كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة والنصف مساء، الأضواء خافتة داخل السيارات المصطفة والمتوقفة على طول شاطئ سيدي عبد الرحمان، في تلك الليلة الخريفية، وبالذات بإحدى الطرق التي تعبر الخلاء... خشخشات، اهتزازات وحركات تجري داخل السيارات، فتهتز هياكلها مع اهتزاز الأجساد المتكومة والملتصقة داخلها... لحظات حميمية ثم ينخفض بعدها، رويدا... رويدا، زجاج النافذة الخلفية لإحدى هذه السيارات، تمتد يد عبرها، تقذف ورقا صحيا أبيض، يستقر قرب أوراق أخرى من نفس النوع تشهد على وقوع لحظات مماثلة هنا وهناك داخل السيارات المتوقفة على طول طريق جانبية ضيقة تغطيها، نسبيا، من الجانبين شجيرات وأعشاب طويلة متراصة على امتداد الأرض المهملة... يسطع بياض هذه الأوراق البيضاء المدعوسة في سواد تلك الليلة الخريفية المقمرة، فيحدد امتداد الطريق وسط الخلاء الشاسع... وكأنها علامات تحدد مسار هبوط الطائرات على مطار الشهوة... «أوطيل مولانا»: فضاء رخيص لجنس أرخص...! إنه محيط «أوطيل مولانا» -كما كان يحلو للبعض تسميته- أرض خلاء محاطة بسياج طويل كان يقف عند بابها الحديدي حارس يسمح لك بالدخول بمجرد أن تصافح يدك يده وتضع فيها قطعة معدنية صفراء من 10 دريهمات.. يفسح لك المجال لتلتحق بصف طويل من السيارات المتوقفة بهذا الفضاء الشاسع... طبعا، بعد التوقف عند بائعات «البابوش» القريبات من هذا المكان لتناول وجبة من حساء الحلزون الشعبي الرخيص وشرب مرقه الغني بالأعشاب، فتتحرك الدورة الدموية، وتتدفق الدماء في أسفل الأجساد المنهكة بالعمل طيلة ساعات النهار، تبعث فيها الدفء، النشاط والرغبة، فتسارع لاختلاس لحظة متعة عابرة غير مكلفة بهذا الفضاء الذي كان سوقا جد مألوف للجنس بالدار البيضاء، هذه المدينة ذات الشواطئ والفضاءات اللعوب، فضاء لم يحد من نشاطه إلا اكتساح المجالات الإسمنتية... لحظات حميمية في الهواء الطلق... في ذلك المساء، كنت على متن سيارة صديقتي في جولة ليلية بشاطئ سيدي عبد الرحمان. كان الهدف من هذه الجولة هو البحث عن مقر أقيم به عشاء عمل استدعيت لتغطية أشغاله. خلال بحثنا، تهنا في المسالك المعبدة وغير المعبدة بهذه المنطقة. واكتشفنا أوكارا عديدة في الهواء الطلق، بالإضافة إلى ما تبقى مما كان يسمى ب «فندق مولانا»، بكل من شاطئي سيدي عبد الرحمان وعين الذئاب بالأزقة التي تصطف على جانبيها الفيلات والمطاعم والحانات، وبالضبط بالجهات الخلفية لها... السيارات متراصة في المسالك المعبدة والهادئة بمحيط شاطئ عين الذئاب لا يميزها، في تلك الليلة المقمرة، عن السيارات الأخرى المتوقفة في سكون الليل، إلا اهتزازات في بحر شهوة في مد وجزر، فتجعلها تتمايل في كل الاتجاهات كزورق داهمته أمواج عاتية في ليلة عاصفة، وتلك الأوراق الناصعة البياض كزبد البحر الملقاة