وقت يعتذر الصبايا عن الخبز .. يشتد مغص اللاعادلين ... توقيع: محمد عثماني
كان الصبي جالسا على الرصيف .. الشمس معلقة على مرمى حجر من رأسه الأشعث .. شمس تمطر حمما .. كان مرتديا أسمالا .. عظام وجهه المتجهم بارزة .. شاردا يلهو بمسمار يخط به على الأرض .. وربنا وحده يعلم في ما كان يفكر... توقفت سيارة فارهة أسود لونها .. ترجلت منها سيدة ممتلئة .. هي نصف عارية .. تبدو كنجمة هوليودية تستعرض مفاتنها فوق البساط الأحمر .. خطت نحوه خطوات متثاقلة، متوخية حذرا شديدا، كأنها تقترب من تمساح، وليس من آدمي .. مدت له قطعة خبز محشوة نقانق .. لم يعرها اهتماما .. وضعتها إلى جانبه، وقفلت راجعة إلى السيارة.. " هيه" قال الصبي. التفتت نحوه. بعذوبة ورقة، قال لها: سيدتي، لست بحاجة إلى خبز .. أنا في حاجة إلى عدالة اجتماعية فحسب...