفاوضات لايجاد حل سياسي لقضية الصحراء بعد الحسم في الملفات العالقة. من جهة أخرى، كان اجتماع انعقد الأحد الماضي بباماكو جمع قيادات عسكرية لدول الساحل، تمحور حول سبل التنسيق الأمني لمحاصرة شبح الإرهاب بالمنطقة، حضرته الجزائر إلى جانب مالي والنيجر وموريتانيا، وغاب عنه المغرب وتونس وليبيا، وهو اللقاء، تضيف المصادر ذاتها، الذي تزامن مع الضربة الإرهابية بمراكش، ما يؤكد أن التوجه الأحادي الذي تتبناه الجزائر لرعاية الحرب على الإرهاب في المنطقة، أضحى يزعج الادارة الأمريكية التي ترى أن حضور المغرب شريكا أساسيا ضمن قوات أفريكوم، أضحى ضروريا في ظل التطورات الأمنية غير المستقرة التي تمر منها المنطقة. وتشير المصادر ذاتها، إلى أن اعتبار المغرب شريكا أساسيا في الحرب على الإرهاب بالمنطقة، يستمد حتميته وأسباب نزوله من كونه المستهدف الأول من خطر الإرهاب، ويأتي تزامنا مع نقل القاعدة في المغرب الإسلامي لعمياتها غربا بعد الحصار الذي تعانيه، تريد الخروج منه عن طريق التوسع الإقليمي في دول المغرب العربي.