على جنبات الأرصفة عند أبواب السيارات والهالة الخفيفة من الضوء الخافت الذي يبعث جوا من الحفاوة والدفء والرومانسية المنبعث من المصابيح الداخلية لهذه السيارات المتوارية تحت أشجار وارفة الأغصان تحجب عنها ضوء القمر وعيون المتلصصين والفضوليين والشرطة. في هذه العتمة، تستلقي فتاة شبه عارية، في المقعد الخلفي لسيارة سوداء كبيرة من نوع ميرسيدس، لا يبدو منها إلا رجلاها وساقاها اللذان يطوقان جسدا متحركا... اقتربنا من السيارة، وقفنا بمحاذاتها. لكن يبدو أن حضورنا أزعج صاحبي هذين الجسدين المتكومين... وبسرعة، حاولا الاعتدال في جلستهما، استويا بصعوبة وارتباك بالمقعد الخلفي... فقد قطعنا عليهما خيط متعة سرعان ما تلاشى... التفت إلينا رجل خمسيني وهو يحاول إغلاق أزرار سرواله، فتنفلت من بين أصابعه المرتعشة، بينما أشاحت المرأة بوجهها عنا وهي تغطي جسدها بمعطف صوفي جذبته من فوق اللوحة الخلفية المحاذية للمقاعد الخلفية للسيارة. ترجلتُ وطرقتُ زجاج تلك السيارة، انخفض زجاج النافذة، فلمحت صبية بالكاد تخطو خطواتها الأولى نحو العقد الثاني من العمر. بعد أن تأكد صاحب السيارة من هويتي، استجمع قواه وانتفض صارخا في وجهي بأقبح النعوت والصفات، عدوتُ وعدت أدراجي أجر أذيال الخيبة. صعدت سيارة صديقتي ولذنا بالفرار، قبل أن يترجل صاحبنا من سيارته... واجهة بحرية للخدمات الجنسية... على الطريق الشاطئية، وبالذات في الأزقة الداخلية، تعرض «البنات»، الواقفات على جنبات الرصيف، أنفسهن لنظرات سائقي السيارات، الذين يجوبون هذه الأزقة بحثا عن بنات الهوى. كن يقفن غير بعيد عن الحانات... الأضواء خافتة متناثرة عبر الليل... بأحد هذه الأزقة، لمح أحد السائقين جسد امرأة متوار في الظلمة، قاد سيارته ببطء نحوه، تراقصت الأضواء المنبعثة من مصابيح السيارة الأمامية كأنها عيون تغمز، تبعث رسالة/إشارة إلى الفتاة المتوارية في العتمة... يبدو أن هذه الأخيرة فهمت الإشارة، فقد توجهت نحو عمود الكهرباء ووقفت تحت ضوئه تعرض جسدها الذي بدا شبه عار بعدما سحبت عنه وشاحها الصوفي الأحمر. جسمها الشديد البياض الملفوف وسط فستان شديد السواد لا يغطي سوى الأجزاء الوسطى والممتدة من الكتفين إلى أسفل المؤخرة بميليمترات، بدا جليا وناصع البياض متوهجا تحت ضوء المصباح. مدت عنقها الطويل بحذر نحو النافذة الأمامية، ثم تراجعت لتتوارى بسرعة في الظلمة، تاركة وراءها مجموعة من الرؤوس التي امتدت عبر نوافذ السيارة تستدرجها وتطمئنها وتعدها بعطاء سخي، لكنها كانت تسرع الخطو متجاهلة العروض السخية. هذا السلوك استفز ركاب السيارة الثلاثة المخمورين، فقذفها أحدهم بقنينة فارغة وأمطروها سبا وقذفا بأقبح النعوت. وفجأة عم المكان صوت مدو لعجلات السيارة وهي تحتك بالأرض وتستدير بسرعة جنونية دورة شبه كاملة، ثم تتراجع إلى الخلف وتنطلق كلمح البصر إلى الأمام لتخرج من الزقاق، بمجرد أن لمح سائقها رجلين طويلي القامة، ضخمي الجثة، يلوحان بهراوتين كبيرتين وهما يركضان في اتجاه سيارته، كانا يقفان غير بعيد أمام بوابة حانة قريبة. ونحن نبحث عن هدفنا، تجاوزنا بسيارتنا الحانة ودخلنا طريقا غير معبدة، وجدنا في نهايتها أنفسنا وسط أرض مقفرة، بها مجموعة براريك متناثرة وأكوام من المتلاشيات وسط ظلام شديد... أحسسنا بالرهبة وسط هذه العتمة، فرجعنا أدراجنا حتى الحانة. توجهنا نحو الفتاة الواقفة هناك، فتحتُ النافذة وسألتها عن المقر المقصود، تطلعت إلينا ثم نظرت إلي باستغراب ودهشة وقالت برهبة: «لايوجد أي مقر هناك. إنه مكان خطر جدا... لو توغلتما قليلا لعرضتما نفسيكما للخطر، (يكشطوكم ويغتصبوكم ويفصلوكم). نحن أنفسنا لا نتجرأ على الاقتراب من ذلك المكان...». قدمت لها نفسي محاولة استدراجها للحديث عن نفسها... إنها فتاة لم تتجاوز العقد الثالث، لا يبدو أنها ترغب في الكلام عن ذاتها، عن وضعيتها، عن ماضيها، فبالأحرى عن مستقبلها. إنها شابة جميلة، لكنها شاحبة رغم المساحيق والكريمات التي تحاول أن تخفي بها شحوبها، حزنها وعدم رضاها... جريمة بدون ضحايا! ونحن نتابع جولتنا الليلية، لمحت، عند إحدى الزوايا وقبالة إحدى الحانات بشاطئ عين الذئاب، سيارة الشرطة تقف متوارية في العتمة. كانت الساعة تشير إلى حوالي الثانية صباحا، بعد برهة ظهر جسد ممشوق تسير صاحبته مترنحة بخطوات متثاقلة وهي تحاول أن تخفي عريها بمعطف صوفي... ترجل رجل بلباس مدني من سيارة الشرطة، وتوجه نحوها، استوقف الفتاة التي بدا عليها الارتباك لوجوده. قادها نحو سيارة الشرطة، صعدا معا. وبعد دقائق، نزلت الفتاة من السيارة ووقفت على الرصيف تغلق حقيبتها وهي تسب وتلعن، بينما غادرت سيارة الشرطة مكانها. توجهنا بالسيارة نحوها... إنها امرأة شابة، بالكاد تجاوزت العقد الثاني. اقتربنا منها، فاستدارت نحونا تستطلع. حييتها وترجلتْ. قدمت لها نفسي وشرحت لها هدفي، فأقبلت علي قائلة: «اكتبوا أولا عن بعض رجال الأمن...!». قلت لها: «تفضلي إلى السيارة وأعدك بأن أكتب كل ما تحكينه عن تجربتك في هذا الميدان»... صعدنا السيارة، واقترحت صديقتي أن نتوجه إلى مكان آخر أكثر أمنا... عندها تدخلت الفتاة مقترحة التوجه إلى موقف السيارات التابع لأحد الفنادق الشهيرة بشاطئ عين الذئاب، لأن حراسه يعرفونها جيدا. هناك دار بيننا حديث ذو شجون، عن طفولتها التعيسة، عن حرمانها من حنان الأم مبكرا، عن معاناتها مع والدها قبل زوجته... عن الجوع والعري، عن ظروف البؤس والعذاب التي دفعتها للهرب والتشرد منذ سن الثالثة عشرة ليستقر بها الوضع على ما هي عليه الآن... كما تقول «جسد للاستهلاك»، «آلة لتحصيل النقود»... لم تكن راضية عما تقوم به، لكنها كانت فخورة بحريتها، استقلاليتها وعدم تبعيتها لأحد... إلا لزبائنها -كما تقول- الذين يحتاجون هم أيضا لخدماتها... لكن أكثر ما يقرفها هم بعض «المسؤولين»، يسلبونها وزميلاتها في الحرفة حصيلة يومهن ويغتصبونهن أحيانا ويقدمونهن للعدالة! وتساءلت بمرارة: «بربك الدعارة مع من؟ مع زبون لا وجود له إلا في المحضر؟...». بعد أن هدأت، سألتها عن تجربتها في ميدان الدعارة، ففاجأتني جرأتها... تقول عن نفسها: «أنا بكل بساطة «ق...»... أمارس هذه «الحرفة» منذ أكثر من 10 سنوات بمقابل لا يقل عن 400 ده وما فوق وبالدولار والأورو، حسب الزبون: محلي أو أجنبي، عربي أو غربي، وحسب الوقت المطلوب: ساعة أو ليلة كاملة، بعد أن مورس علي الجنس قبل ذلك «فابور». أفعل ذلك عن وعي، فليس لدي بديل، وأفعله بكل برود واحترافية... والفضل في ذلك يعود إلى أفلام البورنو... وما يجعل الزبون يقبل علي هو جمالي وقدي وليونة ملمسي ونظافتي... وهذا بشهادة كل زبنائي». الحب... منارة في بحر الخطايا... «سلوى» أو «سوسو»، كما تحب أن يناديها زبناؤها، شابة ذات بشرة بيضاء ناعمة، وقد ممشوق شبه مكتنز. وجهها المستدير يبدو وسط خصلات شعرها الأسود الكثيف كبدر يوم اكتماله. زادتها جمالا زينتها الخفيفة إلا من عينين واسعتين كحيلتين. ونحن نتحدث كنا مشدوهتين، مشدودتين إليها نستمع لحكاياتها الجريئة عن زبنائها: عن أشكالهم، روائحهم المقرفة والحادة أحيانا، نظافتهم المنعدمة أحيانا أخرى، عادات وسلوكات بعضهم في الجنس، أصواتهم، آهاتهم، همهماتهم وحركاتهم أثناء ذلك... وعن الأوضاع والسلوكات والرغبات الشاذة لبعضهم والمغامرات والمآزق والمواقف الخطرة التي تعرضت لها مع المرضى منهم... خلال حديثها، كان يأخذنا خيالنا بعيدا... فقد كان حكيها شيقا جريئا إلى درجة الوقاحة، فجأة رن هاتفها، فأعادنا رنينه إلى الواقع... استأذنت منا، فتحت الخط، فتهلل وجهها بمجرد أن سمعت صوت مخاطبها على الطرف الآخر من الخط. اعتدلت في جلستها وأقبلت عليه تكلمه بلهجة خليجية... كانت تحدثه بحب وعشق وشوق ودلع وعتاب وتمطره كلاما معسولا. بدا ذلك صادقا... قالت له بغنج هامسة معاتبة: «ياكْ... 6 أشهر وعشرة أيام... ياكَ حْبيبي ياقاسي، قلبك حجر...». عندها سمعنا ضحكته ترن على الطرف الآخر من الخط، معلنا حبه واشتياقه أيضا، ثم طلب منها الالتحاق به في الغد. فأخبرته أنها ستلتحق به بالشقة صباحا». وبعد أن بعثت له قبلة عبر الأثير، أقفلت الخط، ثم استدارت نحونا وقالت ووجهها متهلل فرحا: «كان مَلْقايا مْعاكُم مبارك أُو مسعود، جا خليلي من الإمارات وجا الخير معاه». فقلت لها: «بدا عشقك وشوقك له صادقا لا تمثيلا... أليس كذلك أم أنا مخطئة؟!». أجابت وقد خيمت على وجهها مسحة من الحزن: «ليس من حقي أن أحب أو أن أطمح في الزواج والاستقرار، لكن مع «محمد» أشعر بكل ذلك، لكنني أجهض هذا الإحساس خوفا من أن أصدم. عموما، أنا راضية بزياراته لي بين الفينة والأخرى. هو كريم معي، اشترى لي شقة ووعدني بسيارة ومشروع صغير، وهو غيور علي جدا، صديقاتي اللواتي يعرفنه يقولون إنه يحبني ويقسمن لي أنه سيتزوجني في يوم من الأيام، خصوصا أنه أعزب... يقلن: علي فقط أن أحرك المجمر...»!... أجساد للاستهلاك على مذبح الكرامة... في هذه المنطقة المعزولة، هناك نساء يتصيدن رجالا ليمنحنهم لذة لا يستشعرنها كأنهن روبهات للخدمات الجنسية الآلية!... وهناك رجال يبحثون عن جنس هارب من ضغط المشاكل الاجتماعية، الاقتصادية والنفسية... أزواج أو عزاب يبحثون عن لحظة جنس خارج أي إطار، لهم إمكانيات مادية، شقق، بل فيلات، لكنهم يفضلون الهواء الطلق. هذا الوضع أحالني على فيلم «النوم في العسل» للفنان «عادل إمام»، حيث عجز الزوج عن معاشرة زوجته في البيت، بينما كانا ينجحان في تجاوز المشكل في الهواء الطلق. كان حال البطل كحال بني جلدته الذين أصيبوا بدورهم بالعجز الجنسي، وعجز الطب النفسي والعضوي عن علاجهم، فنصح البطل الناس بمعاشرة زوجاتهم في الهواء الطلق لنجاح العلاقة الجنسية هناك!...فتسابق الكل نحو الخلاء!... ربما كان هذا مادفع هؤلاء أيضا إلى اللجوء إلى شاطئي سيدي عبد الرحمان وعين الذئاب... ولربما كان السبب صعوبة ولوج الفنادق أو غلاء أسعارها... بل ربما الخوف من الحملات التمشيطية ومداهمات رجال الشرطة بها هو ما دفع بعض الراغبين في اختلاس لحظة متعة رخيصة بأثمنة أرخص للجوء إلى ما تبقى من فضاء «أوطيل مولانا» كما كان يسميه المرتادون والعارفون بمسالك هذا المكان القصي العاري أو إلى شاطئي سيدي عبد الرحمان وعين الذئاب!... * روبوهات للخدمات الجنسية... على طول الطريق الشاطئية، تتهادى الفتيات بخطو بطيء، ظبيات في فترة التزاوج، يعرضن أجسادهن لسائقي السيارات، هؤلاء الأخيرين يجوبون الشاطئ، يحومون حول الأزقة والحانات، السيارات تسير بسرعة خفيفة جدا، يتطلعون بين الفينة والأخرى إلى فتيات شبه عاريات بألبسة شفافة أو سترات قصيرة فوق السرة وسراويل الجينز القصيرة وتبانات السترينع السوداء التي تحيط بالخصر وترسم حدود الوركين، أو تنورات قصيرة تلامس المؤخرة، يلتهب السائقون المتعطشون، فيبدأ التفاوض... بعض هؤلاء الفتيات تخفين عريهن تحت معطف شتوي أو تلففن جسدهن بوشاح صوفي... الكثيرات منهن يأتين هنا منذ سنوات، لكنهن بالكاد تجاوزن العشرين سنة، ورود أذبلها طول السهر... وأخريات حديثات العهد بالحرفة، حللن منذ مدة وجيزة، براعم متفتحة في تربة موحلة... غادرنا المكان، وكنا كلما ابتعدنا تتوارى وراءنا الأضواء الصغيرة وتخفت أكثر فأكثر وتتلاشى أجسادهن كلما أوغلنا في الاتجاه المعاكس... كان الألم يعتصر قلبي وكذا صديقتي، فعم بيننا صمت رهيب كانت كل واحدة منا تتصور أشياء وأشياء...